أكد الكاتب الصحفي جمال سلطان، أن هناك حالة من البرود الشديد تعاملت بها الدول الأوروبية وواشنطن مع الانقلاب العسكري المجرم في تركيا، بحسب وصفه.
وقال في مقاله بجريدة المصريون: “يبدو الأمر في بروده ولا مبالاته وكأنه كانت هناك مناوشات سياسية بين بعض الأحزاب وأوروبا تطالبهم باحترام القانون وتهدئة الخواطر واحترام نتائج الانتخابات..كان الأمر واضحًا في ليلة الانقلاب عندما صمت الجميع ورفضوا إدانة الانقلاب وبيانه المعلن بالسيطرة على البلاد ، وكأنهم ينتظرون “حدثا سعيدا” عندما كان الانقلاب ينقل على الهواء مباشرة بالصوت والصورة، بعد خمس ساعات كاملة بدا فيها أن الانقلاب يترنح فعلا وأن القيادة الشرعية لتركيا تستعيد الإمساك بزمام الأمور ، بعدها خرج التصريح الخجول من الرئيس الأميركي باراك أوباما يطالب باحترام الحكومة الشرعية المنتخبة”.
وأضاف :”دلالات الموقف الغربي من انقلاب تركيا مهمة ومفصلية لوعي النخب العربية والإسلامية والشعوب الإسلامية بشكل عام تجاه إيمان المجتمع الدولي الحقيقي بالديمقراطية للجميع ، المجتمع الدولي يؤمن بالديمقراطية على الطريقة “الإسرائيلية” ، ديمقراطية لشعب “إسرائيل” وحده ، أما الآخرون فالديمقراطية غير مطروحة وغير مستحبة وغير مرحب بها، فأوربا وواشنطن ليستا في وارد القبول أو الرضا أو المساعدة على وجود ديمقراطية حقيقية في المنطقة ، وستظل تحتفل بأي انقلابات إن لم تساعد على صناعتها ، أو تمزيق المجتمع نفسه إن عجزت عن تمكين “العسكر”.
وتابع :” لقد عشنا في وهم وأكذوبة إيمان الغرب بالديمقراطية في بلادنا ، قد يكون هذا صحيحا على مستوى منظمات المجتمع المدني والنخبة النبيلة وليس على مستوى صناعة القرار ودوائره ، الديمقراطية هناك ـ كما في إسرائيل ـ منتج محلي ليس للتصدير ومنظومة للإنسان الأوربي “المميز” ، أما العالم الثالث فلا يناسبه إلا جنرالات وقتلة وطغاة بلا قلب”.
