ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت أنه نظرا لتنامي مخاوف من إمكانية أن تصبح مالي صومال ثانيا، جاءت نية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "الإيكواس" لتبني تدخل عسكري وشيك في مالي .
وأكدت الصحيفة في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني، أن دول "الإيكواس" تعتزم نشر قرابة 5000 جندي في مالي خلال الأيام القادمة من أجل محاربة المسلحين المنتمين لجناح تنظيم القاعدة عقب استمرار القتال على أشده بين هؤلاء المسلحين والقوات الحكومية، بما يهدد البلاد بالانزلاق في نفق فوضوي ومن ثم زعزعة الاستقرار بالمنطقة برمتها.
ونقلت الصحيفة عن مدير الإيكواس للعلاقات الخارجية عبد الفتاح موسى قوله " إن نشر قوات أفريقية في مالي بات وشيكا حيث إننا نشعر بقلق بالغ إزاء ما يحدث هناك من أعمال قتل وذبح ".
وأضاف قائلا "إن المشكلة الكبرى التي ستواجهننا في هذا السيناريو هى ضرورة انخراطنا في حرب تدور في المدن ، نظرا لسيطرة المسلحين على أغلب المناطق بشمال مالي فضلا عن عدم ارتدائهم ملابس موحدة لذا يصعب علينا أن نفرقهم عن المدنيين" .
ونقلت الصحيفة عن مصدر أفريقي بارز رفض الكشف عن هويته قوله "إن العنف الدائر حاليا والاضطرابات السياسية التي تجتاح مالي تنذر بأن هذا البلد قد يصبح صومالا ثانية".
وأشارت إلى أن السكان في شمال مالي لطالما دعوا لتدخل عسكري من جانب دول"الإيكواس"، إلا أن مجلس الأمن الدولي أوقف دعم هذه الخطوة رغم ادانته لهدم الأضرحة الدينية العتيقة بمدينة "تمبكتو" بزعم أنها ربما تأجج نيران حرب أهلية جديدة .
واستطردت الصحيفة البريطانية تقول في ختام تقريرها أن المخاوف بشأن تصاعد حدة العنف في مالي تأتي وسط تعرض الحكومة الانتقالية لانتقادات عديدة في ظل مساعيها لإعادة البلاد إلى الحكم المدني عقب الانقلاب العسكري الذي وقع في شهر مارس الماضي.