علق الخبير الاقتصادي مصطفي شاهين علي قرار البنك المركزي بتحرير سعر صرف الجنيه المصري، قائلا:” البنك المركزي لن يستطيع السيطرة على السوق السوداء”.
وأضاف شاهين في منشور له بصفحته الشخصية على “فيس بوك”: “لن يكفي هذا البوست تحليل كامل لما حدث في سوق الصرف في مصر اليوم وسأتبعه بإذن الله بتحليلات أخرى لضيق الوقت عن إعلان البنك المركزي المصري، اليوم الخميس، تحرير سعر الصرف وفقا لآليات العرض والطلب. وتخفيض سعر الجنية ليكون 13.10 للشراء و13.5 للبيع، هذا القرار لم يجانبه الصواب من قبل مسؤولي البنك المركزي لاعتبارات عديدة”.
وتابع: “أولا: ان تخفيض الجنية بما يقارب 50 ٪ لن يستطيع ان ينافس سعر السوق السوداء، خاصة ان سعر الدولار في السوق السوداء تجاوز 18 جنيهًا من أيام قليلة وهو ما سيغري صغار المدخرين والمضاربين على الانتظار على الدولار حتى يعاود سعره في الارتفاع من جديد”.
واستطرد: “وهل من الممكن ان يتم ذلك، نعم اذا ما علمنا ان البنك المركزي سيقوم اليوم الخميس بضخ 4 مليارات دولار لزيادة العرض في السوق، بما يعنى أن البنك المركزي يريد أن يحدث توازنًا في السوق بين العرض والطلب وهو ما يعرف A market-clearing price وهنا هل تفي 4 مليارات دولارات لسد فجوة الطلب على الدولار في السوق الإجابة قولاً واحدًا لا ، لأن ببساطة جدا البنك المركزي قام في الفترة من نوفمبر 2015 حتى شهر يونيو 2016 بضخ 45 مليار دولار وفق التقرير المقدم من محافظ البنك المركزي لمجلس النواب في أغسطس الماضي أي بمتوسط 5.5 مليار دولار شهريا”.
و أضاف: “وهو ما يعني عجز البنك المركزي عن إعادة التوازن بين الطلب والعرض، وستعنى ذلك لأن لربما الظروف الان أسوأ عما كانت عليه منذ قرابة العام فدعم الخليج متوقف من فترة ولن يستطيع البنك المركزي أن يضخ 4 مليارات دولار أسبوعيًا بواقع 16 مليار دولار شهريًا، فمراهنة صناع السياسة في البنك الآن قائمة على تخويف فئة المضاربين وإقناعهم بالتنازل عن الدولار”.
وتساءل:”هل 16 مليار دولار في حوزة البنك الآن يضحى بهم في شهر واحد لإجبار المضاربين على إخراج دولاراتهم وعرضها في السوق، هذا أمر محل شك كبير خاصة اذا ارتبط ذلك بعدم وجود بيانات أمام مسؤولي البنك المركزي، فهل يعلم البنك المركزي حجم الطلب على الدولار في السوق السوداء وهل يعرف كذلك حجم المعروض؟ الإجابة أيضًا لا؛ لأنه لو كان هناك علم لدى البنك المركزي لاستطاع أن يثبت سعر الجنيه من الشهر الأول دونما أي تدهور في قيمة الجنيه، وهذا لم يحدث بطبيعة الحال، إذًا نستطيع أن نتوقع أن البنك المركزي لن يستطيع السيطرة على السوق السوداء”.