قالت صحيفة “السفير” – المقربة من حزب الله – إن هناك “وحدة مصرية” تضم 18 طيارًا مصريًا، بدأت منذ الثاني عشر من نوفمبر الجاري العمل في مطار حماة العسكري، بينما نفى الكريملن وجود معلومات عن جنود مصريين في سوريا.
وقالت الصحيفة إن هؤلاء الطيارين ينتمون إلى تشكيل مروحيات بشكل خاص، دون أن يكون واضحا ما إذا كانوا قد بدأوا العمل في العمليات الجوية أم لا، مشيرة إلى أن انضمامهم واختيارهم من تشكيل الحوامات المصرية يعكس قرارا مصريا سوريا بتسريع دمج القوة المصرية.
وأشارت الصحيفة – بحسب موقع عربي 21 – إلى أن هذه الوحدة “تقدمها عند وصولها أربعة ضباط كبار من هيئة الأركان المصرية. وفي مقرّ الأركان السورية في دمشق، يعمل منذ شهر ضابطان مصريان برتبة لواء، على مقربة من غرف العمليات”، في حين نقلت عن مصادر عربية مطلعة أن اللواءين المصريين يقومان بجولات استطلاعية على الجبهات السورية، منذ وصولهما إلى دمشق قبل شهر.
من جانبه، أكد الكرملين أن روسيا لا تملك أي معلومات عن مشاركة عسكريين مصريين في المعارك بسوريا في صفوف القوات الموالية للحكومة.
وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، الخميس، مجيبا عن سؤال بشأن احتمال مشاركة عسكريين مصريين في العمليات ضد الإرهاب في سوريا: “ليست لدينا أي معلومات حول هذا الموضوع”، بحسب ما نقلت قناة “روسيا اليوم”.
الجنوب السوري
وفي ما يبدو أنه تركيز على الجنوب، قالت “السفير” إن العمليات التقييمية للضباط المصريين شملت معظم الجبهات، وكان آخرُها الجبهة الجنوبية، في القنيطرة وخطوط فصل القوات مع الجولان المحتل، ودرعا.
وشارك اللواءان المصريان الثلاثاء، في اجتماع تقييمي لمنطقة عمليات الفرقة الخامسة السورية التي تنتشر حول درعا، وعقد الاجتماع المصري السوري في مقر الفرقة السورية في مدينة “أزرع”، بعد زيارة استطلاعية قاما بها لقاعدة “الثعلة” الجوية في ريف السويداء.
ثمرة اتصالات مكثفة
والأرجح أن ما يجري ليس سوى ثمرة جهود واتصالات مصرية سورية، تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة، بعد سلسلة من اللقاءات الأمنية غير المعلنة، التي بدأت قبل أكثر من عام بين القاهرة ودمشق، بحسب “السفير”.
ووصلت الوحدة المصرية بعد ثلاثة أسابيع من زيارة اليوم الواحد التي قام بها إلى القاهرة في السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلى مسؤول أمني سوري، اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني، للقاء اللواء خالد فوزي نائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري.
وتوقعت مصادر “السفير” أن تتعدى العلاقة المصرية السورية هذه الزيارة “الرمزية”، إلى إرسال قوات صاعقة مصرية للمشاركة على نطاق أوسع في دعم جيش النظام السوري.
ونقلت مصادر عن مسؤول أمني سوري رفيع، قوله إن المصريين وعدوا الجانب السوري بإرسال قوات إلى سوريا، وإن موعد ما بعد الثالث والعشرين من كانون الثاني المقبل سيكون ساعة الصفر التي سترتفع بعدها وتيرة الانخراط المصري العسكري في سوريا، دون أن يتبين رسميا سقف ذلك الانخراط.. بينما يقول مصدر سوري مقرب من الملف لـ«السفير» إن موعد ما بعد كانون الثاني المقبل سيشهد وصول قوات مصرية كبيرة ستشارك في العمليات العسكرية، ولن تكتفي بتقديم المدد الجوي في قاعدة حماة.
ويأتي وصول الوحدة المصرية مع إعراب رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، عن دعمه العلني والواضح لجيش النظام السوري، بما وصفته “السفير” بأنه “تجاوز لكلاسيكيات الدعوة إلى مكافحة الإرهاب، وملامسة عناصر ثلاثية القاهرة-دمشق-بغداد، لترميم منظومة الأمن الإقليمي العربي التي أطاحت بها التدخلات التركية والأمريكية، وهيمنة السعودية على المؤسسات العربية المشتركة، خصوصا الجامعة العربية التي لم يعد لها أي وجود”.