جاء ظهور الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، وأحد أهم رموز نظام مبارك، مثيرًا للجدل، والذي نصح نقيب الصحفيين “يحيى قلاش”، بالهدوء والتريث في حل أزمة النقابة التي اندلعت مؤخرًا، بعد حكم المحكمة بحبسه، قائلًا: “دي موجة ولازم نطاطي معاها لتحت”، في إشارة لحكم عبدالفتاح السيسي وطريقة التعامل معه.
وأثار هذا التصريح العديد من التساؤلات حول طريقة تعامل رموز نظام مبارك مع حكم عبدالفتاح السيسي، وعن الصراعات بين النظامين، خاصة في ظل التصريحات التي تخرج بين الحين والأخر، والتي تكشف حجم الخلاف.
ولم يكن هذا هو التصريح الأول المثير للجدل من أحد أهم رجال المخلوع حسني مبارك، فقد سبقة عدد من التصريحات الأخرى.
جمال مبارك
في غضون أيام قليلة، حظيت صفحة داعمة لترشح جمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع حسنى مبارك، للانتخابات الرئاسية في 2018م، بانتشار مكثف بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن حظيت باهتمام أكثر من 200 ألف معجب.
وأحدث تدشين الصفحة حالة من الجدل الواسع، فمن ناحيتهم دافع المؤيدون عن نجل المخلوع، بالقول: رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معانى، مسألتش نفسك إزاي مصر كان اقتصادها مستقر ومحدش قرب من الدعم”، “أحسن من الهم اللي إحنا فيه دلوقتي” وقال” أدمن الصفحة “، مدافعًا عن مبادرته:” ناس مفكرة إن احنا بنهزر أو أشخاص بتهيج الرأي العام، إحنا شباب مش بيدعوا لمظاهرات أو تخريب فقط، إحنا بندعوا أن جمال مبارك يترشح للرئاسة، فى اللى ينضم أو يرفض وأي اتهامات لينا غلط “، وأضاف:” يعني إيه هنرجعها أم الدنيا: الدعم هيرجع لمستحقيه، عودة الاستثمارات، عودة السياحة، استقرار الاقتصاد، عودة الأمن والأمان الحقيقي”.
وكان جمال مبارك وشقيقه علاء، قد غادرا سجن طرة في يناير 2015م، بعد أربعة أعوام من الحبس، تنفيذًا لقرار محكمة الجنايات بإخلاء سبيلهما، في أخر قضية كانا محبوسان على ذمتها، وهي الاستيلاء على أموال الموازنة العامة لرئاسة الجمهورية، والمعروفة باسم قضية “قصور الرئاسة”.
ومنذ إخلاء سبيلهما ويظهر جمال بين الحين والأخر ليثير علامات استفهام عن إمكانية عودته للحياة السياسية مرة أخرى، وكان أول ظهور له في عزاء والدة الكاتب الصحفي مصطفى بكري، في مسجد عمر مكرم لتقديم واجب العزاء، في إبريل 2015.
وفي ديمسبر 2015م، انتشرت صورًا له خلال حضوره الاحتفال الخاص بأحد المعارض الطلابية بالمدرسة البريطانية الدولية، التي تدرس بها ابنته الصغيرة “فريدة”، وظهر جمال في الصور أثناء تصوير ابنته خلال مشاركتها في المعرض بكاميرته الخاصة، كما حرص المشاركون في الحفل على التقاط الصور التذكارية معه.
كما ظهر جمال مع أسرته في منطقة الأهرامات، بصحبة زوجته خديجة الجمال، وابنتهما فريدة، وفوجئ ضباط شرطة السياحة بوجوده دون حراسة، وليس بصحبته سوى شخص واحد، وتم تداول صور أخرى لجمال مبارك وزوجته خديجة الجمال وابنته فريدة أثناء تناول الغذاء بأحد المطاعم.
وفي يونيو الماضي، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لسوزان مبارك، ونجلها جمال في حفل بدار الأوبرا المصرية للعازفين الأطفال، وقيل إن سبب حضورهم هو حفل المدارس التي كانت تعزف فيه فريدة نجلة جمال مبارك.
وفي يوليه الماضي، ظهر جمال في حفلة ساهرة بـ”degrees 6“، في قرية هاسيندا بالساحل الشمالي، وتفاجأ الحاضرون بظهوره خلال السهرة، التي شارك فيها عدد من نجوم المجتمع والفنانين، واهتم بعض الشباب بالتقاط الصور معه.
وتداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو وصور لـ”جمال وعلاء” مبارك في عيد الأضحى الماضي، في مجمع كافيهات “أركان” في “الشيخ زايد”، احتفالًا بعيد الأضحى، وتدافع المواطنون من أجل التقاط صور معهما.
وحضر جمال وعلاء عزاء الفنان الراحل محمود عبد العزيز منذ أسبوع، في مسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر، لتقديم العزاء.
أحمد عز
وكان رجل الأعمال المقرب من مبارك، أحمد عز، والذي كان رئيسًا لأمانة التنظيم بالحزب الوطني المنحل، قد نشر مقالاً بصحيفة “المصري اليوم”، المملوكة لرجل الأعمال، صلاح دياب، والتي يمتلك رجل الأعمال نجيب ساويرس أسهماً فيها. وأثار المقال تساؤلات عديدة حول خلفية رسالة التفاؤل والنصائح الاقتصادية، التي أسداها عز للنظام الحالي، مع العلم بأنه من النادر أن يقدم عز على خطوة كهذه، وهو لم يكتب من قبل أي مقال صحفي إلاّ في عام 2010م، بعد انتخابات مجلس الشعب، التي قاد فيها الحزب الحاكم.
حسين سالم
وأثيرت تساؤلات مشابهة بسبب افتتاح عمرو أديب، برنامجه على قناة “أون إي” الجديدة، المملوكة لرجل الأعمال، أحمد أبوهشيمة، المقرب للغاية من مكتب السيسي، بحوار مع رجل الأعمال حسين سالم، الذي توصلت الحكومة إلى مصالحة مالية متواضعة معه أخيراً، بإسقاط الاتهامات الموجهة إليه بالكسب غير المشروع ورفع التحفظ على أمواله والسماح له بالسفر مقابل تنازله عن ممتلكات قيمتها تناهز 5 مليارات ونصف المليار جنيه.
واللافت أن أديب، الذي يعتبر أكثر إعلامي أجرى السيسي معه مداخلات هاتفية منذ توليه الرئاسة، روج بشدة خلال حلقته إلى فكرة “التصالح مع رموز نظام مبارك”.
وطالب بالالتفات عن دعوات محاسبتهم ومحاكمتهم بحجة أن “البلاد تحتاج أموالاً، ولن تستفيد شيئاً من المحاسبة الجنائية”.
وهو ما قد يفسر بأنه رسالة طمأنة من النظام الحاكم لرجال الأعمال المنتمين إلى نظام مبارك للمسارعة إلى المصالحة بدفع الأموال مقابل إسقاط العقوبات، في ظل تهافت السيسي على كل قرش لإنعاش خزانة الدولة المأزومة.
أحمد شفيق
شأنه شأن عز، يسعى المرشح الرئاسي الأسبق، أحمد شفيق المقيم بالإمارات، إلى العودة للواجهة السياسية بأية طريقة.
تارةً يناور من خلال دعم مرشحين للبرلمان، وتارةً أخرى يقوم بترويج أنه بصدد الترشح للرئاسة، ناهيك عن إقدامه أحيانًا على التصعيد والهجوم على سياسات السيسي، وذلك كله بدعم من شخصيات إماراتية كبرى، وبطموح شخصي وغيرة محمومة.
فشفيق يعتبر نفسه أنه كان الأحق بوراثة منصب الرئيس بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وذلك باعتباره امتدادًا لنظام مبارك، وباعتباره أكثر خبرة حكومية من السيسي، وباعتباره ممثلاً لجيل أسبق من السيسي في الجيش.
وترجح مصادر بحزب الحركة الوطنية، التابع لشفيق، أن سبب حرص السيسي على إرضاء حكام دولة الإمارات، من خلال تخصيص أراض ومشاريع وتسهيلات استثمارية لرجال الأعمال الإماراتيين ورعاية لمصالح الإمارات الاستراتيجية وحلفائها في ليبيا وفلسطين، يكمن في تخوفه من فرض شفيق عليه أو دعمه في أية معركة سياسية محتملة مستقبلاً بينهما.