أطلت علينا كتائب القسام بمفاجأة جديدة من مفاجأتها التي لا تنتهي، حين أعلنت عن تبينها للشهيد التونسي محمد الزواري المنخرط في صفوفها منذ عشر سنوات، وهو أحد رواد مشروع تطوير طائرات الأبابيل القسامية والتي أعلن القسام عنها في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
لقد تفاجئنا جميعا حين علمنا أن صانع طائرات الأبابيل القسامية هو تونسي الجنسية وليس فلسطيني كما كنا نعتقد جميعا،ان ما قامت به كتائب القسام من استغلال أحد العقول العربية في معركتها ضد المحتل الصهيوني يدل على الفهم العميق لدى القسام حول طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، في الوقت الذي يحاول فيه البعض من أبناء جلدتنا تغيير حقيقة هذا الصراع وجعله صراعاً فلسطينياً يهودياً ليس للمسلمين والعرب أي دور فيه، ومحاولة خلق أعداء وهميين مصطنعين لإشغال الأمة الإسلامية في معارك جانبية لا فائدة ولا طائل منها.
لقد أثبت الشهيد الزواري لنا جميعاً أن القضية الفلسطينية ما تزال هي القضية المركزية لدى الشعوب الإسلامية والعربية، وأن حاولت الحكومات والدول تغيير هذا الوعي لدى الشعوب ومحاولة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ،وإغفال أن العدو الرئيسي والحقيقي للأمتين الإسلامية والعربية هو الاحتلال الصهيوني.
أن ما يدهشك عند الإطلاع على سيرة الشهيد الزواري أنه كان مطارداً من قبل نظام بن علي البائد منذ تسعينات القرن الماضي ،وتمكن بمساعدة رفاقه من الهروب من تونس إلى ليبيا ليبدأ رحلته الطويلة مع المنفى التي لم تنتهي إلا برحيل نظام بن علي عام 2011 بعد قيام ثورة الياسمين في تونس الخضراء، ليعود إلى وطنه بعد 20 عاماً من النفي والمطاردة.
أن ما قدمه الشهيد الزواري من تضحيات عظيمة في سبيل تحرير فلسطين، لهو الدليل الأكبر على الهم الذي كان يحمله الشهيد وكل إنسان مخلص و شريف في أمتنا تجاه قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية.
كان الشهيد الزواري تونسي الهوية فلسطيني الهوى فيا ترى كم من زواري في أمتنا ينتظر بشغف أن يأخذ مكانه ودوره في تحرير فلسطين وإنهاء الكيان الصهيوني الغاصب؟