أكدت "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" في تقرير لها ظهر اليوم بعد انتهاء بعثتها لتقصي الحقائق في مقتل شاب السويس أحمد حسين عيد، أن جهاز الشرطة مسئول عن مقتل هذا الشاب لتقصيرها في التدخل وحماية المواطنين من هذه المحاولات، وطالبت التحقيق مع أفراد الشرطة في تراخيهم عن مواجهة مثل هذه الأفعال ومحاسبة المقصرين في مواجهتها أو الاشتراك فيها .
وطالبت المبادرة النيابة العامة بسرعة التحقيق والكشف عن أسباب الوفاة، بما فيها مدى إهمال أو تقصير الإسعاف ومستشفيات السويس والإسماعيلية التي رفضت أو تراخت في إسعاف المجني عليه حتى موته متأثرا بالإصابة – حيث اتهم والد المجني عليه في أقواله مستشفى التأمين الصحي بالسويس والمستشفى الجامعي بالإسماعيلية بالإهمال في علاج نجله – وتقديم الجناة جميعهم إلى المحاكمة العادلة.
وقد أوفدت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بعثة لتقصي الحقائق في واقعة وفاة أحمد حسين عيد، الطالب بكلية الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة بالقاهرة، والمقيم في مدينة السويس، أثناء تلقيه العلاج في المستشفى الجامعي في الإسماعيلية مساء الأحد 1 يوليو الجاري، متأثرا بإصابة في فخذه طولها 2سم، كما أفاد التقرير الطبي المبدئي لمستشفى التأمين الصحي في السويس. وزارت البعثة مدينتي السويس والإسماعيلية.
واستمع باحثو المبادرة المصرية إلى شهود من المترددين على مكان الحادث، والذي يعد منتزها لأهالي السويس، حيث أفاد عدد منهم عن تكرار واقعة توقيف بعض الأفراد لبعض المترددين على المكان وسؤال الرجال والنساء الموجودين معا عن درجة القرابة التي تربطهم، وتوبيخهم على ما يعتبرونه "مخالفة للشرع والآداب". وأن ذلك تسبب في عدد من المشادات والمشاجرات .
وأفاد الشاهد إسلام شاهين، مهندس، أثناء وجوده مع زوجته في حديقة عامة مقابلة لنقابة المهندسين بجوار منطقة الكورنيش في نفس يوم الحادثة، أنه شاهد ثلاثة على موتوسيكل توقفوا أمام الحديقة وتوجهوا إلى شاب وفتاة جالسين وبدأوا في توجيه النصح إليهما والاعتراض على سلوكهما وحدثت مشادة بين أحدهم والفتاة بعد اتهامه لها بأنها "غير محترمة" واعتراضها بحدة على تدخلهم. ورحل الأفراد الثلاثة على الموتوسيكل بعد فترة من الاشتباك اللفظي .
وقال والد المجني عليه إن مستشفى التأمين الصحي أخبرهم أن المجني عليه مصاب في شرايين فخذه الأيسر وأنه لا يوجد في المستشفى أو أي من مستشفيات السويس جراح للأوعية الدموية، فتم نقل المصاب إلى المستشفى الجامعي بالإسماعيلية الذي رفض استقباله وقال مسئولوها إنه لا توجد أماكن كافية. وبعد محاولات مع عدة مستشفيات في الإسماعيلية رفض استقباله، مثل المستشفى العام ومستشفى الجلاء، عاد الأب مع ابنه المصاب إلى المستشفى الجامعي الذي استقبله بعد إلحاح منه .
وحسب التقرير الطبي للمستشفى الجامعي في الإسماعيلية فإن المجني عليه أحمد حسين عيد دخل المستشفى يوم 26 يونيو 2012 وهو يعاني من جرح طعني بالفخذ الأيسر أدى لإصابة شريان الساق اليسرى، وكانت حالته العامة سيئة ومصابا بنزيف حاد وهبوط في ضغط الدم، وتم حجزه في العناية المركزة وأثناء ذلك حدث توقف مفاجئ للقلب والرئتين وباءت محاولات إنعاشهما بالفشل وتوفي الساعة السادسة مساء الأحد 1 يوليو 2012 .
وأفاد استقصاء باحثي المبادرة المصرية أن المشهور بـ"الشيخ وليد" يدعى وليد حسين بيومي- عامل- وهو ينتمي إلى أوساط السلفيين غير معروف انتماؤه إلى جماعة أو حزب محدد. ولكنه يؤم المصلين أحيانا في مسجد "النبي موسى". ولم يجد باحثو المبادرة المبادرة أية أدلة أو شهادات على وجود ما أشيع أنه تنظيم "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وقال عمرو غربية -مدير الحريات المدنية في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية-: "إن في تصريحات وزير الداخلية مؤشر على تبرير الوزارة لانتهاك الحريات الشخصية بما يخالف القانون، وهي بالتالي إشارة سلبية أخرى على كفاءة أدائها لوظيفتها في حماية الأفراد من هذه الانتهاكات التي يبررها الوزير بنفسه، بل و يلوم فيها القتيل على عدم اعتذاره للجناة".
ورفضت المبادرة المصرية اتهام تيار أو جماعة أو فئة من فئات المجتمع بأكملها بجريمة أفراد أو استغلال ذلك للتحريض عليه، ولكنها في الوقت نفسه لا تخلي الدعاة ورموز بعض التيارات والأحزاب الإسلامية من مسؤوليتهم، وتناشدهم مراجعة خطابهم بخصوص الحريات العامة والشخصية والدعوة لتقييد بعضها بمبررات دينية، وهو ما يفتح الباب لبعض المتأثرين بهذا الخطاب إلى محاولة تقييد سلوك بعض المواطنين أو الاعتراض عليه بمبادرات شخصية منهم .