تعقد جماهير الكرة المصرية الكثير من الأمال للتتويج باللقب الإفريقي الثامن للفراعنة، على حارس المنتخب عصام الحضري لاستكمال الصورة النهائية لمشوار التألق في النسخة الحالية لبطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة بالجابون.
وبلاشك، فإن آمال الجماهير المصرية ستكون اليوم الأحد، معلقة على الحارس الحضري في مباراة المنتخب أمام نظيره الكاميروني، بعد تألقه اللافت ونجاحه في التصدي لركلتي ترجيح في مباراة بوركينا فاسو بالمربع الذهبي ومن ثم التأهل إلى النهائي القاري.
والغريب في الموضوع بأكمله، يتمثل في أن الحضري لم يكن هو الحارس الأساسي للفراعنة في النسخة الحالية للبطولة، لكنه كان الثالث بعد شريف إكرامي وأحمد الشناوي.
ولعبت الأقدار والظروف دورها في أن يكون الحارس الأول بعد تعرض إكرامي للإصابة خلال إحدى تدريبات المنتخب قبل انطلاق منافسات البطولة.
تلاها مباشرة، تعرض الشناوي لإصابة خلال مباراة مالي في الجولة الأولى من المجموعة الرابعة لأمم إفريقيا، ليظهر الحضري ويحرس عرين الفراعنة حتى النهائي القاري.
وتمكن الحضري خلال النسخة الحالية للبطولة من تحطيم العديد من الأرقام القياسية والتي أبرزها الحفاظ علي عذرية شباكه منذ الدقيقة 25 من مباراة ربع النهائي بكأس الأمم 2010، حتى سجل البوركيني بانسيه في مرماه بنصف النهائي.
كما أصبح صاحب الـ 153 مباراة دولية، رابع أكثر حراس المرمي مشاركة بالمباريات الدولية بعد الإيطالي بوفون، والإسباني ايكر كاسياس، ومحمد الدعيع حارس المنتخب السعودي .
كذلك حطم رقمه القياسي بأعلى حارس يحقق انتصارات مع منتخب بلاده في نهائيات أمم إفريقيا بعد الفوز الـ20 أمام بوركينا فاسو.
هذا بالإضافة إلى أنه أصبح أكبر لاعب فى القارة السمراء يشارك بكأس الأمم بعمر 44 عاما و19 يوماً، متفوقاً على كيرلس لاعب موريشيوس، والذى شارك فى مباراة رسمية وعمره 43 عاما و254 يوما.
كما سجل اسمه كثالث أكثر اللاعبين مشاركة فى كأس أمم أفريقيا للمرة السابعة، بعد المصرى أحمد حسن، والكاميرونى ريجوبير سونج وشارك كل منهما فى 8 بطولات.
ونال الحضري شهرة كبيرة وواسعة على مستوى العالم، بعد تصديه لركلتي جزاء في مباراة بوركينا فاسو بالمربع الذهبي لبطولة أمم إفريقيا، ومن ثم نجاحه في قيادة الفراعنة للنهائي.
لكن هذا الأمر ليس بجديد على الرجل الملقب بـ “السد العالي” والذي يمتلك قفازًا من ذهب، حيث سبق له أن حسم العديد من المباريات من خلال التصدي لركلات الترجيح من نقطة الجزاء، سواء على مستوى الأندية التي حرس عرينها أو منتخب بلاده.
وبدأت شهرة الحارس المصري في التصدي لركلات الترجيح في نهائي أمم إفريقيا 2006 حيث تصدى لركلتي جزاء لمنتخب “الأفيال” الإيفوارية أمام الثنائي ديدييه دروغبا وبكاري كونيه ليقود المنتخب المصري وقتها للتتويج باللقب القاري.
وبعد تلك البطولة، وصف دروغبا الحضري في تصريحات صحفية بأنه من أكبر حراس المرمى على مستوى العالم وأفضلهم الذين واجههم خلال مشواره الكروي.
ولم يمر على هذا التألق طويلًا، فبعد التتويج بلقب أمم إفريقيا بأسبوع، واصل الحضري ممارسة هوايته المفضلة في التصدي لركلات الترجيح، لكن تلك المرة مع ناديه الأهلي المصري عندما تصدى لركلتي جزاء أمام الجيش الملكي المغربي في لقاء السوبر الإفريقية، لينتزع على إثرها الفريق المصري اللقب.
وتكرر نفس السناريو في كأس السوبر الإفريقي عام 2007 عندما تصدى لركلة ترجيح للنجم الساحلي التونسي، ويقود فريقه الأهلي المصري للتتويج باللقب مجددًا.
وفي موسم 2013-2014 تصدى لركلتي جزاء للاعبي الزمالك في مباراة فريقه وادي دجلة ببطولة كأس مصر المحلية، ورغم ذلك خسر فريقه المباراة.
كذلك، خاض تجربة احترافية في المريخ السوداني، حين تصدى لركلتي ترجيح في نهائي كأس السودان عام 2012 ليقود فريقه للتتويج باللقب، ثم واصل التألق مع المريخ في بطولة “سيكافا” للأندية والتي تقام بمشاركة أندية وسط وشرق القارة السمراء، ففي نسخة 2011 بتنزانيا، قاد فريقه للمربع الذهبي من خلال تصديه لأربعة ركلات ترجيح أمام أولينزي الكيني.
وفي ظل هذا التألق اللافت للنظر للحارس الأسطورة، هل سيقود الحضري منتخب بلاده للتتويج بالنجمة الثامنة عندما يواجه منتخب بلاده اليوم الأحد نظيره الكاميروني في المباراة النهائية للبطولة.
كما أن الحضري يحلم برفع الكأس القارية باعتباره قائدًا للفراعنة في النسخة الحالية لأول مرة في تاريخه، هذا بالإضافة إلى التتويج باللقب للمرة الخامسة في تاريخه بعدما فاز بها أعوام 1998 و2006 و2008 و2010.