جاءت مناشدات أسرة الدكتور محمد مرسي برؤيته والاطمئنان عليه لتفتح ملف معاناة الرجل وتألم الاسرة لما يلاقيه من عنت وحرمانه من أسرته ومحاميه بشكل متعمد وما يمثله ذلك من انتهاك لأبسط قواعد حقوق الإنسان؛ الأمر الذي استنكره حقوقيون وقانونيون، ربطوا في التعامل بينه وبين الرئيس المخلوع حسني مبارك.
هشتاج الرؤية والقبلة
ومؤخرا دشنت أسرة الدكتور محمد مرسي، “هاشتاجا” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تعرب من خلاله عن أمانيها في رؤيته، حيث جاء “الهاشتاج” كما كتبه أحمد مرسي، نجل الرئيس عبر حسابه الشخصي تحت عنوان “#أسرة_الرئيس_مرسي_تتمني_رؤياه”.
وفي نفس السياق وعلي موقع “فيس بوك” كتب نجل “مرسي”: “نتمنى رؤيته واحتضانه وسماع صوته.. حرمنا منه أربع سنوات ولم يحرك أحد ساكناً.. اللهم صبرنا علي حرمننا منه و من قبلة نطبعها على يديه”.
بيان سابق
ولم تكن هذه المطالبة هي الاولي فقد أصدرت الأسرة بيانا سابقا في هذا المعني بشأن ما قاله مرسي حول عدم رؤية أهله ومحاميه، منذ سنوات.
وقالت “الأسرة” في بيانها، الذي نشره “عبدالله” نجل مرسي ، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “اليوم وأثناء انعقاد المحاكمة الباطلة لوالدي الرئيس مرسي، طلب لقاء هيئة الدفاع الخاصة به لمناقشة أمر يخص حياته لتعرض حياته للخطر داخل مقر احتجازه، واشتكى ايضاً من منعه تماماً من رؤية أهله ومحاميه منذ أربع سنوات”.
وتابع البيان: “تحمل أسرة الرئيس محمد مرسي النظام ووزير الداخلية والنائب العام، والفريق الأمني المصاحب للرئيس المسؤولية الكاملة الجنائية والسياسية عن حياة الرئيس داخل مقر احتجازه “
كان د.محمد مرسي طلب اثناء الجلسة من المحكمة مقابلة هيئة دفاعه، مشتكيًا من عدم رؤية أهله ومحاميه منذ أربع سنوات، خلال جلسة محاكمته بمحكمة جنايات القاهرة، والمنعقدة بأكاديمية الشرطة.
وقال مرسي من داخل قفص الاتهام :” إنني لم ألتق الدفاع منذ 4 سنوات، ولا أعرف شيئاً عن أدلة الثبوت أو الاتهامات بالقضية، ولم ألتق بأهلي في هذه المدة أيضا، وأن هناك أشياءً أود مناقشتها مع المحامي تمس حياتي”
ومنذ اعتقاله في أعقاب انقلاب يوليو 2013، يعيش د.مرسي معزولا عن العالم الخارجي، ولا يظهر إلا في جلسات المحاكمات داخل القفص الزجاجي.
مرسي ومبارك
وفور هذه الشكوي تم الربط والمقارنة بين التعامل مع مرسي ومبارك حيث تمتع مبارك بمعاملة طيبة وإقامة مرفهة وزيارات متعددة لأسرته ومحاميه ومقابلات بكل أريحية علي العكس تماما مع مرسي
وعلق الناشط الحقوقي جمال عيد، مدير المنظمة العربية لحقوق الإنسان، قائلا في تغريدة له علي” فيس بوك”: “قبع مبارك في شرم الشيخ بعد سقوطه و قبل محاكمته شهور، سُجن مبارك وزارء كثيرين وعومل بشكل جيد، حرمان محمد مرسي من نفس الحقوق وزيارة أسرته، عار”.
عيد وصف صمت المنظمات الحقوقية في مصر حيال ما يتعرض له مرسي بـ “المتواطئة التي تستخدمها السلطة فقط كديكور لتجميل صورته”، مشددًا على ضرورة وقف الانتهاكات التي يتعرض لها جميع المعتقلين كونها وصمة عار في حق مصر.
الجدير بالذكر أن مبارك لم يمكث داخل محبسه بسجن طره سوي أشهر قليلة، حيث انتقل بعدها مباشرة في ضوء تقرير أعدته اللجنة الطبية المشرفة على السجن إلى مركز الطب العالمي حيث التقى هناك عددًا من الرؤساء والزعماء منهم أمير الكويت وسلطان عمان وولي العهد السعودي السابق إضافة إلى حكام إمارة دبي.
وعقب خروجه من مركز الطب العالمي استقر به الحال في مستشفى المعادي العسكري حيث قضى هناك الفترة المتبقية له إلى أن خرج إلى منزله بمنطقة مصر الجديدة مارس الماضي عقب انتهاء التحقيقات في القضايا المتهم فيها منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير.
رفض واستنكار
من جانبه؛ اعتبر السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حرمان الدكتور مرسي من زيارة أهله ولقائه بفريق دفاعه عملا مدانا أخلاقيا وقانونيا وسياسيا، ويتجاوز كل أشكال الخسة والحقارة، على حد وصفه.
واضاف “الأشعل”، في تصريحات صحفية: ”ما يحدث لا يتجاوز كونه انتقاما وتعسفا من سلطة تملك القوة الغاشمة، وتحاول النيل والانتقام من خصومها السياسيين، من دون أدني شرف في الخصومة”.
ووصف الفقيه الدستور نور فرحات ، منع أسرة مرسي ومحاميه من زيارته منذ أربع سنوات؛ بأنه أمر مناف لأبسط مبادئ العدالة والحقوق الأسياسية للإنسان، ويجب أن يخضع للتحقيق القضائي.
وتابع “فرحات”، في تدوينة على حسابه في موقع “فيس بوك”: “هناك فرق بين تطبيق القانون وإجراءات التقاضي، منصفة كانت أو غير منصفة، وبين الانتقام والتشفي والثأر الشخصي والتنكر للخلق القويم والحس الإنساني”.