مثلت حادثة الهجوم على حافلة المنيا ومقتل الأقباط الذين كانوا يستقلونها، ما يمكن اعتباره القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد أن خرجت أصوات عدة تتهم عبد الفتاح السيسي ونظامه بالمسؤولية عن الحادث وعن حوادث استهداف الأقباط السابقة.
اتهام صريح
وأصدر عدد من الأحزاب والمنظمات والشخصيات العامة، أمس السبت، بيانا دانوا فيه العملية الأخيرة التي وقعت في محافظة المنيا، حيث حمّلوا النظام الحالي مسئولية التقصير في تأمين حياة المواطنين.
وجاء البيان تحت عنوان “النظام الحاكم شريك في مذبحة دير الأنبا صموائيل”، حيث تناول البيان الواقعة وظروفها والتقصير الذي شاب العملية.
وقال البيان: “إن توالي وتسارع العمليات الإرهابية من مذبحة الكنيسة البطرسية بالقاهرة، وتهجير مسيحيي العريش، ومذبحة كنيسة مار جرجس بطنطا، ومذبحة الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وإعلان “داعش” -حسب البيان – صراحة حربه المعلنة ضد مسيحيي مصر دون أن يتخذ النظام التدابير الأمنية الاستباقية لحماية مواطنيه يجعل النظام شريكا بالتخاذل في حماية أرواح أبنائه وتلك مهمته الأولى التى منها يستمد شرعيته”.
وأضاف: “إن التذرع بأن الإرهاب ظاهرة عالمية لم يعد ينطلي على أحد، فالإرهاب ظاهرة عالمية ولكن ليس بهذه الصورة المتواترة الموجهة ضد مسيحيي مصر، كما أن هذا القصور المزري في مواجهة الإرهاب ليس ظاهرة عالمية فلا يعرف العالم دولة تجرى فيها المذابح جهارا نهارا دون ضربات استباقية ودون تعامل كفء مثلما يجرى في مصر”.
وأوضح البيان “إن ترسانة القوانين التي وضعت بحجة مكافحة الإرهاب وآخرها إعلان حالة الطوارئ وقانون الإرهاب وقانون الكيانات الإرهابية وغيرها لم تمكن الدولة المصرية من التصدي بفاعلية لوقف نزيف الدماء”.
وتابع “ورغم أن خطاب الدولة الرسمى يسلم بالأبعاد الثقافية لمواجهة الإرهاب الدينى إلا أنه متخاذل عن اتخاذ الخطوات اللازمة لنشر ثقافة التنوير والتسامح والمساواة”.
وطالب البيان بعدة مطالب جاءت كالتالي :
١- إقالة وزير الداخلية الذي فشلت وزارته والحكومة المنتمي لها في حماية المسيحيين من العمليات الارهابية
2- تطوير كتب التراث التى تدرس بالكليات الشرعية بالأزهر وتنقيتها من كل ما يشيع ثقافة العنف والتمييز، وتعديل قانون الأزهر.
3- التصدي للمتطرفين داخل وزارة التربية والتعليم ومنعهم من العملية التعليمية وتطهير المناهج من أفكار التعصب والتمييز.
4- وضع قانون مكافحة التمييز والعنصرية ونشر الكراهية ومعاقبة من يستخدم الدين للتحريض
ووقع علي البيان عدد من الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية منها: حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وحزب الدستور وحزب العيش والحرية (تحت التأسيس) ومنظمات التضامن المصري الديمقراطي، ومصريون ضد التمييز الديني، ومؤسسة مصريون في وطن واحد
هجوم الجمعة
وكان محافظ المنيا قد أعلن الجمعة أن هجوما مسلحا استهدف أقباطا كانوا في طريقهم إلى أحد الأديرة أسفر عن مقتل 26 شخصا و25 مصابا.
وقالت مصادر أمنية مصرية أن مجهولين أطلقوا النار على حافلة تقل أقباطا،. ونقلت “رويترز” عن شهود أن هجوما بالرصاص وقع الجمعة على أقباط كانوا متجهين إلى دير في المنيا. وأضاف الشهود لرويترز أن ملثمين أطلقوا النار على الأقباط الذين كانوا في حافلتين وشاحنة.
قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، في تصريحات صحفية إن 23 شهيدا و25 مصابا وقعوا في حادث استهداف أتوبيس
وكانت مصر شهدت تفجيرين استهدفا كنيستين في محافظتي الغربية والإسكندرية، في أبريل الماضي، وأوقعا 36 قتيلا وأكثر من 100 مصاب
أقباط يتهمون السيسي
من جانبهم؛ عبر أقباط مصريون عن غضبهم الشديد من القصور الأمني في حمايتهم وتأمين مقدساتهم، في أعقاب حادث إطلاق الرصاص على حافلة رحلات قبطية متجهة لدير الأنبا صموئيل في جنوب مصر، وحملّوا عبد الفتاح السيسي المسؤولية الكاملة عن أرواح الأقباط.
وفي هذا السياق؛ قال رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان الدكتور نجيب جبرائيل، إنه يحمّل أمن محافظة المنيا المسؤولية عن الحادث، معلنا سفر وفد من المنظمة للمحافظة لتقصي الحقائق. وطالب “جبرائيل”، في بيان له الجمعة، السيسي بالتدخل الفوري لوقف نزيف الأقباط، مشيرا إلى أنه لا يمكن السكوت عن قتل أكثر من مئة قبطي خلال أقل من 5 أشهر، في أحداث كنيسة البطرسية في العباسية وسط القاهرة، وكنيستي طنطا واسكندرية، وأخيرا حادث المنيا.
وعبر الناشط القبطي الحقوقي، فوزي هيرمينا، عن غضبه من خطابات التعزية من مجلس الوزراء للأقباط عقب كل حادث. ودشن “هشتاج” بعنوان “أعلن سحب اعترافي بالنظام المصري، وأطلب من الأمم المتحدة التدخل لحمايتي”، مطالبا في الوقت ذاته بإقالة الحكومة بالكامل. وقال إن الأقباط كانوا من بين مفوضي عبد الفتاح السيسي لمحاربة الإرهاب، لكنه أثبت فشله فشلا ذريعا، مشددا على أن «النظام يهزي وغير جاد في مواجهة الإرهاب».
شنت صفحة “أنا مضطهد لأني قبطي” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” هجوما حادا على عبد الفتاح السيسي والأمن، وقالت تعليقا على نبأ «السيسي يتابع هجوم المنيا»: ماذا تتابع يا رئيس الجمهورية وأنت تترك شيوخ السلفيين والأزهريين يكفرون المسيحيين ويفتون بقتلهم دون عقاب، متهمة نظام السيسي بـ”حماية شيوخ الإرهاب”.