جاءت زيارة وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس الأخيرة للقاهرة برئاسة يحي السنوار، لتفتح الباب أمام أسئلة كثيرة حول توقيت الزيارة، وأسبابها والنتائج التي يمكن أن تترتب عليها.
أسباب الزيارة
في ظل هذه الأجواء أعلنت حركة “حماس” عن وصول وفد قيادي من الحركة برئاسة يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، إلى القاهرة الأحد، عضو المكتب السياسى للحركة روحي مشتهى، ووكيل وزارة الداخلية بغزة توفيق أبو نعيم.
وقال صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لـ”حماس”، في تصريحات صحفية، إن الزيارة تأتي “في سياق التواصل والتنسيق المستمر مع الأشقاء المصريين”، وتهدف إلى “تطوير العلاقات الثنائية وبحث آفاق القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الإقليمية”.
وأضاف: “الوفد سيناقش الوضع الإنساني في غزة في ظل الحصار، ودور مصر في التخفيف من هذا الحصار، وضرورة فتح معبر رفح للمسافرين الفلسطينيين”، الذي لا يزال مغلقًا منذ نحو ثلاثة أشهر.
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة حماس من غزة، حازم قاسم إن “هذه الزيارة تأتي استكمالا لزيارات سابقة قامت بها قيادة الحركة في سياق التواصل والتنسيق المستمر مع الأشقاء المصريين، بهدف تطوير العلاقات الثنائية وبحث آفاق القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الإقليمية الأخيرة”.
وأوضح “قاسم” في تصريحات لـ”عربي21″: “الوفد سيناقش الوضع الإنساني في غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، ودور مصر في التخفيف من هذا الحصار، وضرورة فتح معبر رفح للمسافرين الفلسطينيين الذي لا يزال مغلقا منذ نحو ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى ضبط الأمن على الحدود لما له من مصلحة قومية وأمنية للجانبين”، على حد قوله.
الرؤية المصرية
وعلي الجانب المصري ذكرت مصادر سياسية بالقاهرة طبقًا لجريدة “العرب اللندنية “، أن الزيارة على قدر كبير من الأهمية بالنسبة إلى حركة “حماس”، لأنها تعكف على إعادة النظر في علاقاتها الإقليمية بعد التطورات الحالية، وتريد أن تزيل العقبات السياسية التي تعتري طريق رئيسها الجديد إسماعيل هنية الذي لدى مصر هواجس تجاه ميوله ناحية قطر وإيران.
كما ذكرت مصادر أمنية بالقاهرة أن زيارة “السنوار” تهدف إلى التفاهم مع القاهرة وإعادة ترتيب الأوراق بناء على المستجدات الخطيرة التي تطال راعيتها “قطر” والتي يمكن أن تضع الحركة في خانة ضيقة جدًا، إذا واصلت التصاقها بقطر، أو حتى ناورت بالتقارب مع طهران، بعد صدور تصريحات إيرانية رحبت بقيادة إسماعيل هنية للمكتب السياسي للحركة، واعتبرتها بادرة جيدة لها.
وكانت آخر زيارة قام بها وفد من “حماس” للقاهرة في يناير الماضي، وبحث وقتها الجانبان فتح معبر رفح وزيادة الإجراءات الحدودية، ثم أعلن الأمن المصري تعزيز الإجراءات على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
الزيارة الأولى لـ”السنوار”
ويرى كثير من المراقبين أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، فهي الجولة الخارجية الأولى لـ”السنوار”، الذي جاء انتخابه زعيما لحركة حماس في غزة لافتًا، باعتباره أول شخصية عسكرية يتقلد مثل هذا المنصب في حماس منذ تأسيسها قبل ثلاثين عامًا.
من جانبه، يري أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، مأمون أبو عامر، أن هذه “الزيارة التي يقودها السنوار للقاهرة ستأخذ طابعا سياسيا وأمنيا على حد سواء، ففي الشق السياسي ستحاول الحركة استعراض رؤيتها المستقبلية بعد انتخاب قيادتها الجديدة وتولي السنوار قيادة الحركة في غزة”.
أما في الشق الآخر فسيكون ملف الأمن على الحدود حاضرا وبقوة في اجتماع الجانبين، وما سيترتب عليه من تقديم الجانب المصري تسهيلات تجارية وإنسانية لسكان غزة ومحاولة فتح معبر رفح لمرور الحالات الإنسانية، على حد قوله.
وأضاف “أبو عامر” في تصريحات صحفية: “مصر ترى في حركة حماس لاعبا مهما ومؤثرا في القضية الفلسطينية، لذلك ستحاول القاهرة توضيح رؤيتها ودورها المستقبلي في إدارة الملفات العالقة كملف الجنود الإسرائيليين الأسرى التي تحتجزهم حركة حماس منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة صيف 2014″، وفق تقديره.
أما الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب فقال في تصريحات صحفية: “إن زيارة وفد حماس إلى الأراضي المصرية تأتي في إطار محدود مرتبط بالموضوع الأمني والحفاظ على الحدود ومنع هروب المجموعات المسلحة في سيناء”، لافتا إلى أن ذلك قد تقابله مجموعة من التسهيلات المصرية لقطاع غزة.
ورأى خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية بمصر، أن الزيارة في المقام الأول أمنية، مشددًا على أن المؤشرات المتوافرة لا تدل على أن الوضع سوف يسير نحو الأفضل بين مصر وحماس، وعلى الأخيرة تقديم أدلة قطعية تثبت حسن نواياها، وأهمها تسليم مطلوبين أمنيين لمصر فروا إلى غزة خلال السنوات الماضية.