يبدو أن حركة «حماس» قرّرت الانفتاح على الجميع، حتّى من كانوا خصومها يومًا من الأيام؛ وهذا ما حدث بالفعل بعد لقاءٍ لوفد الحركة بالقاهرة مع مقربين من القيادي الفلسطيني محمد دحلان.
وأعلن خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس، في مؤتمر صحفي نظّمه «منتدى الإعلاميين» بمدينة غزة اليوم الأحد، عن لقاء عُقد بين وفد الحركة الذي سافر مؤخرًا إلى القاهرة وقيادات مقربة من القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح محمد دحلان، بحسب «هاف بوست».
وتعد هذه المرة الأولى التي تُعلن فيها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» عن لقاءٍ من هذا القبيل.
حوارات متعددة
وبشأن ما اُتُّفق عليه بين الطرفين، قال خليل الحية إن الوفد اتفق مع قادة «تيار دحلان» على إنشاء صندوق وطني لإنجاز ملف المصالحة المجتمعية، على أن تُجمع الأموال فيه من دولٍ (لم يسمّها)؛ بهدف دفع ديّات (تعويضات) لأهالي القتلى الذين سقطوا إبان أحداث الانقسام الفلسطيني الداخلي عام 2007.
وفي حديثه بالمؤتمر أوضح الحيّة قائلًا: «نحن اليوم في حوارات متعددة مع كل الأطراف والفصائل لتشكيل جبهة وطنية عالية وخلقها تحت مُسمّى «إنقاذ» للمشروع الوطني، وذاهبون للتحدث مع الكل عن القضية الفلسطينية».
تحسّن العلاقة مع مصر
وقال إن علاقة حركته مع مصر ذاهبة نحو التحسّن والتطور، ونتائج زيارة وفد «حماس» إلى القاهرة الأسبوع الماضي «ستُترجم على الأرض قريبًا»، موضحًا: «جاءت الزيارة الأخيرة لمصر استكمالًا لزيارات وتفاهمات ثنائية بيننا، عمرها الزمني 15 شهرًا، في كل لقاء نبني على اللقاء الذي سبقه؛ واللقاء الأخير كان من أفضل اللقاءات».
وأكّد الحيّة أن مصر وعدت في الزيارة الأخيرة بتخفيف المعاناة عن قطاع غزة؛ عبر فتح معبر رفح بشكل منتظم، كما وعدت بفتح معبر تجاري لتسهيل الحركة التجارية من القطاع وإليه.
الحرب مع إسرائيل
وجدد الحيّة تأكيد حركته على أنها غير معنية بخوض حروب عسكرية مع «إسرائيل»، وقال: «ندير المقاومة بأشكال متعددة تؤلم العدو وتقرّب من التحرير»، مستبعدًا اندلاع أي حرب جديدة مع «إسرائيل» في الفترة القريبة؛ لكنه وصف استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع بأنه «نذير خطر»، دون توضيح مقصده.
وعبّر الحيّة عن استنكاره لـ«تسارع وتيرة التطبيع العربي مع إسرائيل»، وأردف قائلًا: «لبعض العواصم العربية خطوط جوية مع إسرائيل».
ملف الأسرى
وفيما يتعلق بملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس، قال الحيّة إن حركته ترحّب بأي جهد يُطرح، خاصة من مصر، للتفاوض لإبرام صفقة تبادل أسرى؛ لكنه اشترط قبل البدء في التفاوض الإفراج عن جميع الفلسطينيين الذين تحرروا في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة (أبرمت عام 2011) وأعادت «إسرائيل» اعتقالهم.
ووصف القيادي بحماس علاقة الحركة بإيران بـ«المستقرّة والجيّدة»، وقال: «نسعى إلى تطويرها، ونثمن الجهود الإيرانية التي قدّمت الدعم للقضية الفلسطينية».
هنية سيظل بغزة
فيما كشف الحية أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «إسماعيل هنية» سيبقى مقيمًا في قطاع غزة ولن يغادره إلا «زائرًا» لدول، وأضاف: «لن نكون عبئًا على أحد، ونحن معنيّون أن تكون قيادات حماس في كل مناطق وجود الشعب الفلسطيني».