بعدما دخلت الأزمة الخليجية القطرية مرحلة عداء بين دول الحصار وقطر، توقّع مراقبون أن تتأثر الدراما الخليجية بها، وأن تكون هناك مسلسلات درامية تحمل رسائل سياسية بينهما، كما حدث في مسلسل «غرابيب سود»؛ حيث أثارت مشاهده الجدل بعدما جسّد ممثل فيه دور مقاتل بتنظيم الدولة يحمل جواز سفر قطريًا.
وبالأمس، انفض اجتماع وزراء خارجية دول الحصار في القاهرة بلا جديد؛ حيث تجنبوا إعلان إجراءات تصعيدية ضد قطر في ظل مطالبات أميركية ودولية بالحوار لحل الأزمة، واكتفوا بانتقاد رد الدوحة على مطالبهم وتكرار الاتهامات السابقة.
بداية مبكرة
وفي رمضان الماضي، أظهرت لقطة بمسلسل «غرابيب سود» النوايا السوداء المبطنة ضد الدوحة لإلصاق تهمة الإرهاب بها قبل أن توجّهها الإمارات والسعودية إليها عبر قنواتها الإعلامية الرسمية.
واستغرب ناشطون من ظهور الجواز القطري في حلقة بالمسلسل الذي تدور حلقاته عن «تنظيم الدولة» وعرضته مجموعة قنوات «إم بي سي» يوميًا في شهر رمضان المبارك.
واعتبر نشطاء هذه الصورة دليلًا قاطعًا على أن النوايا السوداء للدول المنتجة لهذا المسلسل كانت مبيتة ضد قطر؛ حيث صُوّرت أحداث المسلسل قبيل اندلاع الأزمة الحالية بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى.
مسلسل سيلفي
حاول مسلسل «سيلفي» الساخر، الذي عرض على قناة «mbc» في رمضان، التطرّق في حلقاته إلى الأزمات السياسية والاجتماعية والدينية التي تعصف بالمجتمعات الخليجية. وخصصت حلقة منه، حملت اسم «الموذي»، للأزمة الخليجية ضدّ قطر؛ من تأليف خلف الحربي وإخراج أوس الشرقي.
في البداية، يظهر حمد (ناصر القصبي) كيف يتخلّص من والده تميم (علي المدفع) ويطرده من مزرعته من دون أسباب، عندها يتعرّف حمد إلى رجل يُدعى عزمي (أسعد الزهراني) في إشارة إلى عزمي بشارة؛ فيقنعه بأنّه سيدير شؤونه الداخلية. يسيطر عزمي على تحرّكات المزرعة، ويستقطب رجل دين محتالًا (على الأرجح أنّه يتهم يوسف القرضاوي) يلعب دوره عبدالمجيد الرهيدي. يبدأ حمد بالتخطيط لسرقة مزرعة عمّه، ويتجسس عليه ويقنع ابنه بالمشاركة في هذه السرقة؛ يكتشف العمّ المخطط فيقرّر قطع السلك الكهربائي عن مزرعة حمد، وسط الحرّ الشديد وارتفاع نسبة الرطوبة، فيتركه رفاقه عند أوّل مشكلة.
وجاء الأداء التمثيلي أشبه بقراءة النصّ فحسب، فيما اكتفت المشاهد بحمل رسائل سياسية بامتياز ضدّ قطر، كما أنّها تناولت القضية الخليجية بسطحية؛ دعمًا للقرارات السياسية السعودية، كما عمل الحوار على تبييض صورة المملكة، والتأكيد أنّ قطر تستحق العقاب الذي نالته (وهو عزلتها عن الخليج).
تهليل وتسييس
من جانبها، هلّلت المواقع السعودية للحلقة؛ فنشر موقع قناة «العربية» مثلًا موضوعًا تحت عنوان «بالصور.. عندما لعب سيلفي على المكشوف ضد تجاوزات قطر»، مدح فيه السعودي محمد جراح الحلقة قائلًا: «القصبي ورفاقه كانوا في الموعد وقدّموا أذرع الدوحة الأيديولوجية والفكرية بتجرّد من دون رتوش للمتلقي البسيط».
وتوقع الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن يعكف منتجو الدراما والسينما في مصر ودول الخليج على إنتاج مسلسلات وأفلام تحمل رسائل الأنظمة الحاكمة التي لها أزمة مع قطر، وسيكون هناك تجاوز وفقًا للنص؛ فالدول المتأزمة ستستغل الدراما والسينما في إطلاق مصطلحات لم تطلقها من قبل.
وأضاف في تصريح خاص لـ«رصد»: «في بداية الأزمة، ظهر مشهد في مسلسل غرابيب سود، ذي الإنتاج السعودي الإماراتي، وحمل رسائل اتهامات بالإرهاب؛ أما في خضم هذه الأزمة ستكون هناك مسلسلات موجهة بشكل مباشر ضد قطر».