كشفت دراسة بريطانية حديثة، نُشرت نتائجها اليوم الجمعة في دورية (PLOS ONE) العلمية، أنّ إصابة الشخص بالسمنة المفرطة تتضاعف نتيجة إهماله الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ليلًا.
وقال باحثون من جامعة ليدز البريطانية إنهم تابعوا 1615 حالة من البالغين وراقبوا أنماط نومهم، إضافة إلى رصد أوزانهم ومحيط الخصر لديهم؛ وبعد مدة أظهرت النتائج أن الذين ينامون في المتوسط ست ساعات ليلًا كان قياس محيط الخصر لديهم أكبر من أقرانهم الذين ينامون تسع ساعات، وتفاقمت المشكلة بشكل أكبر لدى من ينامون أقل من ست ساعات.
خطورة السمنة
وتُعَرَّف السمنة بأنها الحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة في الجسم إلى درجةٍ تتسبب معها في وقوع آثارٍ سلبيةٍ على الصحة؛ مؤدية بذلك إلى انخفاض متوسط عمر الفرد المأمول أو إلى وقوع مشاكل صحيةٍ متزايدةٍ.
وتُصنّف أيضًا بكونها سببًا رئيسًا للموت، تُمكن الوقاية منه على مستوى العالم أجمع، وتشهد شيوعًا متزايدًا بين فئات الراشدين والأطفال، وتعتبر السمنة واحدة من أكثر مشكلات الصحة العامة في القرن الحادي والعشرين خطورة.
وأوضح فريق البحث أن نتائج الدراسة تلفت إلى أن نقص حاجة جسم الإنسان إلى النوم يمكن أن يسهم في تطوّر الأمراض المتعلقة باضطرابات التمثيل الغذائي، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكولسترول؛ ما يساهم في زيادة أمراض القلب.
احترام الجسم البشري
وقالت الدكتورة لورا هاردي، قائدة فريق البحث، إنّ نتائج الدارسة سلّطت الضوء على أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم، ويكفي معظم البالغين أن يناموا من سبع ساعات إلى تسع ليلًا.
وكشفت أبحاث سابقة أنّ الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلًا يحسّن الصحة العامة ويقي الإنسان كثيرًا من الأمراض؛ على رأسها السكري والسمنة وألزهايمر.
كذلك ربطت الدراسات بين اضطرابات النوم وخطر التعرّض إلى الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وضعف الجهاز المناعي.
وأكّدت ضرورة احترام الحصص الطبيعية التي يحتاجها الجسم البشري لاستعادة نشاطه في اليوم، ونبّهت إلى أن شعور الفرد بالأرق المتواصل يفرض عليه معاودة الطبيب لتشخيص الحالة ومعرفة الأسباب والعلاج؛ تجنبًا للوقوع ضحية مشاكل صحية، من بينها السمنة التي توصّلت إليها نتائج هذه الدراسة.
