اتهمت الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لمجلس الوزراء، كل من وكالة «رويترز» وهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بالتغطية «غير الدقيقة» للهجوم المسلح على قوات الأمن بالواحات بطريق الواحات البحرية في الجيزة الجمعة الماضية، والذي أسفر عن مقتل 58 شرطيًا على الأقل وإصابة آخرين، فضلا عن احتجاز رهائن من الأمن بينهم ضباط، وفق وكالات أنباء.
ولم تذكر وزارة الداخلية في بيان أولي يوم الجمعة، أي أرقام بشأن أعداد القتلى والجرحى في اشتباكات يوم الجمعة.
لكنها أصدرت بيان، السبت، قالت إن 16 ضابطا ومجندا قتلوا وأصيب 13 آخرون في منطقة نائية بالصحراء الغربية بعدما تعرضوا لإطلاق نار كثيف من مجموعة مسلحة.
وقالت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، في بيان سابق لها، الأحد الماضي، إن «رويترز» ارتكبت «أخطاء مهنية فادحة بالاستناد إلى مصادر أمنية لم تحددها… بينما لم تنتظر أي منهما أو تلجأ الى السلطات الأمنية الرسمية لكي تحصل منها على المعلومات الحقيقية».
دفاع «رويترز» و «BBC»
لكن ثلاثة مصادر أمنية أبلغت «رويترز» أن ما يصل إلى 52 من الشرطة قتلوا في اشتباكات أطلق فيها المسلحون صواريخ على قافلة للشرطة.
وقال متحدث باسم الوكالة «نأخذ على محمل الجد التزامنا بنشر الأخبار بنزاهة ودقة وحرصنا هنا على نشر رواية وزارة الداخلية للموقف وكذلك المعلومات التي تلقيناها بشكل مستقل من مصادر أخرى».
كما أفادت «بي بي سي»، أن «السلطات المصرية اعترضت على تقارير أفادت بمقتل أكثر من 50 شرطيا في الاشتباكات التي وقعت، الجمعة، مع عناصر مسلحة بالقرب من الواحات البحرية بالصحراء الغربية»، وفنّدت الأرقام المتداولة عن ضحايا الحادث في وكالات الأنباء العالمية.
الاعتذار أو الإثبات
ومع رد المؤسستان على السلطات المصرية؛ وجهت الهيئة العامة للاستعلامات، الثلاثاء، من خلال رئيسها، ضياء رشوان، خطابين للمؤسستين الإعلاميتين تم تسليمهما لمديري مكتبيهما في القاهرة، وتضمنا إعادة التأكيد على ما طلبته الهيئة منهما في بيانها السابق، وهو القيام بأحد أمرين «إما نفي صحة ما سبق لها نشره من أرقام للضحايا تخالف الأرقام الرسمية، والاعتذار عن عدم دقة هذه المعلومات ومصادرها، أو لو كانت تستطيع أن تؤكد أرقامها، التي نؤكد عدم صحتها، فتقوم بنشر أسماء هذا العدد الكبير من الضحايا».
وأكدت الهيئة في الخطابين أن «التشريعات القانونية المصرية توفر الضمانات الكافية لأي إجراءات مهنية تقوم بها كل من وكالة «رويترز» وشبكة «بي بي سي»، للتأكد من صحة عدد الشهداء والمصابين من رجال الشرطة في جريمة الواحات الإرهابية، كما أعلنته وزارة الداخلية المصرية».
وطالب الهيئة من المؤسستين القيام ببعض الإجراءات المهنية مثل «قيام الصحافيين والمراسلين العاملين في مكتبيهما في مصر، وهم بالعشرات، بالبحث الميداني عن الوفيات والإصابات في كل محافظات مصر، أو بالبحث في كل مكاتب الصحة بالبلاد التي تُصدر شهادات الوفاة وتصاريح الدفن لأي متوفى في مصر، والتي هي الجهة الرسمية الوحيدة المختصة بذلك أو القيام بالفحص والتقصّي المهني عن الأسماء».
