يشهد معرض «فنون الإسلام» بمتحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية إقبالا كبيرا في أيامه الأولى, وانبهارا من الزوار الذين وقفوا في طابور طويل لاكتشاف أجمل وأروع أشكال الإبداع الفني المجسد للحضارة الإسلامية.
ويأتي تنظيم المعرض المذكور في إطار مشروع تجديد قسم «فنون الإسلام», الذي أطلقه الرئيس السابق جاك شيراك قبل عشرة أعوام من باب تدارك النقص الكبير الذي ميز فنون الإسلام في المتحف الفرنسي الأشهر عالميا. وحسب هنري لويرات – رئيس ومدير المتحف – منذ عام 2001 الذي كتب في الملف الصحفي معترفا بتأخر إعادة الاعتبار للفنون الإسلامية، فإن عشرها فقط كان مقدما للجمهور نتيجة ضيق المساحة، "وكان لا بد من توسيع وتجديد الفضاءات على النحو الذي يسمح بالارتقاء إلى مستوى الفنون الإسلامية تاريخا وكما وكيفا", كما تم مع فنون الحضارات الأخرى.
وحسب المؤسسة الإعلامية الألمانية الخارجية«Dw» قالت المشرفة على المعرض السيدة صوفية ماكاريو: إن القسم الجديد لفنون الإسلام يتميز بتوزيع معروضاته بين باقة متحف اللوفر الخاصة, والأخرى التابعة لمتحف الفنون الزخرفية، وهو ما مكن من تحقيق هدف التكامل بين المتحفين بغرض تغطية التاريخ الثقافي والفني للحضارة الإسلامية اعتبارا من القرن السابع حتى القرن التاسع عشر. أما الميزة الأخرى التي ينفرد بها قسم «فنون الإسلام» الجديد وتتمثل في جانبه المعماري الذي لم يتغير بالنظر لهندسة القاعات الموجودة التي توسعت بالشكل الذي يحفظ روح المكان, ويعمق روعة المعمار وجماليته. وتقول السيدة مكاريو «للجزيرة نت»: إنه تمت مراعاة الروح الإسلامية في جناح فيسكونتي, الذي يحتضن المعرض من خلال التوازن المعماري بين كلاسيكية القرن الثامن عشر ورمزية سقف في شكل وشاح متموج ذهبي اللون، يبرز روح الحضارة الإسلامية.
كان الرئيس فرانسوا هولاند قد دشن الجناح الجديد للمعرض الثلاثاء الماضي، وافتتح للجمهور يوم السبت وجال كثير من الفرنسيين والأجانب بين معروضاته؛ ليستنتج الكثير منهم أن تراثا فنيا وإنسانيا بهذا الحجم أكبر من أي حملات مغرضة.