شنت رقية السادات ابنة الرئيس الراحل هجوما حادا على الرئيس المخلوع حسني مبارك, وقالت: إنها لم تكن تطمئن له منذ أن رأته أول مرة؛ حيث كان غامضا لا يتحدث كثيرا، وأنها كانت تستشعر خبثه ورغبته في التسلق لمراكز أعلى بطرق مريبة، وقد اقترب من عمها عاطف ووطد صلته به, فكان طريقه للاقتراب من أبيها الذي كرمه واختاره نائبا له، وحينما حانت الفرصة غدر به.
وقالت في حديثها مع صحيفة المصري اليوم – العدد الصادر غدا الأربعاء -: إن كل الشواهد تؤكد حديثها حول اغتيال السادات كان مؤامرة خارجية شارك فيها مبارك وقد عرضت ذلك في الكتاب ومنها الرسالة التي حملتها لأبيها من حسن أبو سعدة سفيرنا في لندن وقتها قبل اغتيال السادات بثلاثة أسابيع, والتي طلب منها في الرسالة إخباره بأن هناك تحركات مريبة لمبارك والمشير أبو غزالة غير مفهومة، وقالت له: إن السادات سيتوجه في زيارة للولايات المتحدة قريبا وأنه سيمر على لندن في طريقه إلى هناك ويمكنه إخباره بتلك المعلومات بنفسه.
وأضافت: إن السفير قال لها: إن منصبه يمنعه من ذلك, وهي رسالة تعجب منها والدها ولكنه وضعها في اعتباره، أضيفي لهذا أن حسني مبارك كان في الولايات المتحدة الأمريكية قبل حادثة الاغتيال بعدة أيام, والتقى مسئولين بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» سرا ولم يدرج هذا اللقاء في تقريره الذي عرضه على السادات، ولسوء حظه علم السادات من مصادره الخاصة كرئيس دولة وواجهه بهذا الموقف وبالطبع لم يعرف كيف يرد.
وتابعت: لذا كتب السادات قرار إقالة حسني مبارك من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية, وكان معه في حقيبته الخاصة صباح يوم السادس من أكتوبر عام 1981 حتى لحظة خروجه من القيادة العامة متوجها للمنصة للاحتفال بذكرى النصر، واختفت تلك الحقيبة كلها ولم يعثر عليها بعد اغتياله، هذا القرار يدمر شرعية حكم مبارك طيلة 30 سنة، وهناك غموض رهيب ما زال يحيط بمقتل السادات وأطراف كثيرة لديها مصلحة في إخفاء الحقيبة.
وقالت عن شعورها يوم 11 فبراير بعد إعلان تنحي مبارك عن الحكم: إنها سجدت لله شكرا؛ لأن والدها مات شهيدا بينما مبارك الذي خان العهد والأمانة قد تم خلعه بيد شعبه الذي رفضه ورفض جبروته ونظامه الذي جرف مصر وثروتها، وذهب لسجن طرة ببدلة زرقاء تحيط به وبأسرته وبسمعته اتهامات استغلال النفوذ وقتل المصريين.