وصف «مارك لوكوك»، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني حاليًا بأنّها تبدو كالحال في يوم القيامة؛ محذّرًا من حدوث الكارثة الإنسانية الأسوأ منذ 50 عامًا في اليمن إذا لم تتغير أوضاعه.
وفي حديث لقناة الجزيرة اليوم الجمعة، قال إنّ صندوق الطوارئ في الأمم المتحدة سيخصص مبالغ لدعم أعمال إغاثة في اليمن هي الكبرى في تاريخ المنظمة الدولية.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعًا داميًا بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية، وعلى إثره تدخّلت السعودية في 2015 لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي؛ ما خلّف أكثر من 8650 قتيلًا وأكثر من 58 ألف جريح، بحسب أرقام الأمم المتحدة، وتسبّب في انهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.
وصنّفت الأمم المتحدة اليمن في مقدمة لائحة الأزمات الإنسانية، مع نحو 17 مليون يمني يحتاجون إلى الغذاء وتعرُّض سبعة ملايين إلى خطر المجاعة، وتسببت الكوليرا في أكثر من ألفي وفاة.
وفي الشهر الماضي، أدرجت الأمم المتحدة التحالف السعودي على لائحتها السوداء؛ بعد تشويه 683 طفلًا ومقتلهم أثناء النزاع في 2016 وتنفيذ 38 ضربة مثبتة على مدارس ومستشفيات.
أوضاع إنسانية صعبة
يأتي هذا التصريح في أعقاب تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وأكّد فيه أنّ اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة مع حلول 2018، خصوصًا مع تصاعد الصراع فيه؛ فأكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى الحماية والمساعدات الإنسانية، منهم أكثر من 11 مليونًا في حاجة ماسة أكثر من غيرهم.
وقال التقرير إنّ المدنيين يواجهون مخاطر كبرى؛ إذ وصل عدد الوفيات إلى أكثر من ثمانية آلاف، وأُرغم أكثر من ثلاثة ملايين شخص على الفرار من ديارهم، وما يقدّر بنحو 18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى أنّ الملايين بحاجة لضمان بقائهم على قيد الحياة.
وأضاف أنّ 16 مليون يمني يفتقرون إلى المياه وخدمات الصرف الصحي، ويفتقر مثلهم إلى الرعاية الصحية، خاتمًا بأنّ الاقتصاد اليمني انكمش منذ اندلاع الصراع؛ ما أدى إلى تسريح 55% من القوة العاملة.
وتزامنًا مع التقرير الأممي، تمارس منظمات دولية ودول غربية ضغوطًا على التحالف الدولي الذي تقوده السعودية من أجل فك الحصار بالكامل عن اليمن، والسماح بوصول الإمدادات الإنسانية بكل حرية عبر الموانئ والأجواء اليمنية.