نفت واشنطن أنها عرضت على أنقرة مجالا أمنيا في سوريا كبديل لاستمرار حملتها العسكرية على وحدات حماية الشعب الكردية، تزامنا مع طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نظيره التركي رجب طيب أدوغان حصر عملية غصن الزيتون في عفرين السورية في أضيق نطاق ليرد الأخير بمطالبته بوقف دعم الأكراد السوريين.
ونفى متحدث باسم الخارجية الأميركية في تصريحات لـ«الجزيرة»، أن يكون وزير الخارجية ريكس تيلرسون قدم عرضا رسميا بمنح تركيا مجالا أمنيا بعمق ثلاثين كيلومترا داخل الأراضي السورية أو بحث في تفاصيل المنطقة الأمنية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
وقال المتحدث -الذي طلب ألا يذكر اسمه- إن تيلرسون أبلغ جاويش أوغلو في باريس رغبة بلاده في العمل مع تركيا للتعامل مع هواجسها الأمنية المشروعة في ما يتعلق بحدودها مع سوريا.
وجدد المتحدث التذكير بتصريحات تيلرسون التي دعا فيها تركيا إلى الحد من عملياتها وإبداء ضبط النفس والبحث في إمكانية إقامة منطقة أمنية قد تحتاج إليها بسوريا.
وكان مراسل الجزيرة في تركيا نقل أمس الأربعاء عن مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية الأميركي قدم العرض لنظيره التركي في اتصال هاتفي، وطالب الوزير التركي نظيره الأميركي خلال المحادثة بوقف دعم الوحدات الكردية التي تحظى بالتسليح والتدريب من قبل الأميركيين.
وقد بحث الرئيسان الأميركي والتركي مساء أمس خلال اتصال هاتفي عملية غصن الزيتون التي أطلقها السبت الماضي الجيش التركي بالتعاون مع الجيش السوري الحر في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، وسجل اختلاف في روايتي واشنطن وأنقرة لمضمون المحادثة.
ووفق نفس البيان، حث الرئيس الأميركي نظيره التركي على الحد من العملية العسكرية وتجنب وقوع خسائر بين المدنيين أو زيادة عدد المشردين واللاجئين، كما حث تركيا على تجنب أي عمل قد يسبب اشتباكا بين القوات التركية والأميركية.
من جهتها، قالت وكالة الأناضول إن أردوغان أكد لترمب أن تركيا تتصرف في إطار القانون الدولي وتعمل على حماية أمنها القومي من خلال عملية عفرين.
وأضافت أنه طالب واشنطن بالتوقف عن إمداد قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني بالأسلحة، وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
ونقلت الوكالة عن مصادر أن بيان البيت الأبيض لم ينقل بدقة محتوى المحادثة الهاتفية بين أردوغان وترمب، وأضافت أن الرئيس الأميركي لم يعبر عن قلقه من تصاعد العنف بسبب عملية غصن الزيتون، وأن الرئيسين تبادلا فقط وجهات النظر بشأن العملية.