في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها العالم والمخاطر التي تتعرض إليها الأنظمة الاقتصادية كان لابد من البحث عن بدائل لتمويل المشروعات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة وبشكل طويل الأجل أو متوسط وقصير الأجل وفى الوقت الراهن يؤكد الواقع أن مصر في حاجة ماسة لتمويل تلك النوعية من المشروعات وحتى لا نلجأ إلى الاستدانة من الجهات الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي ، ويعتبر تمويل المشروعات عبر الوقف الإسلامي أحد أهم السبل المطروحة لتمويل بعض المشروعات التي تعود على المواطن، والوقف الإسلامي يعني أن هناك أموال أو ممتلكات أو عقارات مملوكة لشخص أو جهة تقوم بوقف عوائدها لصالح جهة أو جهات أو أشخاص أو أعمال خير وتنفق عوائدها أو تستخدم في تحقيق ما أرده الواقف أو تخرج عن ملك الواقف إلي ملك الموقوف أو تخرج الأعيان الموقوفة إلي ملك الله مثل المساجد لذا كان لرصد الإخبارية هذا التحقيق الخاص بالوقف وأهمية استخدامه في دفع عجلة التنمية.
الوقف و التنمية
في البداية أكد د. يوسف إبراهيم مدير مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي أن الوقف هو أحد روافد الحضارة الإسلامية لقيادة مسيرة التمنية بأشكاله المختلفة والمتنوعة ومرونته في تلبية احتياجات الأمة من خلال المتطلبات المختلفة الموجودة في كل عصر و للوقف دور هام دعم مشروعات التنمية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل.
وأضاف انه للوقف دور هام بالنسبة لمصلحة الأجيال القادمة من خلال تخصيص الوقف للمشروعات التعليمية والصحية مما يؤدي إلي تنمية حقيقة وكذلك تخصيص صناديق وقفية للتنمية سيناء من خلال استصلاح الأراضي وإقامة بيئة زراعية صالحة في الأماكن التي تحتاج لذلك وكذلك يمكن استخدام الوقف للمشروعات البحثية والعلمية وتوجد مخصصات أخرى كثيرة للوقف .
للوقف أشكال عديدة
أما د. محمد البلتاجي، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي، فأكد أن للوقف نماذج هامة تدل علي أهميته العظيمة بالنسبة للتنمية، ففي أوروبا على سبيل المثال، وفي سراييفو تحديدًا يوجد نوع هام للوقف أقامة رجل يدعى خبرو أقام وقف من حوالي 150 عامًا في وسط سراييفو والوقف كان لمسجد وكلية شريعة، وأقام محلات يتم الصرف من ريع المحلات علي المسجد والكلية وما زالت حتى الآن وأصبحت منطقة سياحية وتدر دخل هائل على سراييفوا، أما في مصر توجد تجربة جامعة القاهرة فنجد سيدة فاضلة قامت بوقف أرض جامعة القاهرة وقامت بإنشائها والآن الجامعة تقوم بدورها العلمي .
وأضاف أن معظم جامعات أمريكا تقوم على الوقف ومنها جامعة هارفر ويقول في العصر الحديث يوجد نموذج للوقف وهي مستشفي سرطان الأطفال.
الوقف والمشاريع المستقبلية
د شريف أبو النجا، مدير مستشفى سرطان الأطفال، يقول: إن المستشفى تمت بناء على التبرعات والجهود الذاتية والمستشفى العلاج بها بالمجان وتعتمد على جانبي الزكاة والصدقة الجارية يحبس الأصل ويصرف من ريعها على نفقات التشغيل بالمستشفي والمشاريع المستقبلية وأصبحت المستشفي بفضل هذا من أهم المستشفيات وكذلك يوجد لها فرع بطنطا.
الوقف الأهلي والرقابة
ومن ناحيته أكد د وليد حجازي أستاذ القانون الدولي والإسلامي أن الوقف تم إهماله من الجهات التشريعية ويدار من خلال وزارة الأوقاف وتم إلغاء الوقف الأهلي لذا يجب رجوع الوقف الأهلي مرة أخري عن طريق التشريعات الحديثة وليس فقط وقف من خلال العقارات فقط بل من خلال الأموال أيضًا ويكون هناك رقابة علي الوقف الأهلي أما وزارة الأوقاف يجب تطوير إدارة الأوقاف بها لأنه لا يوجد رقابة بها وكذلك توجد العديد من المخالفات وتدار بشكل سئ وتقليدي واغلب العقارات الموقوفة مهملة لذا يجب ان يتم استغلالها ومراجعة جميع التشريعات وتطوير عمليات الرقابة.
