قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقرير لها أمس الاثنين إنّ القوات الروسية في سوريا قتلت ما لا يقل عن 6019 مدنيًا منذ سبتمبر عام 2015 وحتى 3 مارس من العام الجاري.
وأضافت أنّ من بين القتلى 1708 أطفال و642 سيدة، وقادت القوات الروسية قرابة 914 هجومًا على مراكز حيوية مدنية؛ من ضمنها 162 حادثة اعتداء على منشآت طبية، وقرابة 219 هجومًا بذخائر عنقودية.
أيضًا، قادت القوات الروسية قرابة 115 هجومًا بأسلحة حارقة، وتسببت في تشريد قسري لقرابة 2.3 مليون إنسان؛ نتيجة تداعيات الحملات العسكرية مع حليفيها السوري والإيراني.
بهدف الإجلاء
وقال التقرير إنّ القوات الروسية استخدمت صواريخ موجهة في قصف المراكز الحيويَّة المدنيَّة؛ من ضمنها مراكز طبيَّة ومدارس وأسواق، واستخدمت الذخائر العنقودية بشكل يفوق استخدام النظام السوري لها، إضافة إلى الأسلحة الحارقة والصواريخ الخارقة للخرسانة في مناطق مأهولة بالسكان.
وأضاف أنّ العنف المتصاعد الذي مارسته القوات الروسية تسبب في تزايد حركة النُّزوح والتَّشريد القسري؛ إذ ساهمت هجماتها في تشريد أهالي أحياء حلب الشرقية في يناير 2016، ورعَت اتفاقية أسفرت عن إجلاء ما لا يقل عن 45 ألف مدني من هذه الأحياء باتجاه مناطق ريف حلب الغربي، ثم اتفاقية حي الوعر بمدينة حمص في 13 مارس 2017، التي أسفرت عن تشريد ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
وأكّدت الشبكة في تقريرها انّ الغارات الروسية كان لها الأثر الأكبر في تهجير قرابة 420 ألف نسمة من ريف حماة الشرقي، وريفي إدلب الشرقي والجنوبي، وريف حلب الجنوبي، إضافة إلى تهجير قرابة 580 ألف نسمة من مناطق مختلفة في محافظتي دير الزور والرَّقة.
كما قدَّمت روسيا غطاء لا أخلاقيًا لحماية جرائم النِّظام في مجلس الأمن الدولي، وعرقلت أيَّ قرار يدعو إلى محاسبته، وبلغَ مجموع ما استخدمته روسيا من حقِّ للنقض لصالح النظام السوري 11 فيتو، من ضمنها خمس مرات في ما يتعلق بملف الأسلحة الكيميائية.
كما أثبتَت فشلها بالالتزام بالاتفاقيات الثنائية والمباشرة التي وقَّعتها مع فصائل في المعارضة المسلحة، وعجزَت عن تثبيت اتفاقية خفض التَّصعيد التي انبثقت عن مفاوضات أستانة؛ فلم تتوقف هجماتها العسكرية حتى في المناطق المشمولة بالاتفاقية، كما حدث في محافظة إدلب في الثلث الأخير من عام 2017، وكما يحدث اليوم في الغوطة الشرقية.
كما أنَّ الجرائم الروسية لم تتوقف حتى في ظلِّ انعقاد مؤتمر سوتشي في يناير 2018، ما أفقدَ روسيا المصداقية بشكل كامل في نظر الشَّعب السوري، الذي بات جزء كبير منه يعتبرها عدوَّاً مباشراً.