نشرت جريدة الأخبار اللبنانية تقريرا عن المنتديات التي يعقدها السيسي بمصر بين الحين والآخر وأبرزها منتدى شباب العالم المقام حاليا بمدينة شرم الشيخ، بحضور نحو 7000 شاب من مختلف أنحاء العالم.
ويقول التقرير إنه على عكس ما يروج له عبد الفتاح السيسي عن الفقر في مصر، وعلى رغم الاحتجاجات التي شهدتها البلاد قبل أشهر إثر الكشف عن قضية القصور الرئاسية، يواصل الجنرال نهجه في البذخ، علما أنه كان قد عقد بنفسه مؤتمرا ليردّ على الاتهامات المُوجّهة إليه في هذا الشأن.
وتتابع الجريدة: «إحنا فقرا قوي.. هذا ما قاله عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح أحد المشروعات. لكن النهج الذي يسلكه المشير القادم من الجيش لا يعكس حقيقة ذلك الواقع، إذ أن السيسي لا يزال يبذخ على منتديات لا عائد منها سوى ظهوره الإعلامي».
وتشير إلى أن السيسي يواصل إنفاق مئات الملايين على هذه المنتديات، من كلفة الاستضافة والسفر المجاني عبر «الشركة الوطنية للطيران» التي وصلت مديونيتها المتراكمة إلى نحو عشرين مليار جنيه، وأيضا كلفة التأمين وغيرها من المصاريف الخاصة بتلميع صورة السيسي.
وتقول الجريدة إن «منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة» الذي استضافه السيسي الأسبوع الماضي وحضره مسؤولون أفارقة، عُقد وانتهى من دون معرفة الفائدة منه، باستثناء استقبال السيسي عددا من نظرائه الأفارقة الذين تعاني بلادهم أزمات.
وتلفت إلى أنه في المضمون، لم يُضِف السيسي، بصفته الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، في مداخلاته، أيّ جديد سوى أحاديثه السابقة عن دور المرأة المصرية في دعمه، مروراً بإجراءات الإصلاح الاقتصادي، وصولا إلى ما يرى أنه استقرار لنظام حكمه.
ويورد التقرير: «من أسوان، التي استمر فيها المنتدى يومين، إلى شرم الشيخ التي يستمر فيها منتدى شباب العالم بنسخته الثالثة لأسبوع، انتقل السيسي ووزراؤه بالطائرات، فيما انتقل رجال الأمن برّاً لتأمينهم، بينما ظهر بذخٌ واضح في الإنفاق على تنظيم الحدثين بتكلفة ربما تفوق مليار جنيه، خاصة أن الاستضافة تتمّ في كبرى الفنادق، مع زيادة في إجراءات تأمين الوزراء».
وقبيل الافتتاح بيوم، اقتطع السيسي من وقته أكثر من ساعتين ليشاهد حفلا فنيا، قبل أن يطلّ في اليوم التالي وهو يسير على درّاجة متفقدا الأوضاع الأمنية ومشروع جامعة الملك سلمان الذي يُنفذ بالتعاون مع السعودية.
ويفيد التقرير بوجود أكثر من 7500 مدعوّ في شرم الشيخ، أعلنت شركة الطيران أنها نقلتهم. هؤلاء سيقيم كلّ منهم على الأقلّ أسبوعا في فنادق مختلفة، علما أنه تم تخصيص فنادق للصحافيين وأخرى للضيوف الأجانب وثالثة لشباب «لجان تنسيقية الأحزاب» وغيرها، ما جعل غالبية فنادق المدينة تقريباً تتجاوز نسبة الإشغال فيها 90%، في ظلّ تساؤلات عن هوية المدعوّين.
وتنقل الجريدة، عن مصادر، أن ثمة أكثر من 500 صحافي مصري على الأقل، غالبيتهم تتجاوز أعمارهم الأربعين، فيما يقترب عدد شباب «البرنامج الرئاسي» من الألف، وهم من يتولون مهمة التنظيم.
وتوضح أن هناك عدد مماثل تقريبا دعتهم وزارة الشباب، والهدف الأساسي كان «الفسحة» في شرم الشيخ، فالدعوة مشمولة بإقامة فاخرة ووجبات بحرية في الفنادق والاستراحات، إلى جانب طيران مدفوع. كما أن من بين المدعوين من «البرنامج الرئاسي» من كانوا سافروا في بعثات رسمية، ومع ذلك جرت توجيه الدعوة إليهم للقاء الأصدقاء على ما يبدو.
ويضيف التقرير أنه إذا كان منتدى «أسوان» لم يخرج بجديد على المستوى السياسي، فإن «شباب العالم» لا تتوقع منه نتيجة مختلفة، إذ يحمل المنتدى أجندة مكررة المحتوى، خاصة في ما يتعلق بمناقشة الأوضاع في هذا البلد.
ومن أبرز ضيوف «شباب العالم» هذا العام رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بعدما كان ضيف الختام العام الماضي الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، ليبقى دائماً مستوى التمثيل الذي يحظى به المنتدى أقلّ من المتوقّع، على رغم توجيه دعوات إلى شخصيات رفيعة عربياً وعالمياً.
وتختم الجريدة تقريرها بأن الهدف الأساسي من هذه المنتديات هو تلميع صورة السيسي كرئيس يدافع عن الشباب ويمنحهم المكانة التي يستحقونها، لكن ما حدث في الجلسة الافتتاحية كان كاريكاتيريا، خاصة بعدما صدر التوجيه برفع صور «الجنرال» على الهواتف المحمولة، وهو ما رصدته الكاميرات.
