قالت أكاديمية «إسرائيلية» إن «الكنيست يفقد قوته، والفجوات الاقتصادية آخذة في التنامي والتعاظم، والمنظومة الصحية فقيرة ومدمرة، والتباينات الاجتماعية أصبحت أعمق مما سبق».
وأضافت الأستاذة نعما حزان، نائبة رئيس الكنيست السابقة، والمحاضرة بالجامعة العربية، في مقال نشره موقع «زمن إسرائيل»، وترجمته «عربي21»، أن «دولة إسرائيل كانت مريضة منذ زمن قبل اندلاع كورونا، لكن هذا الوباء، وضع كل أعراض المرض الإسرائيلي على الطاولة، وفي الزمن القريب ستتغير إسرائيل جدا».
وشددت حزان على أن «دولة إسرائيل مريضة جدا، لأن السياسة فيها قائمة على الأكاذيب»، موضحة أن «وباء كورونا في تطوراته المتطرفة، استدرج منظومة مدمرة من الأداء الإداري الإسرائيلي، وأصبح تأثيره الفتاك خارج الإطار الصحي الخاص، وكشف عن إشكاليات خطيرة في المنظومات الاقتصادية والاجتماعية أيضا».
أزمة كورونا
وأكدت أن «إسرائيل شهدت هذه الأزمة الصحية وسط ما تعيشه من الأساس في أزمة سياسية مستفحلة، وعقب الانقلاب الذي قام به بيني غانتس قبل أيام بالانضمام إلى بنيامين نتنياهو، فقد بات جميع الإسرائيليين منشغلين بتركيب الحكومة القادمة المسماة حكومة طوارئ، وتبعاتها على المديين القريب والبعيد».
وأشارت إلى أن «الإسرائيليين عاشوا في أزمة كورونا وسط حالة من التيه والفوضى السياسية، فالجمود الحكومي رافقهم طوال أكثر من عام، بسبب غياب أي أفق سياسي في ظل الجولات الانتخابية الثلاثة المتعاقبة، حتى وصلنا إلى ذروة الاستقطاب الاجتماعي، وما رافقه من إهانات غير مسبوقة، حتى جاء الوباء الذي كشف عن مخاطر استراتيجية أحاطت بكيفية التصدي الإسرائيلي له».
وأوضحت أن «بعض الإسرائيليين يرون في كورونا الخطر الأكبر على اليهود منذ مئات السنين، وهو ما يروجه نتنياهو، ما يدفع أصحاب هذه النظرية للتضحية بكل شيء مقابل النجاة منه، في حين أن إسرائيليين آخرين يرفضون هذه النظرة السوداوية، ولا يقرؤون أي أبعاد غير طبية للوباء، وفريق ثالث من الإسرائيليين لم يقرر بعد الانضمام لأي من المعسكرين السابقين».
وأضافت أن «قليلا من الإسرائيليين من يدركون خطورة التأثير لهذه الكارثة المسماة كورونا، على ثقة الجمهور الإسرائيلي بقيادته الحاكمة، ومدى تضرر إيمانهم بمن انتخبوهم، والقيم التي سوقوها خلال الدعايات الانتخابية، وقدرتهم على قيادة المنظومة السلطوية في الدولة».
المشهد السياسي
وأكدت أن «المشهد السياسي الإسرائيلي هو الأخطر والأكثر أهمية، والمتمثل بانتهاك غانتس لوعوده لجمهوره حين أكد لهم أنه لن يكون عضوا في حكومة يقودها متهم بقضايا جنائية، ما يجعل من هذا التطور أحد المفاجآت الأكثر أهمية خلال السنوات الأخيرة في إسرائيل، ولكن لعل خشية الاثنين، من تبعات الجمود السياسي الإسرائيلي في الظروف القائمة جعلتهما يتجاهلان أي اعتبارات أخرى».
وأوضحت الكاتبة أننا «أمام إجراء يعني أن زعيم المعارضة منح رئيس الحكومة، خصمه اللدود، شرعية سياسية، لكنه في ذات الوقت، حفر نفقا تحت أساساته، مع العلم أن نتنياهو ذاته منح غريمه الشخصي غانتس مشروعية سياسية، بعد أن دأب على اتهامه بأنه غير جدير، وليس مؤهلا للعمل السياسي، فإذا به أصبح نائبه الأول».
وختمت بالقول إنه «على صعيد المنظومة السلطوية في إسرائيل فنحن أمام بناء هيكلي مدمر، ونفوذ السلطة القضائية في إسرائيل آخذ في التقلص، وليس أقل من ذلك السطلة التشريعية ممثلة بالكنيست، في حين أن السلطة التنفيذية، ومن يقف على رأسها بات نفوذه يمتد إلى نواحي ومجالات غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، وبصورة غير متخيلة، في حين أن المواطن الإسرائيلي بات يجد نفسه رهينة لهذا الواقع الآسن»، وفق وصفها.