كشفت الولايات المتحدة أن عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، جرت عقب عملية رصد وتقف استمرت لسنوات وأشهر، شاركت فيها طائرات بدون طيار.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن واشنطن رصدت في العام 2022، عائلة الظواهري في منزل في العاصمة الأفغانية التي انسحبت منها القوات الأمريكية في أغسطس الماضي وفقا لـ”الفرنسية”.
وأكدت معلومات استخبارية في الأشهر التالية وجود الظواهري شخصيا في هذا المكان. ودرس الأمريكيون هيكلية المنزل والمخاطر التي قد تلحق بالمدنيين وطريقة عيشه، وتبين لهم أنه لا يغادر المنزل بتاتا.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى: “رصدنا وجود الظواهري مرات عدة ولفترات طويلة على الشرفة حيث قتل في النهاية”، وخلال التحضيرات في مايو ويونيو، كانت مجموعة من المسؤولين الأمريكيين وحدهم على علم بالعملية التي يتم التحضير لها.
وفي الأول من يوليو عرض مخطط العملية على الرئيس الأمريكي في قاعة “سيتوييشن روم” التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة في البيت الأبيض وتابع منها الرئيس السابق باراك أوباما في صورة باتت شهيرة جدا، بشكل مباشر الهجوم على بن لادن العام 2011 وإلى جانبه نائبه في ذلك الحين جو بايدن، بعد هذا العرض، قدم للرئيس مجسما للمنزل.
وفي الـ25 من يوليو جمع الرئيس وهو مصاب بكورونا مستشاريه الرئيسيين و”سعى إلى معرفة المزيد عن هندسة الغرف وراء باب الطابق الثالث ونافذته”. وأخذ رأي الجميع ثم “سمح بضربة جوية عالية الدقة” على ما أوضح المسؤول الأمريكي الكبير الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
وصباح الأحد عند الساعة الـ06:18 في كابول كانت الحرارة حوالي 17 درجة مئوية، والشمس قد بزغت منذ ساعة تقريبا عندما استفاق زعيم تنظيم القاعدة.
وروى المسؤول الأمريكي الكبير أن “الضربة نفذت في نهاية المطاف بطائرة من دون طيار، وأطلق صاروخان من طراز هلفاير على أيمن الظواهري الذي قتل على الشرفة”.
وأضاف: “أفادت مصادر استخباراتية عدة” بأن الظواهري هو فعلا الذي قتل، ولم يقتل أي شخص آخر معه. ولم تسفر الغارة عن مقتل أي من أقاربه أو المقربين منه وأي مدني، وأكدت واشنطن أن العملية لم تتطلب أي انتشار عسكري أمريكي على الأرض في كابول.
وتظهر عناصر العملية المختلفة أن الولايات المتحدة استخدمت سلاحا لم يكن قد تم تأكيد وجوده حتى الآن، وهي صواريخ “هلفاير” R9X “فلاينغ جينسو” تيمنا بماركة أمريكية للسكاكين مستوحاة من اليابان.
وهذه الصيغة المعدلة من الصاروخ الأمريكي الخالية من أي عبوة ناسفة، لكنها مجهزة بست شفرات تنبثق من الصاروخ لتقطيع الهدف من دون إحداث عصف.
وتظهر صورة لهدف مفترض في سوريا العام 2017، فجوة كبيرة على سطح آلية مع داخل ممزق بالكامل، لكن من دون أي ضرر لاحق في مقدم السيارة ومؤخرها، وقال جو بايدن في كلمة: “هذه المهمة أعدت بعناية وتأن، وكانت ناجحة”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية عرضت مكافأة تصل إلى 25 مليون دولار للحصول على معلومات تؤدي مباشرة إلى إلقاء القبض على الظواهري الذي أشار تقرير للأمم المتحدة في يونيو 2021 إلى أنه كان موجودا في مكان ما في المنطقة الحدودية لأفغانستان وباكستان، وأنه ربما كان ضعيفا للغاية.