شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“اقرأ” تصدر “رحلة الخلافة العباسية”

“اقرأ” تصدر “رحلة الخلافة العباسية”
يصدر هذه الأيام عن "مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة" موسوعة مهمة للغاية عن حقبة أصيلة في التاريخ الإسلامي، هذه...

يصدر هذه الأيام عن "مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة" موسوعة مهمة للغاية عن حقبة أصيلة في التاريخ الإسلامي، هذه الموسوعة هي "رحلة الخلافة العباسية" في ثلاث مجلدات، هي: العباسيون الأقوياء و العباسيون الضعفاء وآخر أيام العباسيين. من تأليف الباحثين في التاريخ والحضارة الإسلامية محمد إلهامي ومحمد شعبان أيوب.

والكتاب قديم جديد؛ قديم من حيث مادته؛ جديد في طرحه ورؤيته وتقسيمته؛ ذلك أنه كثيرًا ما تناول المؤرخون تاريخ الدولة العباسية بوجهات نظر مختلفة؛ فمنها الرؤية الاستشراقية التي تطعن في كامل الدولة وكامل التاريخ، ومنها الرؤية القومية التي تنحو بالتاريخ العباسي الوجهة العروبية والقومية الضيقة، ومنها الرؤية الأكاديمية الجافّة التي لا تغني القارئ العادي ولا تسمنه من جوع المعرفة الميسّرة والمبسّطة لهذه الدولة التي استمرت خمسة قرون وربع قرن (132 – 656هـ).

وجدة الطرح في هذه الموسوعة المهمة متمثلة في أن الكاتبين من أبناء الحركة الإسلامية المؤمنين بضرورة ترسيخ المدرسة الإسلامية في التاريخ؛ وهي مدرسة شعارها الصدق والبحث عن الحقيقة؛ فلا هي غارقة في التحيز والهوى، ولا هي غارقة في التبرير وتسويغ الانحراف، فهي تدرس التاريخ متأسية بالقصة في القرآن الكريم من حيث الغاية ووضوح الرؤية وشمول الصورة وقوة الدليل والمصدر والحجة بعيدًا عن الغوص – بعض الأوقات – في تفاصيل لا شأن لها في مجرى العبرة والعظة والتأمل.

والمجلد الأول "العباسيون الأقوياء" يتناول من عنوانه العصر الذهبي للخلافة العباسية (132 – 247هـ)، فيه تمهيد عن دولة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وعصر الخلافة الأموية وسبب انهيارها والثورة العباسية.

والمجلد الثاني "العباسيون الضعفاء" (247 – 447هـ) يتناول الحديث عن أسباب ضعف هذه الدولة، وبداية الحكم العسكري وأثره في التاريخ الإسلامي وإلى اليوم، من خلال سيطرة القادة الأتراك على الخلفاء الضعاف ومن بعدهم البويهيون.

والمجلد الثالث "آخر أيام العباسيين" (447- 656هـ) فيتناول قضايا ثلاث؛ هي عصر سيطرة السلاجقة الذي امتد على مدار مائة عام تقريبا، وعصر الاستقلال الأخير للعباسيين، ثم عصر الانهيار والسقوط تحت سنابك الخيل المغولي لتنتهي الخلافة العباسية في العراق نهاية مأساوية بحق.

يقول المؤلفان في الخاتمة: "وجزء من هذا التاريخ: رحلة الخلافة العباسية التي استمرت خمسة قرون وربع قرن رأينا فيها ما ذكرناه سابقًا عن الإنسان وصنعه للتاريخ، حيث لا شرّ في المطلق ولا خير في المطلق، لكن الذي يمتاز به هذا العصر وغيره من أعصر التاريخ الإسلامي هو الإسلام ذاته، الإسلام كان وسيظل وسيكون عاملًا أوليًا مؤثرًا في الجماعة المسلمة وسلوكها وفكرها وصنعها للتاريخ؛ عاملًا لا يمكن فهمه كذلك بالبساطة أو المثالية!

على أننا يمكن أن نفهم طبيعة الدولة في الإسلام في العصر العباسي من خلال تأثّر الغازي «المغولي» بالمغزوِّ «المسلمين»، رغم القتل والتشريد والذبح والتنكيل والبشاعة التي ابتلي بها المشرق الإسلامي والعراق والشام وملايين القتلى، رغم ذلك سرعان ما رأى الغازي أن الإسلام يستطيع أن ينتشله من ضياعه؛ فتحوّل المغول من الوثنية إلى الإسلام، ثم أضحوا دعاة للإسلام ذاته.

العباسيون أنفسهم ما استطاعوا أن يقيموا دولتهم إلا من خلال الارتكان على بعض الأفكار الإسلامية التي سرعان ما انتفض لها عشرات الآلاف في المشرق، حتى استحالت الفكرة إلى بذرة والبذرة إلى ثورة والثورة إلى دولة".

ومن خلال هذا الطرح والتقسيم والجدة ننصح القارئ الكريم باقتناء هذه الموسوعة التي تخرج للنور بعدما عكف الباحثان عليها شهورًا طوالا في جمع المادة وتحليلها ومن ثم إخراجها للنور.

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023