قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد، إن مصر انتهجت سياسية النفس الطويل، والتفاعل والتمسك بالأخلاقيات الخاصة بالسياسية الخارجية المصرية، في تعاملها مع تركيا وقطر، في وقت أكد أن هناك خطوطًا حمراء في التعامل مع الملف السوداني غير مسموح تجاوزها.
وبشأن عودة العلاقات مع تركيا وقطر قال أبو زيد، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو خليل في برنامج “من مصر” مساء أمس، إن مواقف الدولتين مع مصر كانت غير طبيعية منذ 30 يونيو، وكان متوقعًا أنها لن تدوم؛ لأنها مخالفة لطبيعة العلاقات التاريخية، والمصالح المشتركة وعلاقة الجوار فيما بين الدول الثلاث.
وأضاف أن “مصر دولة لها منظومة قيمية وحضارة معينة، ولا تنجرف للمواجهات والتراشق الإعلامي وخلافه، وبالفعل بدأت الأمور تتحسن، إلى أن تم الوصول إلى تطبيع العلاقات، وعودتها إلى مسارها الطبيعي الذي ظهر مؤخرًا”.
وقطعت العلاقات بين مصر وقطر في العام 2017 ضمن المقاطعة العربية لدولة قطر، وفي يناير 2021 انعقدت قمة خليجية-مصرية في العلا بالسعودية، انتهت إلى المصالحة مع قطر، وزار أمير دولة قطر مصر في يونيو 2022، بينما زار الرئيس المصري قطر مرتين الأولى في سبتمبر 2022، والثانية في نوفمبر الماضي، لحضور افتتاح كأس العالم. أما تركيا فاستغرقت عودة العلاقات المصرية-التركية عدة سنوات، بتطور تدريجي، حتى المفترق الأهم بلقاء الرئيسين المصري والتركي في قطر على هامش افتتاح كأس العالم في نوفمبر الماضي، وتبادلهما سلام حار.
وتعددت أوجه التصعيد المصري ضد تركيا بين سياسي وإعلامي خلال السنوات الماضية، من بينها بعد إعلان أنقرة عدم اعترافها باتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أبرمتها مصر مع قبرص عام 2013، والتي استندت إليها القاهرة في التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط.
وتماهيا مع الموقف الرسمي المصري صعد الإعلام الموالي للنظام من هجومه على تركيا واتهمها بالبلطجة وإعلان الحرب على مصر للاستيلاء على ثرواتها الاقتصادية.
الإعلامي أحمد موسى فوصف الموقف التركي الرافض لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص بالبلطجة، مؤكدا أن مصر استعدت جيدا لمثل هذه الأزمة واتخذت الإجراءات القانونية الكاملة.
وأضاف موسى، خلال برنامجه على قناة “صدى البلد” الأربعاء، أن مصر دولة محترمة ولا تعتدي على حقوق الآخرين، لكنها في ذات الوقت لا تسمح لأحد بالاعتداء عليها، مشددا على أن قوة جيش مصر تمثل رادعا لأي دولة تفكر في الاقتراب من الثروات المصرية.
وقال الإعلامي سيد علي إن التصريحات التركية الأخيرة تمثل تحرشا بمصر، مشيرا إلى أن أي خير يصيب مصر يحرك أحقاد أنقرة.
وأضاف علي، في برنامجه على قناة “الحدث اليوم” إن الاتفاقية بين مصر وقبرص قانونية تماما، مشيرا إلى الموقف التركي يعد تجسيدا واضحا لنظرية المؤامرة التي يحذر منها الإعلام المصري كثيرا.
بدوره، استنكر الإعلامي عمرو عبد الحميد، تصريحات وزير الخارجية التركي، موضحًا أنه منذ 30 يونيو 2013 وحتى الوقت الآن لا يضيع نظام رجب طيب أردوغان أي فرصة ليبرهن على كراهيته للشعب المصري وللدولة المصرية.