حذر عبد الفتاح السيسي في كلمته بالقمة العربية التي انعقدت في بغداد من مغبة التطبيع دون حل القضية الفلسطينية مؤكدا أن السلام لن ينحقق إلا بحلها.
وقال السيسي في كلمة مصر بالقمة:”ولا يخفى على أحد، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أشد مراحلها خطورة، وأكثرها دقة.. إذ يتعرض الشعب الفلسطينى، لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية، على مدار أكثر من عام ونصف، تهدف إلى طمسه وإبادته، وإنهاء وجوده فى قطاع غزة .. حيث تعرض القطاع لعملية تدمير واسعة، لجعله غير قابل للحياة، فى محاولة لدفع أهله إلى التهجير، ومغادرته قسرا تحت أهوال الحرب. فلم تبق آلة الحرب الإسرائيلية، حجرا على حجر، ولم ترحم طفلا أو شيخا.. واتخذت من التجويع والحرمان من الخدمات الصحية سلاحا، ومن التدمير نهجا .. مما أدى إلى نزوح قرابة مليونى فلسطينى داخل القطاع، فى تحد صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية”.
وأضاف:”فى الضفة الغربية، لا تزال آلة الاحتلال، تمارس ذات السياسة القمعية من قتل وتدمير .. ورغم ذلك يبقى الشعب الفلسطينى صامدا، عصيا على الانكسار، متمسكا بحقه المشروع فى أرضه ووطنه”.
وقال السيسي:”وأكرر هنا، أنه حتى لو نجحت إسرائيل، فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومن هذا المنطلق، فإننى أطالب الرئيس “ترامب”، بصفته قائدا يهدف إلى ترسيخ السلام، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط، لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، تمهيدا لإطلاق عملية سياسية جادة – يكون فيها وسيطا وراعيا – تفضى إلى تسوية نهائية تحقق سلاما دائما، على غرار الدور التاريخى الذى اضطلعت به الولايات المتحدة، فى تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل فى السبعينيات”.
ودعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، القمة العربية، إلى تبني خطة عربية لإنهاء الحرب على غزة، عبر وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع وضمان تدفق المساعدات.
وخلال كلمته في القمة العربية أشار عباس إلى أن القضية الفلسطينية تتعرض اليوم لمخاطر وجودية، وما يحدث في الضفة وغزة جزء من مشروع استعماري لتقويض الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأعرب عن الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل، فور توفر الظروف الملائمة في الضفة وغزة والقدس.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الأسباني بيدرو سانشيز، إن “فلسطين تنزف أمام أعيننا”، مشددا على عدم إمكانية تجاهل ما يجري في قطاع غزة وغض الطرف عنه.
وقال في كلمته أمام القمة، إن “فلسطين تنزف أمام أعيننا وما يحدث في غزة والضفة الغربية لا يمكن غض الطرف عنه”.
وكشف عن أن “أسبانيا وفلسطين تعملان على تقديم مشروع جديد للأمم المتحدة لمطالبة إسرائيل بإنهاء حصار قطاع غزة”.
واقترح سانشيز أن تركز الجهود على “4 أولويات، وهي إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور، ومضاعفة الضغط على الاحتلال لوقف المذبحة في غزة، والمضي قدما لحل سياسي نحو السلام، وتعزيز الحوار الأوروبي والعربي والإسلامي لحل مشكلات المنطقة”.
وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، السبت، إنه “لا شيء يبرر العقاب الجماعي” لأهالي غزة، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني، ومنع دخول المساعدات إليه.
وفي كلمة له بالقمة العربية أشار غوتيريش إلى أن الإقليم والعالم أجمع “يواجه تحديات كبيرة بدءا من غزة”، معلنا رفضه “التهجير المستمر لسكان القطاع الفلسطيني”.
وفي السياق، اعتبر المسؤول الأممي أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد نحو “تحقيق السلام”.
ي الاتجاه نفيه، قال رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، السبت، إن الهم الأول لدى بلاده هو وقف الحرب وإنهاء “الكارثة الانسانية” في قطاع غزة، لافتاً إلى أن “تداعيات هذه الحرب الظالمة وآثارها المأساوية ستمتد لأعوام طويلة”.
وأضاف في كلمة له: “أكثر من عام ونصف منذ بدء الحرب المتوحشة على غزة، والمأساة لا تزال مستمرة، ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء”.
وأردف: “الناجون من أهل غزة يعانون الجوع والعطش والمرض والتدمير الذي طال المدارس والملاجئ والمخيمات والمستشفيات وما تبقى من المساكن”.
وبين أن العالم “وقف عاجزا عن إنهاء هذه الحرب، التي خرقت كل القوانين والأعراف الدولية، والتي تشكل تبعاتها الكارثية تحديا صارخا للإنسانية”.
ودعا إلى “تكاتف كل الجهود للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والفورية إلى غزة”.