اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع حكومته لمناقشة التحقيق الذي أٌعد بتكليف من الحكومة يتهم جماعة الإخوان المسلمين بالقيام بتحركات سرية عبر عناصر محلية في فرنسا لتقويض القيم والمؤسسات العلمانية في فرنسا.
ودعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات لوقف ما أسماه الانتشار البطيء للإسلام السياسي، ويقول مستشارو ماكرون الآن إن ماكرون يريد معالجة ما يعتبرونه خطة إسلامية طويلة الأمد للتسلل إلى مؤسسات الدولة وتغييرها من الداخل.
وجاء في مقتطف من التقرير حصلت رويترز على نسخة منه “حقيقة هذا الخطر، حتى لو كان على الأمد البعيد ولا ينطوي على عمل عنيف، تسلط الضوء على مخاطر الإضرار بنسيج المجتمع والمؤسسات الجمهورية”.
وفقًا للوثيقة، يتم هذا التسلل بشكل رئيسي عبر المؤسسات الدينية والتعليمية والمراكز الثقافية، ويهدف إلى نشر خطاب يتعارض مع العلمانية الفرنسية ومبادئ الجمهورية. ويشير التقرير إلى أن الجماعة تعمل سرًا، متجنبةً المواجهة المباشرة مع الدولة، لكنها تُروّج لأسلمة ثقافية قد تُزعزع استقرار النسيج الاجتماعي للبلاد على المديين المتوسط والطويل.
,أفاد التقرير بأن جمعية “مسلمو فرنسا” نفت انتماءها لجماعة الإخوان المسلمين.
ونفى عز الدين غاشي إمام مسجد فيلوربان قرب ليون الذي ورد ذكره في التقرير أي علاقة له بالإخوان المسلمين، وقال إن التقرير “صفعة على الوجه” بعد أن عمل في تعاون وثيق مع السلطات الفرنسية لسنوات.
وقبيل اجتماع ماكرون مع الوزراء الأربعاء الماضي، قال وزير الداخلية برونو روتايو إن التقرير أكد على وجود خطر واضح من جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف “الهدف النهائي هو تحويل المجتمع الفرنسي بأكمله إلى الشريعة الإسلامية”.
ويتجاوز عدد المسلمين في فرنسا ستة ملايين، ليمثلوا بذلك أكبر جالية إسلامية في أوروبا.
وخلص التقرير إلى أنه لا يوجد دليل حديث يشير إلى أن المسلمين في فرنسا يرغبون في إقامة دولة إسلامية في فرنسا أو فرض الشريعة الإسلامية.
وقال الباحث المتخصص في الإسلام السياسي حواس سنيقر إن حركة “مسلمو فرنسا”، رغم تبنيها رؤية محافظة للإسلام، فإنها لا تطمح إلى تحويل المجتمع الفرنسي إلى مجتمع إسلامي.
وأضاف “هناك ميل في النقاش العام وكلام الساسة إلى التصرف كما لو أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اليوم لديهم وجهات النظر نفسها التي كان يتبناها مؤسس الجماعة في عام 1928. هذا لا يبدو معقولا على الإطلاق”.
وينفي ماكرون أي وصم للمسلمين، ويقول إن الإسلام له مكانة في المجتمع الفرنسي.
ومع ذلك، تقول جماعات الحقوق المدنية والجماعات الإسلامية إن الحكومة تنتهك الحريات الدينية على نحو متزايد، مما يجعل من الصعب على المسلمين التعبير عن هويتهم. ويستشهدون على ذلك بحملة القمع التي شنتها الحكومة على العديد من المدارس الإسلامية.
وقال مخلوف مميش رئيس الاتحاد الوطني للتعليم الإسلامي لرويترز “كانت تعاليمنا دائما تحترم القيم الجمهورية. هدفنا هو التأكد من نجاح طلابنا”.