لهذا إلتحقوا بالتعليم الأزهري لأنه يكاد يكون مجانيا تقريبا فالتحقوا به ليتجنبوا عناء الدروس الخصوصية وأزمات المعاهد المتوسطة فمهما ساء مجموعك فلك مكان في الجامعة ..

أتذكر الآن تلك الأيام الأولى لي بالجامعة وأنا أقف أنتظر ما أركبه إلى ميدان رمسيس بينما يقف بعض زملائي ممن هم متجهون إلى نفس وجهتي بالساعات الطويلة ينتظرون أتوبيسات النقل العام خاصة 555 لأن سعره وقتها كان خمسة وعشرين قرشا نعم كانوا يقفون بالساعات من أجل "ربع جنيه" لأنهم ببساطة فقراء

أتذكر وقوفهم بالطوابير أمام شئون الطلاب محاولين الحصول على تخفيضات على الكتب التي كانت رخيصة بالفعل "إلى أن تفضل أحمد الطيب وكان وقتها رئيس الجامعة وضاعف ثمنها عشرين ضعف مرة واحدة" فقط لأنهم فقراء

أتذكر مطاردتهم للأساتذة غلاظ القلوب منعدمي الدين والأخلاق ممن تمتلئ بهم جنبات كليتنا "الشامخة" من أجل شرح شئ إستصعب أو إقناع الدكتور بتخفيض ثمن كتابه لأنه لا يستطيع أن يدفع 20 جنيها ثمن الكتاب فقط لأنهم فقراء

ولأنهم فقراء كانوا وما زالوا يطاردون المدينة الجامعية لأنهم لا يمكنهم تحمل نفقات شقة في مدينة نصر ولو بشكل مشترك مع آخرين لأنهم فقراء

ولأنهم فقراء فكان عليهم أن يتحمموا يوما واحدا فقط بالأسبوع لأن هذا هو اليوم الوحيد الذي توفر فيه جامعة الأزهر لأبنائها الكرام عليها المياه الساخنة في منتصف الشتاء .

ولأنهم فقراء كان عليهم تحمل .. قمامة المدينة الجامعية ووجباته الجامعة المسممة التي كانت مسممة منذ كنت طالبا وكان رئيس الجامعة الدكتور أحمد عمر هاشم كانت مسممة وقتها

وأذكر أني كنت أتناول الشاي بكافيتريا كلية الصيدلة أنا وصديق صيدلي وإشتريت الشاي فقال لي صديقي الصيدلي سوف أريك مشهدا عجيبا وإشترى قطعة من اللحم " وألقى بها لقط يتجول فرفض القط بتقزز أن يقترب من اللحم

تبسم صديقي وتعجبت إذا كان هذا حال طعام الكافيتريا التي تبيعه لتتكسب فما حال طعام المدينة؟

ما الذي يجبر الطلاب على تناوله وهو بهذا الفساد لدرجة أنهم ينتشلون منه الديدان والحشرات؟

لأنهم فقراء

لابد أن أحد هؤلاء السادة أعضاء "مافيا إدارة مشيخة الأزهر" فكر إن هؤلاء الفقراء القادمين من النجوع لابد أن هذا ما يأكلونه في بيوتهم .. لأنهم فقراء

ولأنهم فقراء حدثت واقعتي تسمم هذا العام وهذه هي الثالثة ولم يحاسب أي مخلوق ..

ولأنهم فقراء … فهم مضطرون للتبلغ بتلك اللقيمات الفاسدة التي يأتي بها مدير فاسد بإشراف رئيس مدينة فاسد ومدير جامعة فاسد في دولة الفساد

ولأنهم فقراء فلن تجد لأحدهم بابا الصحفي ولا ماما المذيعة التي تظهر آلامهم من هذا الطعام الفاسد ولن تصل أصواتهم لأي قناة سواء كانت فلولية أو إسلامية لينشر قضية الأغذية الفاسدة التي تتعمد مافيا الفساد بالجامعة قتل إخوتي بها

ولأنهم فقراء … فلن تجد لأسرهم قدرة على قطع الطرق أو إغلاق المترو أو تحطيم واجهات أي شئ لكي يلتفت إليهم مسئولو الدولة الفاشلة القاتلة

وفي قاهرة المعز ..

مشهدين … شباب منتخب ربيع يس بشعورهم الثائرة مثل قصات الشعر بالسبعينات وملابسهم المشتراة من أفخم وأرقى بيوت الملابس الرياضية وأجسادهم التي بناها طعام معسكرات الدولة التي علفتهم حتى صاروا مثل الثيران البشرية الشباب الذي "لعب" وكسب فقابله الرئيس وأعطى كل "لاعب" منهم 150 ألف جنيه ووعدهم بالمضاعفة بالعشرات إذا ما أتوا بالمزيد من البطولات !!

ومشهد الشاب الأزهري الفقير معفر الوجه المسجى على سرير يتشاركه مع زميله بينما يترك بلا ممرضة حتى ولا أدنى رعاية يقطعه الألم ..هذا لا يذهب له مسئول وليس له من حظ في تلك الألوف المؤلفة التي يوزعها رئيس الدولة يمنة ويسرة لتلك البغال البشرية مكافئة على اللعب جنيه واحد

أتدرون سبب ذلك ؟ لأنهم فقراء

بقلم :

الطالب/ أيمن سيد