ذكرت صحيفة "اندبندنت اون صنداى" البريطانية أن إيران اتخذت قرارا حتى قبل إجراء الانتخابات الرئاسية بإرسال 4000 عنصر من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني إلى الأراضي السورية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد ضد الثورة الشعبية التي بدأت سلمية منذ ما يزيد عن عامين وتحولت لحرب واسعة النطاق راح ضحيتها 100 ألف سوري .
وأوضحت الصحيفة فى تقرير اليوم الأحد أن المعلومات التى حصلت عليها من مصادر شديدة القرب من الدوائر الأمنية الإيرانية تشير إلى أن طهران حريصة كل الحرص على استمرار نظام الأسد حتى ولو كلف ذلك فتح جبهة للقتال ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان.
وأشار الكاتب البريطاني روبرت فيسك فى المقال إلى أن الولايات المتحدة تحث بريطانيا وفرنسا على الانضمام إلى قرار تزويد المعارضة السورية بالأسلحة بينما يخشى أعضاء البرلمان من أن تجر بريطانيا داخل صراع متنام بين طوائف السنة والشيعة.
ورأى فيسك أن قرار واشنطن جرها إلى صراع طائفي حيث وجدت نفسها للمرة الأولى متورطة في صراع سني شيعي في المنطقة العربية حيث أصبح أصدقاؤها كلهم من السنة بينما أعداؤها من الشيعة.
وأضاف فيسك أن المؤرخين خلال السنوات القادمة سيصفون الموقف الأمريكي بعد هزيمة نكراء في العراق وانسحاب مهين من أفغانستان مقرر العام المقبل كيف وضعت واشنطن نفسها داخل صراع ملحمي إسلامي تعود جذوره إلى القرن السابع الميلادي.
وكشف أن هناك ما يقرب من 3 ألاف خبير عسكري أمريكي في الأردن فيما يبدو أنه تمهيد لإنشاء منطقة حظر جوي جنوب سوريا.
ولفت إلى أن السبب المعلن الذي دفع واشنطن إلى إعلان تسليح المعارضة السورية ويتمحور فى استخدام النظام السوري غاز السارين ضد مقاتلي المعارضة لا يقنع أحدا في الشرق الأوسط بل إنه لا يقل ضبابية عن حجج الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بوجود أسلحة دمار شامل لدى الرئيس العراقى الراحل صدام حسين.
واختتم الكاتب مقاله قائلا إن السبب الرئيسى لتغير موقف واشنطن من تسليح المعارضة يكمن فى أن النظام السوري يحرز انتصارات مؤخرا ضد مقاتلي المعارضة خاصة بعد حسم معركة القصير على حساب أرواح مقاتلي حزب الله وهو الأمر الذي يهدد بإهانة واشنطن والاتحاد الأوروبي الذين طالبوا الأسد رسميا وعلنا بالتنحي.