«هنيئاً لسمك النيل الذي يحظى دون غيره من الأسماك، بتصويره على مدار 24 ساعة من قبل تليفزيون الدولة».. لم لا، وقد بات الملاذ الأخير لـ «ماسبيرو» يلجأ إليه للتعتيم على مظاهرات رافضي الانقلاب، والتي احتشدت في مختلف ميادين وشوارع المحروسة لإسقاط الانقلاب العسكري.
المشاهد التي نقلها التليفزيون المصري اليوم، أعادت للأذهان تلك التي نقلها قبل أكثر من عامين ونصف، إبان ثورة يناير، حين كان يرصد الهدوء الشديد في منطقة كوبري أكتوبر وميدان عبدالمنعم رياض، في الوقت الذي كان يعج فيه ميدان التحرير بمئات الآلاف من المتظاهرين المطالبين بإسقاط مبارك.
المذيعة «درية شرف الدين»، والتي تولت وزارة الإعلام في حكومة الانقلاب، يبدو أنها تأثرت بشكل أو بآخر ببرنامجها الشهير «نادي السينما»، إذ عملت على وضع سياسة إعلامية بـ «ماسبيرو» تقوم على الدراما وربما في بعض الأحيان الإثارة، حيث عمل إعلام الانقلابيين سواء الرسمي أو الخاص، على تصوير ما يحدث بأنه حرب على الإرهاب، وأن قتل ذلك المتظاهر أو تلك الفتاة الرافعة للافتة مؤيدة للشرعية، هو ضمن جهود الدولة للقضاء على الإرهاب الذي يهدد الدولة، فلا عجب أن يكون أن يكون أول تهديد رسمي من نظام الانقلاب، بفض اعتصامي رابعة والنهضة يأتي على لسان «درية»، نفسها، والذي وجهته على طريقة تقديم الأفلام في برنامجها الشهير.
ولأن «آفة حارتنا النسيان».. كما قال نجيب محفوظ في رائعته «أولاد حارتنا»، فإن ماسبيرو عاود من جديد كذبه وتشويهه للحقائق، بل ومحوها أحياناً، دون أي اكتراث أو مراعاة للمهنية أو حتى للضمير الإنساني، معتمداً على نسيان «أولاد الحارة»، الذين عاودا هم بدورهم مشاهدة إعلام ماسبيرو ومدينة الإنتاج الإعلامي، حتى لو وصل به الكذب لدرجة السخرية من متابعيه أنفسهم.