فى الوقت الذى ينشغل فيه الشارع المصرى بالصراعات السياسية ، تارة في مجازر الانقلاب هنا وهناك وأخرى فى المظاهرات التى تشهدها العديد من المحافظات كل يوم رفضاً للإنقلاب العسكرى ، وغيرها من معارك يراها المواطن البسيط في ظل اهتمامه بصراع آخر وهو توفيراحتياجاته الأساسية ، خاصة ً فى ظل الغلاء الملحوظ للأسعار فى الوقت المتزامن مع بدء العام الدراسى الجديد وكثرة متطلبات البيت المصرى .
أرجعت الحكومة غلاء الأسعار أنه بسيط ومؤقت وأن الخضروات ليست غالية كما يشيع البعض، كما قال الدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة وإستصلاح الأراضى فى مداخلة لبرنامج هنا العاصمة أمس ؛ بينما يرى آخرون أن السبب الرئيس وراء ارتفاع الأسعار سياسة الحكومة والنظام الحالى .
السلع الغذائية والمواد التموينية والملابس والادوية حتى المواصلات العامة ، أصبحت فى تزايد مستمر ، وأصبح المواطن البسيط فى صراع مع الزمن كى يوفر متطلبات منزله وأولاده .
" الأسعار غالية نار … من قبل رمضان وهما بيقولوا الأسعار هتنخفض واللى بنشوفه إرتفاع الأسعار مش انخفاضها … اللحمة مبقناش بنشتريها " هذا ما قالته أمل محمد ربة منزل لا تعمل ، زوجها فلاح ولديها ولدين بالمدرسة ، أمل تحمد الله على حالها ، فهى فى نعمة كبيرة بالمقارنة ببعض معارفها وجيرانها قائلة " أنا ظروفى أحسن من غيرى ، فى ناس بياخدوا 11 جنيه بيشتغلوا باليومية وبيدفعوا إيجار ده يرضى مين ؟ " .
أما محمد حسن – يعمل بأحد المحلات – فيُرجع السبب الحقيقى وراء زيادة الأسعار إلى الفساد وعدم الرقابة عليها و إلى التجار المستوردين واحتكار بعض المصانع . شهدنا ارتفاع الأسعار من وقت ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى ثم هدأت الأوضاع قليلاً وعاد الحال إلى ما هو عليه و أصبحت الأسعار تتضاعف وشملت كل شىء .
صابرين شحاتة – بائعة خضار – كان لها رأى آخر ، " الناس مش عارفه تمَشى حياتها ، غلاء اللحوم والخضروات والأدوات المنزلية والملابس غلاء فى كل شىء ، عندى 5 بنات فى مراحل دراسية مختلفة ولم أشتر زى المدارس حتى الآن ، أنا وزوجى بنبيع خضار لا نستطيع تغطية كافة إحتياجات المنزل".
والأسئلة التي تطرح نفسها مجددا: كيف تعيش الأسر البسيطة في ظل غلاء الأسعار. وهل هذا الغلاء جشع من التجار واحتكار؟ أم أن سياسة نظام الانقلاب هي تجويع الشعب لإلهاءه عن حريته وحقوقه؟
