استيقظت فى الصباح على خبر أزعجنى جدا جاءنى على تليفونى المحمول "اقتحام مقر جريدة الحرية والعدالة وتشميعه"! وأنا منذ الانقلاب فى 3 يوليو أعيش فى حالة انزعاج دائم وحزن على الأحوال التى آل إليها بلدنا! وكذلك فإن عددا كبيرا من أصدقائى وراء الشمس حاليا!! لكن هذا الخبر بالذات أثار انزعاجى أكثر من غيره وهو لا ينفصل عن الأخبار السيئة التى نسمعها يوميا منذ استيلاء الجيش على السلطة والإطاحة بالرئيس الشرعى! كما أنه كان بمنزلة مفاجأة، وليس لأنه غير متوقع، بل كان الكل فى انتظاره.
ولكننى كنت أظن أن جريدتى التى هى قطعة منى ليس لها مقر ثابت! بل تصدر من تحت الأرض خوفا من بطش العسكر، وقد هجرنا مقرنا الأساسى الكائن فى المنيل منذ الانقلاب، ونعيش حتى هذه اللحظة مطاردين! فكيف اقتحمت السلطة الغاشمة مقر الجريدة وقامت بتشميعه وليس لها مقر؟! هل اقتحموا مقرنا القديم فذاع خبر الاقتحام؟
وهناك مثل عامى يقول: "المية تكذب الغطاس"!! فإذا انتظمت جريدتى فى الصدور فهذا يعنى أنها بخير برغم كل الظروف القاسية التى تحيط بها من كل جانب! أما إذا لا قدر الله توقف صدورها فإنه لدليل على أن الشرطة وضعت يدها على أشرف وأشجع جريدة فى بلادى.
تقلصت صفحاتها بعد الانقلاب وتحولت إلى مجرد نشرة ثورية تعد بمنزلة مدفعية ثقيلة تدك يوميا حكم الظلم والطغيان الجاثم على قلوبنا! وقد يقول البعض إن الاقتحام الذى تم للجريدة إنما هو تنفيذ للحكم الصادر من إحدى المحاكم بحل جماعة الإخوان المسلمين، وكل ما هو مرتبط بها، ومنها بالطبع جريدة الحرية والعدالة.
وهذا الحكم أراه وصمة عار لقضائنا الشامخ؛ واضح فيه تعصب القاضى الذى أصدره وعداؤه للإخوان، وهو أشبه بنكتة بايخة! فرافع الدعوى هو حزب يسارى لا قيمة له فى الشارع وليس الحكومة! والحكم صادر من إحدى المحاكم غير المختصة، ولم يصدر من محكمة القضاء الإدارى، وعندى كلام آخر عن تلك الدعابة السخيفة أو هذا الحكم الجائر الذى لم يسبق له مثيل فى تاريخ القضاء المصرى.