من الغباء السياسى أيضا أن تجد أناسا يصفقون للنص على "مدنية الدولة" -شكليا- فى الدستور بينما يرحبون بتحصين وزير الدفاع وعسكرة الدستور -عمليا– بحجة منع رئيس الدولة المنتخب من إقالة الوزير، مع أن الدساتير توضع لاستلهام روح الحريات والمدنية لا العسكرة والديكتاتورية.
ومن الغباء السياسى أن يطاردوا قضاة مصر الشرفاء ويحاكموهم بتهمة معارضتهم للانقلاب ودعوتهم للحريات فيتهموا (القضاة الشرفاء) بتشويه (القضاة المزورين) باتهامهم بتزوير انتخابات 2005 ولا يحققون مع القضاة الذين زوروا الانتخابات؟! ويلفقون لهم تهما مضحكة مثل العمل بالسياسة، بينما تركوا الزند يعقد مؤتمرات سياسية فى نادى القضاة تطالب بالتمرد على رئيس الدولة الشرعى واعتبروا هذا دفاعا عن القضاة!.
ومن الغباء السياسى والعار أن يعتقلوا طالبات وبنات فى عمر الزهور ويضعون الكلابشات الحديدية فى أيديهن ويقدمونهن للنيابة ويعتقلون طلاب ثانوى "قُصَّر" لا يجوز أصلا محاكمتهم ثم يلقونهم فى السجون مع المجرمين بقرارات من النيابة برغم أن هذه النيابة تعلم أن قوانين الطفل التى وقعت عليها مصر تمنع هذا!.
ومن الغباء السياسى أن يعتبروا شعار رابعة العدوية -الذى يذكر العالم بجرائمهم فى قتل الشهداء- تهمة جنائية يطاردون من يرفعه ويحاكمونه فتجدهم يحاكمون 9 فتيات على إطلاق بالونات لونها أصفر وشاب لأنه يرتدى طاقية عليها شعار رابعة، وتجد أستاذ علوم سياسية يقول لك فى برنامجه التافه على المحور إنه "شعار مشابه لشعار النازية الذى منعته ألمانيا" ويجوز بالتالى منعه (!).
وأن يصل الغباء السياسى للتنكيل ببطل مصر الوحيد الذى أحرز ميدالية ذهبية ورفع اسم مصر لأنه رفع شعار رابعة بعد فوزه ويعتقلونه فى المطار ويحققون معه ثم يسحبون منه الجائزة ويحرمونه من مكافأة الفوز ويشطبونه من سجل اللعبة ويحرمونه من تمثيل مصر فى بطولة العالم فى ماليزيا، ويدعو إعلامهم الكاذب لتحويل البطل المصرى لمحاكمة عسكرية (!) بينما يرحبون بفريق كرة قدم "شال ستة أهداف وتسبب فى فضيحة لمصر"!.
ومن الغباء السياسى أن يهاجموا مشروعات الرئيس محمد مرسى ووزراءه ثم يعلنون البدء فيها بأسماء مختلفة بعد تشويهها كى ينسبونها لأنفسهم ويجردوا الرئيس مرسى من شرف تدشينها.
ومن الغباء السياسى أن يصدق البعض أن الرئيس مرسى متهم بالتخابر مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التى تحارب العدو الصهيونى ثم يتهمه بأنه عميل لإسرائيل وأمريكا، ونجد علاء الأسوانى يقول فى صحيفة (نيويورك تايمز) إن الولايات المتحدة وإسرائيل تدعمان الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى.. يعنى عميل حمساوى إسرائيلى أمريكانى إخوانى.. "طيب تركب إزاى على بعض"؟!.
ومن الغباء السياسى أن تقوم سلطات الانقلاب الأمنية باعتقال المحامين الذين أعلنوا عن تبرعهم للدفاع عن قرابة 13 ألف معتقل دون تهم حقيقية سوى رفضهم للانقلاب والديكتاتورية والدولة البوليسية، ولا نجد رد فعل من نقيبهم الذى يدعو لسحق كل من يعارض الديكتاتورية.
ومن الغباء السياسى أن يتصور من ينفقون أموال المصريين الفقراء على الدعاية للانقلاب فى أمريكا وأوروبا أنهم سينجحون فى غسيل مخ الغربيين كما يفعلون مع المصريين عبر إعلامهم الداخلى الفاشل الذى يدرك الغرب أنه لا يختلف عن إعلام بشار الأسد الديكتاتورى فى شىء!.
ومن الغباء السياسى قول مدعى الليبرالية والمدنية إنهم ضد الفاشية الدينية ومع حرية الرأى ولكنهم عند اللزوم يستخدمون الآيات القرآنية والأحاديث ليبرروا الهجوم على أعدائهم ويطعنون فى شرفهم بنفس الاتهامات التى يتهمون التيار الإسلامى باستخدامها، حتى إن بعضهم يقول لك إن حسن البنا من أصل يهودى، وإن مصر مذكورة فى القرآن من 7 آلاف سنة مع أن القرآن نزل منذ قرن واحد و400 سنة!!
أما الغباء السياسى بعينه فهو ما أسمعه من كثيرين ممن يدعون العلم السياسى والتحليل النفسى الذين يحاولون تصوير ما يجرى على أنه مظاهرات إخوانية فقط، ويحملون الشهداء مسئولية قتل أنفسهم برصاص الشرطة والجيش وبلطجية النظام بدعوى أن الإخوان يحبون أن يظهروا كشهداء ويقفون أمام الرصاص، أو الزعم أن الإخوان يصرون على «كربلائية» المشهد، والأغرب أن يظهر لك طبيب نفسى أو قل "مريض نفسى" ليقول لك إن الجماعة غسلت عقول أتباعها وسهلت لهم الموت، باعتباره جهادا فى سبيل الله، ويزعم أن 93 مدرسة إخوانية تعلم الأطفال من سن الخامسة كراهية المجتمع، وأنهم يعلمون الإخوان أن "وضع صورة مرسى على قبورهم تدخلهم الجنة"!.
تخيلوا.. هذه هى "النخبة" أو "الخيبة" التى كشفها هذا الانقلاب ورب ضارة نافعة لينكشف الجميع!