يبدو أنه أصبحت عادة المؤسسة العسكرية أن تخرج بين حين وأخري بأحد قياداتها لتجمل صورة المؤسسة، وإزالة التهم عن أفرادها، الذين يشهرون أسلحتهم تجاه أبناء الوطن الواحد، كخطوة دفاعية لاستيعاب الحضور والكف عن مسألتهم.
فكما حاول اللواء أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني، تبرئه الجيش من عمليات القتل والتهجير القصري لأهالي سيناء خلال تصريحاته في ذكرى حرب أكتوبر،جاء حديث العقيد محمد عبد العزيز جحوش، ممثل الجيش الثاني الميداني بمنطقة بئر العبد ، أمس الثلاثاء مع مشايخ وعواقل القبائل بقسم رمانه بمركز بئر العبد ، لتبرئة القوات المسلحة قائلًا" إن القوات المسلحة لها دور عظيم خلال الفترة الحالية ..وأن الجيش له دور وطني على مر العصور في انحيازه للشعب واختياراته"، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة لم ولن تخدش عرضًا أو تهتك سترًا أو تظلم أحدًا".
والغريب في الأمر أن حديث القياداتين في تلك المرتين جاء مرتبطة بنوعية الانتهاكات التى يقوم بها أفراد الجيش في تلك الآوانة ، وكأنهم يثبتون ثبوت الواقعة والانتهاك من الجيش، فقبل أسبوعين من تصريحات اللواء وصفي كان الجيش يقوم بقصف عدة مناطق في سيناء مستهدفة فيها الأبرياء، ويقوم بعمليات تهجير قصري للأهالي على حدود رفح فضلًا عن حملة الاعتقالات العشوائية التى طالت الكثير دون أن تثبت ضدهم التهم.
وتداول نشطاء الفيس بوك خلال اليومين الماضين صور لأفراد الجيش يجبرون عدد من المتظاهرين الرافضين للانقلاب على الانبطاح على الأرض تحت تهديد السلاح ، في صورة لم يسبق للمصريين رؤيتها إلا خلال حرب أكتوبر و تجاه العدو الصهيوني، ذلك إلى جانب مشاركة الجيش أفراد الشرطة في الاعتداء على المتظاهرين بالغاز والحي دون مراعاة لأعمار المشاركون، أو جنسهم.
