وأنا معك فى كل هذا، وفى "الخضة" التى أصابتك فقد أصبت بهذه الصدمة قبلك وأنا أقرأ أن لجنة الخمسين التى أتى بها الانقلاب لتدمير أول دستور مصرى بعد الثورة تتجه إلى أن ينص فى الوضع الجديد على أن حرية الاعتقاد مطلقة، بحجة أن القرآن ذاته قال: "فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ"! وبالطبع هذا تفسير خاطئ جدا للآية الكريمة.
ولا أريد الدخول فى جدل فقهى فى هذا الموضوع، لكن أنقل لحضرتك رأى أستاذى إمام عصره الشيخ محمد الغزالى -عليه ألف رحمة- ورأيه هذا أراه متميزا، فالإسلام لن يتأثر بواحد قرر الإلحاد، فالله غنى عن العالمين وليذهب هذا الكافر فى "ستين داهية" وهو حر فيما ذهب إليه، لكن الممنوع منعا تاما أن ينشر إلحاده هذا فى المجتمع تحت أى دعوى سواء حرية الفكر أو الاعتقاد، وبهذا يتدخل المشرع بحسم لمنعه من نشر أفكاره الشاذة.
ولا يمكن أن ينص فى بلد إسلامى مثل مصر على أن حرية الاعتقاد مطلقة، فذلك يمكن أن تجده فقط فى الدول العلمانية التى قررت فصل الدين عن الدولة.
والإصرار على هذا النص يترتب عليه أن يكون من حق عبدة الشيطان مثلا ممارسة شعائرهم بحرية دون تدخل من الدولة بل وفى حمايتها، وينطبق أيضا على الطوائف الشاذة، فهى تقيم شعائرها الكافرة.
والمسئولون فى بلدنا يرفعون شعار طناش أو لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم، وهذا أمر لا يعقل أبدا، لكن بعد الانقلاب فوجئنا بما لا يخطر على بال!
أليس كذلك?