المراقب بعين الأريب لتطورات المشهد الثوري المصري يستقر يقينه عند الحقيقة التي ظلت في طور التغافل منذ خلع مبارك في فبراير ٢٠١١ وهي أن اللعب صار على المكشوف وتوقفت الدولتين "دولة مبارك ودولة يناير" عن الحرب الناعمه وانتقلتا إلى السجال الخشن .
الأكيد أن دولة مبارك هي التي لجأت الى العنف في النهاية بخيلها ورجلها وإعلامها وعبيدها وهي دلالة لا تخطئها عيني على قدرة فذه لدولة يناير وما أفرزته من مؤسسات على الحرب الناعمه اضطرت دولة مبارك في الأخير إلى محاولة المواجهة العنيفة بغباء تطور إلى سياسة هدم المعبد على رؤوس الجميع وهو مالا تخشاه دولة يناير ومتصدروها ورئيسها لانها باختصار كانت تريد هدم المعبد بالفعل لتعيد بناؤه كما يليق بالوطن ولكنها لجأت الى نعومة القتال تجنبا لنزف الدم .
وتنتهي بدراسه تفاصيل وتراكيب وتحولات المشهد إلى أنه لا يزال يصب في مصلحة دولة يناير بسمو أهدافها يتمثل ذلك في عدة شواهد :
– أولا : هي ثوره اختارت نعومة الحرب لكنها لم تستنكف عن بذل الدم "ودي مش عايزة شرح"
– ثانيا : من منة الله ان انتجت الثورة مؤسسات يمثلها مناضلون حقيقيون وليس فقط منتخبون فليس كل منتخبٍ مناضلا ولكانت النكبة التاريخيه بالفعل لو مثل الثورة مؤسسات منتخبة بالفعل لكن يتصدرها نفعيون أو جبناء ، تخيل معي رئيسا منتخبا آخر أو برلمانا آخر يخشى الموت أو يرضى بالدنيّة .
ثالثا : صار العاقل يرى أن الانتماء للثوره هو الانقاذ الحقيقي للوطن ، ففكرة الوطن أبعد من المكتسبات وهو ما تجهله دولة مبارك تماما فهي بطبيعة فسادها وتركيبة ذئابها لا تنظر إلا للمكتسبات وهو ما يرتب مسؤولية وطنية حقيقية على دولة يناير أن تواجه حتى النهاية حبا للوطن لا تنافسا ولا تشفيا
رابعا : كلما تطور الصراع فإن المكاسب تتضاعف على صعيدين اثنين الصعيد الأول هو تكسير تابوهات الصراع السياسي التقليدية وإطلاق جموح دولة يناير لتقول ما كانت من قبل تتوازن في طرحه والصعيد الثاني أن الثوره اكتسبت ـ لا إراديا ـ عمقا وأدلجه ترتبط بشكل مباشر بالإسلام والعروبه وهو المشروع الحضاري الذي لطالما حلم به كل أبناء العالم الإسلامي مما جعل دولة يناير درة التاج ومحط الأنظار من كل الشعوب الإسلامية والعربية التي تحلم بالتحرر أو حتى التي امتلكت إرادتها جزئيا .
الحقيقة التي أستمتع بدراسة جوانبها هذه الأيام أننا بالفعل كنا في حاجه إلى هذا الانقلاب ـ نعم أعنيها حرفيا ـ لان هذه المواجهة تعد في عمومياتها حلا جذريا لدرن مؤسسات دولة مبارك وفي خصوصياتها تجربة دسمه كان سيستغرق خوضها سنوات وعقود لو لم تتم هذه المواجهة
ويحضرني بيت شعر للعلم الإسلامي الكبير _المغفور له _ محفوظ النحناح :
بنا ستشرق شمس الحق ساطعة ويرحل الليل والآهات والحزن
وتمسح الأمــة الشماء دمعتها ولن ينام لنا عن جراحها جفن