خلال الأسابيع القليلة الماضية شهدت العديد من محافظات الجمهورية ظاهرة حرق سيارات خاصة – ملاكى – لضباط الشرطة ، وصفها بعض الشباب بأنها تعبيراً عن غضبهم لما يتم من عمليات القتل و الاعتقال و القمع والاعتداءات عليهم أثناء تظاهرتهم الرافضة للإنقلاب العسكرى ، أخرها مقتل شاب من ذوى الإحتياجات الخاصة يدعى محمد الشنواني ، إثر مشاركته بمسيرة رافضة للإنقلاب في جناكليس بالأسكندرية ، يأتي ذلك بعدما أعلن عدد من النشطاء على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك أنهم غير ملتزمين بالسلمية التي يتبناها التحالف الوطني لدعم الشرعية .
وعبر أحد المتظاهريين عن سبب اللجوء إلى هذه الأفعال قائلاً : " انا بنزل الشارع كى أعبر عن رأيى بكل سلميه ، وذلك من مكتسبات ثوره 25 يناير ، ولكن عاد النظام الحالى إلى إستخدام أساليب القمع وتكميم الافواه مثلما حدث قبل ثورة 25 يناير ، فلا مانع ان يكون الحاكم عسكرى بالإنتخابات النزيهه ، ولكن لا يحكم علي بأنى إرهابى لاننى ضده وتتم محاكمتى على هذا الأساس ، فحرق سيارات الشرطة هو نتيجة غل شعبى مما نراه من تعذيب وإطلاق الرصاص الحى على المتظاهريين و كذلك التعدى على النساء والتعامل الوحشى مع الفتيات والطلاب ، فهذا ما يجبرنى لهذا الاتجاه لما يحدث من إعتداءات السلطة الحالية " .
وأشعل مجهولون ، النيران ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓ النقيب محمد طنطاوي معاون مباحث قسم ثانٍ أسيوط ، أثناء تواجدها أمام محل إقامته بمنطقة تقسيم البترول بمدينة أسيوط ،وأعلنت حركة أطلقت على نفسها "هنرعبكو" مسئوليتها عن الواقعة إنتفاماً لحرائر أسيوط وطالبات المدينة الجامعية بالازهر ، وذلك عبرصفحتهم على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك".
وفى دمياط ، اشعل مجهولون النار بسيارة ملاكي يمتلكها النقيب محمود الجميل ضابط شرطة بقوات الأمن بدمياط الجديدة ، حيث قام مجهولون بإلقاء زجاجات المولوتوف على السيارة وفروا هاربين ،و الجدير بالذكر أن هذه هى المرة الثالثة ، التى يتم فيها حرق سيارة ضابط شرطة بدمياط خلال أسبوع .
وفى بورسعيد ، قام مجهولون بإضرام النيران بسيارة العقيد عرفة عبد التواب،نائب مأمور قسم شرطة العرب أمام منزله، بمنطقة التعونيات بحي الزهور، فيما أكد شهود عيان أن السيارة احترقت بالكامل وأصبحت قطعه من الخردة. وكذلك إشعال النيران بسيارة ملازم أول بالأمن المركزى أحمد شوقى ، بعدما تم التعرف عليه عبر موقع التواصل الإجتماعى ، ونُشر عنوان منزله ؛ لإطلاقه الرصاص الحى على المتظاهريين المناهضين للأنقلاب العسكرى، وأكدوا استمرارهم في التصعيد ضد هؤلاء الضباط .
و بالمنصورة ، قام مجهولون بإشعال النار في سيارة العقيد أسامة عبد العزيز رئيس قسم الأمن بمديرية أمن الدقهلية الأربعاء الماضى ، بعد سكب مواد بترولية عليها أثناء وجودها أسفل منزله بشارع متفرع من شارع كلية الآداب بالمنصورة.
وفى المنيا، الخميس ،قام مجهولون بإضرام النيران بسيارة الرائد عمرو حسن ، رئيس مباحث قسم شرطة المنيا ، أثناء توقفها أسفل محل سكنه، بمنطقة أبراج الجامعة، بشارع طه حسين .
وبالرغم من الإنتهاكات التى تقوم بها قوات الشرطة للمتظاهرين ، و إعلان بعض المتظاهريين عدم إلتزامهم السلميه ، إلا أن قيادات "التحالف الوطنى لدعم الشرعية" أكدوا أن خيارهم كان ولا يزال السلمية التامة بعيداً عن أى عنف او عنف مضاد ، وكان هذا التصعيد الذى لجأ اليه البعض جاء كرد فعل طبيعى على الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة الوحشية ضد المتظاهريين والطلاب .
ويؤكد التحالف الوطني أنه " لا يرفض أي جهد مبتكر من الثوار أو أي تصعيد ثوري، لإنهاك الباطل ووقف جرائم الابادة البشرية المستمرة، طالما يلتزم بالسلمية المبدعة وتجارب اللا عنف والمقاومة المدنية، مشدداً علي ان الموجة الثورية الحالية مستمرة، ومتجددة، حتى النصر" .
وأضاف التحالف بالبيان رقم 176 "بضرورة مواصله التصعيد الثوري بمقاومة سلمية مبدعة ومتجددة ، بداية من أسبوع "الصمود..وفاءً للشهداء" و لإحياء الذكرى الثانيه لمجزرة بورسعيد ، والذكرى الثالثة لموقعة الجمل الفارقة في عمر ثورة 25 يناير والتي تمكنت الثورة المضادة والقوى المتواطئة معها من تبرئة مجرميها وإطلاق سراحهم، ولتذكروا العالم عبر حراككم المهيب في الداخل والخارج، بجرائم عصابة العسكر وبقايا المخلوع ولتجددوا العهد علي القصاص منهم.
ومن جانبه قال المهندس إمام يوسف ، عضو الهيئه العليا لحزب الأصاله والقيادى بالتحالف ، فى تصريح نشرته "مصر العربية " ، ان المعامله الأمنيه اسلوب خاطىء تماماً فى معالجة الأزمة السياسية الموجودة فى البلاد ، وهذا من شأنه تصعيد الاحتجاجات وسكب مزيد من الزيت على النار فى ظل وجود العديد من الانتهاكات والتجاوزات الكثيرة بحق المتظاهرين ، وهو الأمر الذى يؤدى الى زيادة الغضب الشعبى ، وهذا يشبه بأخر مراحل المخلوع مبارك
