وصل وفد من الوكالات الأممية إلى منطقة بودا التي تبعد 100 كيلومترا عن العاصمة بانغي ويضم الوفد ممثلين عن المفوضية العليا للاجئين ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واليونيسف بالإضافة إلى المنظمة الدولية للهجرة وذلك بهدف تقييم الوضع في هذه البلدة التي تشهد توترات عالية بين المسيحيين والمسلمين وسوف تستمر زيارة الوفد 3 أيام ويرافق الوفد خلالها المبعوث الخاص لوكالة الأناضول للأنباء.
ويُذكر أن البلدة يعيش بها 11 ألف مسلم والقري المجاورة في حصار في أحد الأحياء محتشدين حول المسجد المركزي في ظل تهديد مستمر لميلشيات ا"لأنتي بالاكا" المعادية للمسلمين ، كما يتمركز المسيحيون حول الكنيسة في ترقب لعودة الهدوء مرة أخرى للعودة إلى منازلهم بعد أن فروا هاربين منها يعيشون جميعا في ظروف قاسية ونقص من المواد الصحية والغذائية بعد وقوع أحداث العنف والتدمير في يناير الماضي حيث يوجد ماتبقي من بنايات مهدمة ومحترقة
.
فيما تُأمن وحدة من جنود عملية "سانغريس" الفرنسية المنتشرة في بودا منطقة عازلة بين المسلمين والمسيحيين لحماية المسلمين من هجمات الأنتي بالاكا ويُذكر أن عدد الجنود الفرنسيينقد ارتفع هذا الأسبوع من 80 إلى 120.
ويؤكد "فالوري" قائد الوحدة الفرنسية أن الأسبوع الماضي شهد عودة نسبية للهدوء. فيما تشهد الأعلام الفرنسية المعلقة في أحياء المسلمين على شعبية قوات "سانغريس".
"عيسى" أحد الشباب المشتغلين بالمجوهرات في "بودا" أكد أنه :"منذ تدخل قوات "سانغريس"، أصبحت الأمور أقل خطورة فيما يخص تنقل المسلمين وحتى ارتيادهم المسجد لأداء صلاة الفجر".
وبحسب رأي "عيسى"، نصف المسلمين الموجودين في "بودا" يرغبون في مغادرتها. لكن الصعوبة تكمن في وجوب سلوك قافلة الإخلاء طريقاً وعرةً.
ويعتبر "بيتر نيوسل"، موظف في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للامم المتحدة في المنطقة أن :"عملية الإخلاء تطرح مشاكل وأنه لا يجب التفكير فيها إلا كحلّ أخير ويجب أن تبقى سلامة الأشخاص هي الأولوية.هدفنا هو تحقيق المصالحة بين جميع الطوائف.
