قال رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، أحمد الجربا، إنه "ليس متشائماً" من لقائه مع لجنة الشئون الخارجية في الكونجرس الامريكي، اليوم الأربعاء، لإقناعهم بأهمية تزويد المعارضة بأسلحة لـ "تحييد" سلاح الجو السوري.
وأضاف الجربا في لقاء مع وكالة الأناضول وقناة الحرة الأمريكية: "لقد كان اجتماعاً شفافاً، تحدثنا فيه بكل وضوح عن الوضع في سوريا، واستمعوا هم لوجهة نظرنا".
ولفت إلى حالة من "الضبابية" كانت موجودة في رؤى أعضاء لجنة الشئون الخارجية في الكونجرس حاول هو وأعضاء الوفد المرافق له تبديدها، موضحا: "كان هناك سوء فهم وغموض، لكن الآن هناك نوع من التقدم، ولا يزال هناك لقاءات أخرى مع الكونغرس".
وأشار الجربا إلى أنه سيتحاور مع فرعي الإدارة الأمريكي التشريعي والتنفيذي بغرض إقناعهم بتزويد المعارضة بالأسلحة المطلوبة، مضيفا: "نحن نعمل مع كلا الطرفين وإن شاء الله سنتمكن من إقناعهم".
ونفى المعارض السوري فكرة وجود انقسام داخل الائتلاف السوري، قائلا: "لا أعتقد أن المعارضة السورية اليوم منقسمة، لقد حدث هذا في الماضي، ونحن الآن في مرحلة جديدة فالمجتمع الدولي قد اعترف سياسياً بالائتلاف".
وأكد أن الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في سوريا يوم 3 يونيو المقبل "إهانة للشعب السوري"، موضحاً أن "السوريين رفضوها منذ ثلاث سنين مضت".
ودعاً المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف من هذه الانتخابات، قائلا: "الرد يجب أن يكون بيد هذا المجتمع (الدولي) فلقد فعلنا ما علينا وسنواصل فعل ما علينا".
ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جنيفر بساكي، اليوم، التعليق على طلب الجربا، أسلحة لـ "تحييد" سلاح الجو السوري.
وخلال المؤتمر الصحفي اليومي للخارجية الأمريكية في واشنطن، جددت الإعراب عن التزام بلادها بالخيار السياسي لحل الازمة السورية، مؤكدة أن بلادها "ملتزمة ببناء قدرات المعارضة المعتدلة"، رافضة الدخول في تفاصيل عن طبيعة تلك المساعدات.
وبدأ الجربا زيارة إلى الولايات المتحدة، الإثنين الماضي، ومن المتوقع أن تستمر حتى 14 مايو الجاري. ومن المقرر أن يلتقي غدا الخميس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وعددا من قيادات مجلس النواب، بحسب ما أفادت به في وقت سابق المستشارة الإعلامية في الائتلاف السوري، بهية مارديني.
واستبقت الخارجية الأمريكية الزيارة بإعلانها فتح مكاتب للائتلاف السوري، تعد بمثابة بعثات أجنبية، لكن هذه المكاتب الدبلوماسية لا تمثل اعترافا بحكومة سورية، ولا علاقة لها بطرد سفير النظام السوري من البلاد عام 2012.
ويقول نظام بشار الأسد في سوريا، الذي دعته واشنطن مرارا إلى التنحي، إنه يواجه مؤامرة إقليمية ودولية تستهدف إسقاطه باعتباره، وفقا لدمشق، يناهض إسرائيل والسياسات الأمريكية في المنطقة، فيما تردد المعارضة أنها تسعى إلى إنهاء أكثر من 40 عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة نظام ديمقراطي يتم فيه تداول السلطة.
وأودى الصراع المسلح بين قوات النظام والمعارضة بحياة أكثر من 150 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، وشرد حوالي تسعة ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة، من أصل تعداد سوريا البالغ حوالي 22.5 مليون نسمة.
