شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تركيا تحاكم قادة إنقلاب “1980”

تركيا تحاكم قادة إنقلاب “1980”
تواصلت أمس، محاكمة رئيس الأركان التركي الأسبق "كنعان أفرين"، وقائد القوات الجوية الفريق أول المتقاعد "علي تحسين شاهين...
تواصلت أمس، محاكمة رئيس الأركان التركي الأسبق "كنعان أفرين"، وقائد القوات الجوية الفريق أول المتقاعد "علي تحسين شاهين كايا"، على خلفية قيادتهما الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا بتاريخ 12 سبتمبر عام 1980.
 
هذا وتابع "أفرين" محاكمته من مقر إقامته في المستشفى العسكري بأنقرة من خلال شاشة بث، في حين تابع "شاهين كايا" المحاكمة نفسها من المستشفى العسكري في إسطنبول؛ بسبب سوء حالتهما الصحية. وعقب المداولات قررت المحكمة تأجيل الجلسة، إلى موعد 18 يونيو المقبل. 
 
وكانت آخر جلسة قد عقدت في 21 فبراير الماضي، وتأجلت إلى 12 مارس الماضي؛ لمنح محامي المتهمين مهلة إعداد لائحة الدفاع، إلا أن إلغاء المحاكم ذات الصلاحيات الخاصة؛ أدى إلى تولي المحكمة الجنائية العاشرة في أنقرة القضية.
 
وكان المدعي العام "سلجوق كوجامان"، قد طالب بمعاقبة كل من "أفرين"، الرئيس التركي السابع، و"شاهين كايا" بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة؛ لتنفيذهما الانقلاب، وذلك بموجب المادة الـ 146 من القانون الجنائي التركي. 
 
يذكر أن المحاكمة انطلقت عام 2012، في ظل إلغاء إحدى المواد التي كانت تحول دون محاكمة المسؤولين عن الانقلاب، ضمن حزمة تعديلات دستورية أقرت عام 2010.
وقال "أفرين"، قبيل توجيه التهمة إليه العام قبل الماضي: "أفضل الانتحار على محاكمتي"، هذا ويرى مراقبون أن المحاكمة تحمل أهمية رمزية بالنسبة للحياة السياسية والديمقراطية في تركيا.
 
ويحاكم أفرين وشاهين كايا بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على انقلاب 1980، والذي يعتبر الأكثر دموية في تاريخ تركيا، إذ اعتقل خلاله مئات آلاف الأشخاص وحُكم نحو 250 ألفاً آخرين وأُعدم خمسون معتقلاً، ومات عشرات آخرون تحت التعذيب في السجون، وفر عشرات الآلاف من الأتراك إلى الخارج.
 
وبرر العسكريون تدخلهم؛ بأن تركيا كانت على حافة حرب أهلية وتشهد يومياً مواجهات بين مجموعات متطرفة من اليسار واليمين فيما بينها، أو مع الشرطة.
 
وفرض العسكر، بعد تولي أفرين رئاسة الجمهورية،  دستوراً جديداً عقب الانقلاب عام 1982؛ يفتقد القيم الديمقراطية العالمية، ويكرس هيمنة الجيش على السلطة ويوسع من صلاحياته، ومازال مطبقاً إلى اليوم رغم تعديلات ديمقراطية كثيرة أدخلت عليه. وتسعى حكومة حزب العدالة والتنمية – الحاكم  منذ عام 2002 – إلى صياغة دستور جديد، إلا أن عدم التوافق بينها وبين أحزاب المعارضة؛ حال دون تحقيق ذلك لغاية اليوم.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023