شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“بوكو حرام” .. خلافة إسلامية بإطلالة أفريقية

“بوكو حرام” .. خلافة إسلامية بإطلالة أفريقية
جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد.. ويطلق عليها بالهوساوية باسم "بوكو حرام"، وهي جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية...

جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد.. ويطلق عليها بالهوساوية باسم "بوكو حرام"، وهي جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة، أنشأت نتاج قمع السلطة النيجيرة للمسليمن هناك، بخلاف الاستعمار الغربي الذي يسرق موارد تلك الدولة.

 

وتزعم الجماعة أنها  تعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية، في جميع ولايات نيجيريا، أسسها قيادي بالقاعدة، والآن تسير على خطي تنظيم الدولة الإسلامية، لتعلن تطبيق الشريعة الإسلامية بالولايات التي سيطرت عليها مؤخرًا.

 

البداية:

مع ظهور العمل السلفي في نيجيريا، من سبعينيات القرن الماضي، عندما ظهرت حركة أطلقت على نفسها اسم جماعة "إزالة البدعة وإقامة السنة"، وعرفت اختصارا باسم "إزالة"، وقد تأسست على يد الداعية السلفي، "إسماعيل إدريس"، وبعض الطلاب العائدين من الدراسة في المملكة العربية السعودية، وانتشرت دعوته في شمال نيجيريا وجنوب النيجر.

 

ويقول قادة الحركة إنها تسعى للقضاء على ما يسمونه الشركيات، والبدع في أوساط أتباع الطرق الصوفية، ذات الانتشار الواسع في شمال نيجيريا، وامتلكت الحركة تنظيمًا شبابيًا على شكل مليشيات منظمة.

 

وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ظهرت حركة أخرى أطلقت على نفسها اسم "جماعة الإخوان المسلمين"، بقيادة الشيخ "إبراهيم يعقوب الزكزكي"، واستقطبت آلاف الأتباع، وانضم إليها شاب يدعى "محمد يوسف"، في وقتٍ مبكرٍ من عمره، وأصبح أحد الشباب الفاعلين فيها.

 

وفي عام 1995، بدأ زعيم الجماعة، الشيخ "الزكزكي"، ينحرف عن النهج الذي أسست عليه الجماعة، وأعلن اعتناقه المذهب الشيعي، وبات على صلة بالمراجع الشيعية في "قم" و"طهران"، فعرفت الجماعة أكبر انشقاق حدث في تاريخها، حيث انشق جزء منها واحتفظ باسم الجماعة ونهجها، وانشق آخرون واختاروا المضي نحو التوجه المتشدد، ردًا على التغلغل الشيعي في المنطقة، وما يعتبرونه "انحرافًا عقائديًا لشيخهم ومؤسس حركتهم".

 

ومن هؤلاء، الشاب "محمد يوسف"، الذي رأى في جماعة "إزالة" بديلاً يسعى من خلاله لمواصلة نشاطاته الدعوية، وانضم إليها، ليصبح أحد أهم قادتها في "يوبي" و"بورنو"، إلا أن جماعة "إزالة" شهدت بدورها انشقاقًا داخليًا، فغادرها "محمد يوسف" مع أتباعه.

 

وفي عام 2002، أسس "محمد يوسف" جماعة جديدة تحمل اسم "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، متأثرًا بتداعيات أحداث 11 سبتمبر، عام 2001، في الولايات المتحدة، وعرفت ساعتها باسم "طالبان نيجيريا".

 

وكان من أسباب استخدام "بوكو حرام" للسلاح لتنفيذ عمليات عنف:

 

– سياسات الحكومات العسكرية والمدنية المتعاقبة في "نيجيريا"، والتي تستخدم العنف المفرط، تجاه الحركات السياسية المناوئة لها، خاصةً جماعة "بوكو حرام"، التي استطاعت أن تكسب العديد من الأنصار في أوساط الشباب، كما استطاعت أن تكسب تعاطف بعض المسلمين بسبب عمليات القتل البشعة والخارجة على القانون، والتي ارتكبتها الشرطة النيجيرية في حق أعضاء جماعة "بوكو حرام".

 

 

– عب البعد العرقي دورًا كبيرًا في تنامي جماعة "بوكو حرام"؛ حيث تتشكل نيجيريا من قبيلتين كبيرتين، هما "الهاوسا" في شمال البلاد، وأغلبهم مسلمون، وقبيلة "الإيبو"، وغالبية أفرادها مسيحيون، وكثيرًا ما تحدث اشتباكات دينية وعرقية بين القبيلتين.

 

 

– تردي الوضع الاقتصادي، وانتشار البطالة والفساد الموجود في النخبة السياسية؛ ومما زاد الأمر سوءًا استخدام بعض السياسيين الانقسامات العرقية والطائفية من أجل الوصول للسلطة، وذلك عن طريق إثارة الاضطرابات العرقية والدينية، مما يعطي الفرصة للتيارات الدينية المتطرفة كي تنشط بقوة، على أساس أنها تدافع عن دينها وعقيدتها.

 

 

– وفي عام 2003، كانت فكرة الهجرة والتكفير قد نضجت لدى أتباعه فقامت مجموعات منهم باعتزال المجتمع في قرية كاناما النائية، وعرفوا باسم "المهاجرين"، فثارت الشكوك حولهم وهاجمتهم قوات الأمن النيجرية، وقتلت عددا منهم وأصابت آخرين بجراح.

 

 

– أما في عام 2009 ارتكبت السلطات النيجيرية جرائم اغتصاب جماعي، الأمر، الذي ساهم في تشكيل شخصية عنفوانية لدى الشاب الثلاثيني، الذي حاول أن يقدم نفسه للمسلمين النيجيريين كمصحح للعقيدة من الزيغ والبدع، ومنقذ لبيضة الدين من الصليبيين والمسيحيين.

 

تآمر غربي وأفريقي:

فتحت باريس أذرعها لمؤتمر أفريقي يسهل للمخططات المرسومة، والمطلوبة بدعوة من الرئيس "فرنسوا هولاند"، وبتكليف له ايضًا، لوضع خطة تحرك إقليمية للتصدي للجماعة التي تمثل "تهديدًا كبيرًا" في إفريقيا.

 

وأعلن قادة خمس دول أفريقية في مايو الماضي  الحرب على جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا.

 

الإعلان عن تطبيق الشريعة:

أعلن، أمس الأحد، زعيم "بوكو حرام"، "أبوبكر شيكاو" ، الخلافة الإسلامية في بلدة بولاية "بورنو" شمال شرق نيجيريا، استولى عليها المسلحون الإسلاميون في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك في تسجيل فيديو.

 

وقال "شيكاو"، في الفيديو الذي مدته 52 دقيقة "الحمد لله الذي نصر إخواننا في بلدة غوزا، وجعلها جزءًا من الخلافة الإسلامية"، معلنًا أن غوزا، الواقعة في ولاية بورنو، "لا علاقة لها بنيجيريا" بعد الآن.

 

وأضاف: "بإذن الله لن نغادر هذه البلدة، فقد أتينا لنمكث فيها"، وتصنف الولايات المتحدة "شيكاو" على أنه إرهابي عالمي.

 

وأكد مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر أنباء بأن "غوزا" أصبحت تحت سيطرة المسلحين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023