شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عزيزي ثائر 30 يونيو.. اعتذارك مقبول

عزيزي ثائر 30 يونيو.. اعتذارك مقبول
"كنا نظن أنها ثورة لإطاحة حكم فاشل، ورئيس ليس له إلا عشيرته، ولم نكن ندري أنها خندق سيعيد كل رموز مبارك، خرجنا في الشوارع واصطفت أجسادنا لكننا لم نكن ندري أن اصطفافنا سيأتي بمجنزرات العسكر، أما والآن قد ظهر كل شيء جليا، فإننا

“كنا نظن أنها ثورة لإطاحة حكم فاشل، ورئيس ليس له إلا عشيرته، ولم نكن ندري أنها خندق سيعيد كل رموز مبارك، خرجنا في الشوارع واصطفت أجسادنا لكننا لم نكن ندري أن اصطفافنا سيأتي بمجنزرات العسكر، أما والآن قد ظهر كل شيء جليا، فإننا نعتذر عما بدر منا (سامحونا) ولنعود شركاء في الميدان لنهتف في صوت واحد الشعب يريد إسقاط النظام”.

ما سبق كان مجمل لاعتذارات متوالية لرموز شبابية أو عادية شاركت في 30 يونيو، ثم تبين أن “القفا العسكري” كان قويًا فأرادوها عودة لتصحيح المسار.

أما وإني من خندق رافضي 30 يونيو، وممن اكتوى بنارها، فإنني أقول لك عزيزي الثائر، الكل أخطأ إخوان وغير إخوان وعفا الله عما سلف، وأنني موافق على أن نعود للميدان ميدان مرة أخرى كتفي بكتفك، لساني يسبق لسانك في الهتاف “وخلى صوت الميدان أقوى” لكني فقط أرجوك:

أن تعيد لي صديقي الذي حملت جسده يوم فض النهضة ثم جلست به لأكثر من 5 ساعات محاصر داخل مبنى لا أستطيع أن أخرج به وأنقذه بسبب فوهات بنادق العسكر التي كانت تنتظر أي رأس لتحصدها، ليموت وهو يربت على كتفي “أكمل الطريق”.

أرجوك أن تعيد لي كل إخواني ممن طارت أشلاؤهم في رابعة، والحرس الجمهوري، والنهضة، والمنصة، ورمسيس، ومصطفى محمود، والمطرية، وعين شمس، والجيزة، وحلوان، وكرداسة، وناهيا، ودلجا، ومطاي، والمنيا، في الوقت الذي كنت ساعتها تتلذذ بأن “جيشك” يحمي البلاد من اعتصامات وتظاهرات مسلحة إرهابية، ولم يحرك كل هذا فيك ساكنًا، ثم فجأة ارتعشت مشاعرك يوم أن رأيت “زندًا” حاكم لوزارة العدل.

أرجوك أن تذهب لكل أم وأب فقدوا فلذات أكبادهم، ثم اطلب منهم أن يسامحوك لأنك كنت “غافلا” ولم تكن تدري أن تفويضك وورقتك التي وقعت عليها ستريق دم ابنهم.

اذهب إلى كل فتاة هتك عرضها، وجرحت كرامتها في غياهب السجون، ثم قل لها: “سامحيني فلم أكن أدري بخبث هؤلاء”.

اطلب من كل مطارد فقد عمله وأهله وبلده السماح لأنك لم تكن تدري أن ثورتك ستخرج الجميع من أرضهم وتنزع عنهم وطنيتهم.

قل لكل معتقل ذاق ألوانًا من العذاب والحرمان أنك تعتذر لأنك لم يكن يدر بخلدك أن أفعالك ستقبعه خلف السجون ليموت فيها.

أقول لك حلا أسهل اذهب إلى كل قبر شهيد وقل له أنك تطلب شراكة الميدان وأن تسقط النظام وأن يتنازل كل فريق عن بعض مطالبه لتسير السفينة، قل له هذه الكلمات بصوت عال “ولتسمع من في القبور”.

إن فعلت هذا يا صديقي وقبل منك الشهيد والمطارد والمكلوم اعتذارك فمرحبا بك ولنهتف جميعا يسقط يسقط حكم العسكر .. أو أن تذهب وتدعنا لحالنا وتهتف وتجمع كل ثوارك و”أهو الميدان موجود”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023