شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حوار مع “مهند” ابن الـ 19عاما الذي خرج من سجون السيسي مصابا بالسرطان

حوار مع “مهند” ابن الـ 19عاما الذي خرج من سجون السيسي مصابا بالسرطان
مهند إيهاب هو ذاك الشاب السكندري الذي اعتقله نظم السيسي 3 مرات، منهم مرتين وهو قاصر، خرج مهند من تجربة الاعتقال الثالثة مصابا بسرطان الدم اللوكيميا بنسبة 93% وذلك بسبب الإهمال الطبي والتعنت في عمل التحاليل اللازمة

مهند إيهاب هو ذاك الشاب السكندري الذي اعتقله نظم السيسي 3 مرات، منهم مرتين وهو قاصر، خرج مهند من تجربة الاعتقال الثالثة مصابا بسرطان الدم اللوكيميا بنسبة 93% وذلك بسبب الإهمال الطبي والتعنت في عمل التحاليل اللازمة وإعطاء العلاج أثناء اعتقاله.

إجراء هذا الحوار كان تجربة صحفية قاسية جدا بالنسبة لي، فمهند أعرفه منذ سنوات معرفة شخصية، وهو يرقد الأن في غرفة العناية المركزة في أحد مستشفيات نيويورك بعد أن رفض جسمه الاستجابة إلي العلاج الكيماوي، ويقوم الأطباء حاليا باختبار بعض الأدوية الحديثة التي مازالت في طور التجربة علي حالة مهند بعد أخذ موافقته .

هذا الحوار يعتبر حوار مطول الي حد ما لأنني أحببت أن أقتنص الفرصة من أجل تعريف أكبر قدر ممكن من الناس بأكبر قدر ممكن من المعلومات عن قصة مهند ايهاب .

تحدث مهند في هذا الحوار عن عدة أشياء بالتفصيل، بداية من التعريف به وبعائلته الصغيرة – وهو وحيد أهله -، مرورا بمرحلة الطفولة ثم مرحلة ثورة يناير ومشاركته مع والده في الثورة ثم مرحلة المجلس العسكري، ثم فترة الانتخابات الرئاسية ثم مرحلة الانقلاب العسكري بداية من مظاهرات 30 -6 وقصة نزول مهند لميدان سيدي جابر ثم مشاركته في اعتصام رابعة لاحقا .

أخبرنا مهند عن اصاباته المتعددة في المظاهرات بداية من خرطوش في الرقبة في مجزرة سيدي جابر – مازال في جسده حتي الان – ثم ضربة مطواة من بلطجي اثناء عملية اعتقاله في مجزرة سموحة.. ثم تجارب الاعتقال الثلاثة وتفاصيلهم وتجربة الاعتداء الجنسي المصور من قبل أفراد من الشرطة عليه بعد اعتقاله في أحد الاقسام.

 تكلم مهند عن قصة اصابته بسرطان الدم في المعتقل والاهمال الطبي الذي أدي الي تدهور حالته بسبب بقاؤه شهرين بعد الاصابة بدون تلقي اي علاج أو الكشف عليه او عمل تحاليل له حتي تم نقله الي المستشفي الأميري وتلقي العلاج الكيماوي وهو مقيد بالكلابشات. وفي نهاية الحوار سألنا مهند عن وضعه الحالي وعن حملات التضامن معه وأثرها عليه وعن الرسائل التي يود توجيهها ولمن .

مهند في البداية عرفنا عليك بالتفصيل إذا تكرمت ؟
السلام عليكم ورحمة الله ، أنا اسمي مهند إيهاب محمد حسن، عندي 19 سنة، لسه مكملهم في 28 – 9، انا مواليد مصر 1996 مـ ، حاليا أنا لست في مصر، أنا في نيويورك من أجل تلقي علاج السرطان ، لأنه لا يوجد علاج لي بمصر، فجسمي لم يستجيب للعلاج بمصر، وحتى هنا لم يستجيب للعلاج  أيضا .

ماهي دراستك يا مهند ؟
المفروض أنى كنت أدخل كلية التجارة جامعة الإسكندرية في السنة الحالية، ولكني قدمت الأوراق فقط ولم أستطع الذهاب مطلقا بسبب المرض .
بالنسبة للوالد والوالدة ؟ هل هم موجودين معك وماذا يعملون؟
والدي ووالدتي موجودين معي هنا، والدي حاليا لا يعمل لأنه يفضل أن يكون معي ، والدتي أيضا كذلك ، الاثنين موجودين معي هنا الحمد لله .

بالنسبة لأخوتك وأخواتك ؟
أنا وحيد أهلي، لذلك يقوم برعايتي والدي ووالدتي فقط .

ماذا كان يعمل والدك ووالدتك ؟
والدي كان لديه شركة استثمار عقاري، ومحل للملابس، ولكنه أغلق كل هذا من أجل أن نأتي هنا للعلاج، ووالدتي ربة منزل وكانت تدير محل الملابس قبل أن نغلقه .

اذا يا مهند أنت وحيد أهلك كما قلت لي، ولكن هل شعرت أن هناك أشخاص استطاعوا تعويضك مكان الأخوة والاخوات ؟
نعم، كثير جدا من الأشخاص في حياتي عوضوني عن موضوع أن يكون لدي اخوة، بالعكس أعتقد أنه لو كان لدي أخوة لم يكونوا ليفعلوا معي مثلما فعل هؤلاء الأشخاص معي .

هل تستطيع أن تقول لي أمثلة من هؤلاء الناس؟ أو أبرزهم على الأقل ؟
الحقيقة أنه على مراحل حياتي المختلفة كان يظهر لي شخص أو شخصين يكونا هما التعويض الحقيقي عن حكاية الأخوة، وكان الواحد بشعر فعلا أنهم أكثر من الأخوات فعلا .
 

مرحلة ما قبل ثورة يناير .

مهند، أعتقد أنه يمكننا تقسيم مراحل حياتك الي 3 مراحل رئيسية، مرحلة ما قبل ثورة يناير، ومرحلة ثورة يناير وما بعدها حتى الانقلاب العسكري، ثم مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري . إذا أردنا أن نتكلم عن المرحلة الأولي مرحلة ما قبل ثورة يناير ماهي ذكرياتك عن هذه الفترة من حياتك ؟ كم كان عمرك عندما حدثت ثورة يناير ؟
أنا لا أتذكر الآن كم كان عمري وقت ثورة يناير ولكن أتذكر أني كنت في الصف الثاني الإعدادي بالمدرسة .

كيف كنت تعيش في هذه المرحلة ؟ أين كنت تدرس ؟ وماهي ذكرياتك عن تلك الفترة ؟
درست المرحلة الابتدائية والاعدادية في مدرسة تسمي زهراء المدينة بالإسكندرية، وفي المرحلة الثانوية درست في مدرسة الإقبال، كنت أعيش مع أهلي في سيدي بشر بميامي، والدي كان يسافر خارج مصر كثيرا، ولكن والدتي كانت معي دوما، وأمضيت سنة من حياتي في القاهرة بسبب عمل الوالد .

هل ما زلت تحتفظ بصداقات من هذه المرحلة ؟
نعم ما زلت أحتفظ ببعض أصدقائي من أولي وثانية ابتدائي الحمد لله .

بالنسبة لمدرسي المدرسة هل تتذكر أحد منهم؟ هل كان لأحدهم تأثير قوي عليك ؟
-يضحك مهند – المدرسين بتوع زهراء المدينة كانوا مدرسين ممتازين الحقيقة، ربما لا أتذكر أسماؤهم الان، ولكني أتذكر أن العلاقة بيننا كانت أكثر من مجرد علاقة مدرس بالطلاب .

هل كنت من الطلاب المتفوقين دراسيا ؟
كنت حتى الصف الخامس الابتدائي لا يقل ترتيبي عن الأول أو الثاني سواء على الفصل أو المدرسة، بدأ الموضوع في التغيير من بداية سادسة ابتدائي حسبما أتذكر، فكنت أحصل على درجات مرتفعة ولكن لم أكن من ضمن ترتيب الأوائل .
 

مرحلة الثورة حتى الانقلاب العسكري .

تمام، فلنبدأ حاليا في المرحلة الثانية مرحلة ثورة يناير عندما كنت في الصف الثاني الاعدادي .. أخبرنا عن هذه المرحلة إذا سمحت ؟
هذه المرحلة كانت بداية الانحراف بالنسبة لي ، لا أدري لماذا، ولكن وضعي بدأ في التدهور في مجالات حياتي المختلفة، بدأت هذه المرحلة منذ دخولي الصف الثالث الاعدادي، حيث تغيرت شخصيتي تماما، وكنت أهرب من المدرسة ولا أذهب اليها غالبا، وقمت بارتكاب أشياء خاطئة كثيرة في هذه المرحلة، وتغيرت تماما، وظللت هكذا فترة طويلة الي ما بعد الانقلاب العسكري أيضا، وكانت كل فترة يكبر الخطأ معي .

كيف تنظر لهذه المرحلة الان ؟ هل تعتبر أنها كانت أحدي الفترات الطبيعية التي يمر بها الشباب في حياته مثلا ؟
أنا أري أن أي شخص عندما يمر على تلك الفترة ده يتغير، ويقل وضعه قليلا، ولكن أعتقد أني تماديت جدا في هذه الفترة، فحتي بداية الصف الثاني الثانوي كان الموضوع قد زاد كثيرا .

كيف كان أهلك يتعاملون معك في هذه الفترة ؟ هل كان الموضوع صادما لهم ؟
بالفعل كانت هذه الفترة صعبة جدا في البيت، وكانت أكثر فترة حدثت فيها مشاكل بيني وبين أهلي، ولم أكن أجلس في البيت كثيرا، وحدثت أكثر من مرة أن أهلي أخرجوني من البيت .

هل كان لديك أي نشاط أثناء ثورة يناير ؟
كنت وقتها في الصف الثاني الاعدادي ولم يكن موضوع السياسة يشغلني وقتها، ولكني كنت أري أن هناك حاجة خطأ في البلد، ولكن ماهي لم أكن أعرف، كنت أري أن هذا الرجل – مبارك – ظالم وكنت أسمع الأخبار وكلام أهلي بالإضافة الي كلام الناس في الشارع، وكانت هذه هي معلوماتي الوحيدة عن النظام الموجود والقمع الذي يقوم به. عندما حدثت واقعة مقتل خالد سعيد كانت هذه هي البداية الأهم، وبدأت أبحث أكثر، وكنت ما زلت صغيرا، ولكني عرفت وقتها معني أن يكون هناك شخص يقتل شخص أخر ظلما، كنا نعيش وقتها في مكان راقي قليلا، أقصد انه لم يحدث أن أدخل قسم شرطة مثلا أو أتعرض للتفتيش من ضابط في الشارع، فلم أكن أري انتهاكات بعيني ولكني كنت أشعر أن هذا النظام الموجود به شيء خطأ، وشاركت في مظاهرات الثورة يوم 28 يناير .

هل كانت هذه أول مظاهرات تنزلها في حياتك ؟
كانت أول مظاهرات ثورة يناير التي أشارك بها، ولكنها لم تكن أول مظاهرات في حياتي حيث كنت أشارك في مظاهرات نصرة غزة في الشوارع عندما كنت في المرحلة الإعدادية، فقد كنت مهتما وقتها بقضية فلسطين وكنت أتصل ببعض أصدقائي الأكبر سنا لأعرف منهم أوقات وأماكن المظاهرات .

هناك سؤال مهم بالنسبة لوالديك، هل لديهم فكر سياسي معين ؟ هل يتعارض فكرك مع فكرهم مثلا ؟
والدي ووالدتي ضد ما يحدث حاليا في البلد، ولا يوجد تعارض بيننا، حتى أنني أيام ثورة يناير بعد أن انتهيت من امتحاناتي قلت لوالدي أني سأشارك في مظاهرات 28 يناير فقال لي وأنا أيضا سأشارك معك . كنت أسمع أن هناك ضرب نار وأن هناك شهداء ولكني صممت على النزول وظللت أشارك في باقي المظاهرات يوميا في الإسكندرية مع بعض أصدقائي، وسافر والدي الي ميدان التحرير وقتها . وفي يوم التنحي كنت مشارك في اعتصام في شارع مبني الإذاعة بالإسكندرية وهذا هو نفس المكان الذي اعتقلت منه في عهد الانقلاب العسكري .

كيف كان حالك بعد الثورة ؟ هل بدأت تهتم بالسياسة وقتها ؟
انا بدأت اهتم بالسياسة فعلا من وقتها، فبعد ان رجعت إلى البيت يوم 28 يناير، بدأت يوم 29 يناير أفكر ما الذي أقوم به، وبدأت في تفعيل حسابي على الفيسبوك وتويتر، وبدأت في متابعة بعض الأشخاص والقراءة لهم .

من الذين كنت تتابعهم وقتها ؟
كنت أتابع علاء عبد الفتاح، واحمد دومة أحيانا للأسف، كانوا هؤلاء أبرز من أتابعهم .

هل كنت تتفاعل وتكتب  وتشارك ، ام كنت تكتفي فقط بالمتابعة ؟
كنت أكتفي وقتها بالمتابعة وقراءة الأراء المختلفة .

كيف كان وضعك بعد انتهاء الـ 18 يوم ؟
وقتها حدثت شوية لخبطة في دماغي، بدأت أكون تائه وقتها، كنت ضد المجلس العسكري وقتها وضد طنطاوي، ولكن كان هناك ناس كثيرون ممن أعرفهم وأكبر مني سنا ضدي في هذه النقطة، وكانوا يحاولون اقناعي بأن الجيش كويس، وكنت أيضا ما زلت صغيرا وقتها في الصف الثالث الاعدادي،  ولكني كنت غير مقتنع بما يحدث من انتهاكات في محمد محمود وغيرها  .

حسب القانون فإنك في تلك اللحظة كنت طفلا .
بالضبط كان عمري حوالي 14 او 15 سنة فلم يكن لدي وقتها الفكر الخاص بي، فكنت اقرأ لشخص معين وأقتنع بكلامه، ولكن أحيانا يأتي شخص أخر في نفس الوقت يتكلم معي ويحاول أن يقنعني بكلامه، فكنت أحتار وقتها ، وهكذا كان هذا حالي في تلك الفترة .

هل تعلم أن الأصل في الصراعات السياسية هو إبعاد الأطفال عن هذه الصراعات والتجاذبات ؟
بالضبط ، لأنهم وقتها لا يكون لديهم الوعي الكافي، وربما تجعلهم ينضمون الي جماعة أو حزب أو فريق مثلا، ويظل انتماؤه لها مستمر، وهو لا يعرف لماذا انتماؤه أو ولائه لها أصلا .

احكي لنا معذرة عن الفترة التي بعدت فيها، هل كان التدهور على الناحية النفسية أم الاجتماعية أم الدراسية أم الدينية ؟ 
أنا كنت في أجازه من كل شيء تقريبا، فلم أكن أذهب الي المدرسة أو الدروس مثلا، ومن الناحية الدينية كنت بعيدا جدا عن ربنا، وهكذا على باقي النواحي، الفترة ده كانت الدنيا بايظة خالص ، والحمد لله أنها انتهت وحصل التغيير، حتى أهلي لم يكونوا يعرفوا ماذا يفعلون معي، وماهي النقطة المحددة التي يجب أن يعالجوها، وماهي المشكلة بالضبط ، فالمشاكل كانت في مكان .

هل كان هناك أحد أكبر منك تلجأ اليه أو تتكلم معه في مشاكلك ؟
لا لم يكن هناك أحد نهائيا .

هل كان الوالد مسافرا وقتها ؟
كان يسافر ويرجع، ولكني لا اعتقد ان هذا كان السبب، السبب كان مني أنا، أو ممكن من أصدقائي وقتها .

بالنسبة لفترة الانتخابات الرئاسية أعتقد أنه لم يكن لك وقتها حق الانتخاب ولكن هل شاركت في أي من الحملات الانتخابية ؟ ومن هم المرشحين الذين كنت تدعمهم ؟
لم يكن لدي وقتها صوت انتخابي، وكنت فقط أتابع وأتفرج، وكنت سعيد جدا، كان الموضوع مبهج وقتها، أن الناس تنتخب أخيرا، كنت قد بدأت أتابع السياسة بالفعل ووجدت أنه لم يكن أحد من الشعب قد انتخب قبل ذلك تقريبا، وأخيرا البلد تغيرت، وأيا كان من سيأتي ولكنه سيأتي بالانتخابات الشعبية، طبعا كانت صدمة كبيرة عندما وصل الي مرحلة الإعادة شفيق و مرسي الاثنين مع بعض، ولكن كما قلت من سيأتي كان سيأتي بالانتخابات، كما قلت لك لم يكن لدي صوت انتخابي، ولم أشارك في أي حملات انتخابية، ولكني كنت أتمني وقتها فوز عبد المنعم أبو الفتوح أو خالد علي، هم دولا اللذين كنت أري أنهم صالحون وقتها، والحمد لله أنهم لم ينجحوا .
 

مرحلة الانقلاب العسكري وما بعده .

ننتقل الان الي المرحلة الثالثة في حياتك، مرحلة الانقلاب العسكري والسيسي . أين كنت يوم 30-6 ؟
يوم 30 -6 لم أكن أعرف أين سأقف، وهل أنا مع هذه الناحية أم الناحية الأخرى، فلم أذهب الي مكان معين وقتها، نزلت عادي يومها .

هل كان لديك أصدقاء ثوريين كثير وقتها ؟
كان لدي أصدقاء كثيرين وقتها نزلوا الميدان، ميدان سيدي جابر حيث تجمع معارضي مرسي، معظم من كنت أعرفهم نزلوا ميدان سيدي جابر، كنت قد تعرفت عليهم في الفترة الأخيرة فترة ما بعد الثورة، لم أكن قد قررت يومها فعلا أنا مع أي ناحية، ولم أكن أستطع أن أقرر، ولكني شاهدت ناس كثيرة نازلين يطالبون بأشياء غريبة ، وبعضهم نازل مش عارف هو نازل ليه من الأساس، وبعضهم نازل عشان يرجع النظام القديم أصلا، فكانت هناك شوية لخبطة كثيرة، وكان في ناس فعلا نازلة لأنهم لا يعجبهم النظام ويريدون تغيره، ويعتقدون أن التغيير سيكون أفضل، فكان هناك كل الأصناف تقريبا .

ثاني يوم ذهبت الي ميدان سيدي جابر لكي أري الوضع بنفسي، وقابلت بعض أصدقائي هناك، وبعد هذا شعرت أنى أريد الذهاب لمشاهدة الوضع في رابعة في نفس الوقت، وكان الاعتصام قد بدأ بالفعل، أعتقد  أن هذا اليوم كان يوم القاء خطاب مهلة الـ 48 ساعة فكنت موجود في ميدان سيدي جابر حتى هذا الخطاب، ولكني شعرت وقتها أن هناك شيء خاطئ وأن هناك حاجة غريبة بدأت تحصل، دعك من كل ما حدث طوال سنوات الثورة اللي مضت فهناك شيء جديد يحدث، لا أدري ما هو!

ذهبت وقتها الي رابعة مباشرة حتى بدون أي تجهيزات، أو شنطة ملابس ،وحتى لم أبلغ أهلي سوي وأنا في القطار اتصلت بهم وأخبرتهم أني متجه لرابعة . عندما وصلت لرابعة قابلت أثنين من أصدقائي كانوا هم الاثنين الوحيدين الذين أعرفهم في اعتصام رابعة كله في وقتها، وظللت هناك حتي يوم 4-7، كان حظي أنه يوم خطاب انقلاب السيسي يوم 3-7 كنت خارج الميدان، وحتي الان لم أشاهد الخطاب بالمناسبة، كنت خارج الميدان أشتري بعض الأغراض وركبت التاكسي وانا راجع للميدان، وسمعت جزء من الخطاب في الراديو، وعندما دخلت الي الميدان كان الوضع صعب جدا، وكانت هناك حالة غضب هستيرية فكانوا يطرقون علي عواميد الإضاءة، ويرمون زجاجات الماء البلاستيك علي الأرض، وكان الناس غير مستوعبين ما يحدث، وكانت بعض البنات تبكي والرجال في حالة غضب شديد، وأنا داخل الميدان ولا أدري ما الذي يحدث، وحتي الناس علي البوابات المسئولين عن التأمين ورؤية البطاقات الشخصية، لم يكلمني أحد منهم، أو يقول لي إلي أين تذهب ومين أين أتيت، كانوا يجلسون فقط علي الأرض و يقولون لاحول ولا قوة الا بالله و يدعون الله، حتي دخلت الي الميدان ووجدت الناشط عبدالرحمن عز يتكلم علي المنصة وفهمت وقتها ما الذي حصل .

بالنسبة لليوم اللي ذهبت فيه الي سيدي جابر، أخبرنا عنه أكثر، هل كنت نازل للتظاهر أم مقابلة الأصدقاء أم رؤية الوضع ؟
لم أنزل ابدا بنية أني ضد النظام، أنا نزلت لأنك تقولي لي أنك تقوم بثورة في الميدان، فأنا نازل لكي أراك وأري ما الذي تريده، فأنا وقتها لم أكن أعلم أي الطرفين هو الصح، فأنا كنت نازل بنية أروح سيدي حابر أشوف الناس دماغها أيه وبكره أروح رابعة أشوف الناس الأخرى عايزه أيه .

هل من الممكن أن تكلمنا أكثر عن الناس في سيدي جابر، كنت تقول أن هناك ناس لها مطالب غريبة، اذكر لنا أمثلة من هذه المطالب ؟
 رأيت أشخاص أعرفهم فسألتهم لماذا نزلتم فقالو لي لأننا نريد شفيق، طيب أنت نازل تعمل ثورة عشان تجيب شفيق – يضحك مهند – ، وسمعت هذه النقطة من أكثر من شخص أعرفه شخصيا بالمناسبة، طيب وأنت عارف شفيق ده أساسا عشان تجيبه، بعض هؤلاء الناس انقلبوا الي ربعاويين بعد ذلك، ولكن وقتها كان هذا هو أحد الأسباب التي قررت بسببه أني لن أبقي مع أشخاص نازلين علشان يجيبوا شفيق. بعض الناس كانت نازلة عشان بتقول أن المية بتقطع عندهم، وهذه مطالب طبيعية أن الناس يكون عندها ماء وكهرباء، ولكن أنك تنزل لتقوم بثورة كاملة وتشيل النظام وتغير الحكومة عشان المية بتقطع عندك فاعتقد أنه كان مطلب غريب .

كيف استفاق هؤلاء الناس لاحقا ؟
هم لم يتحولوا الي ربعاويين بنسبة قوية، بمعني أنهم أصبحوا مؤيدين بقوة للثورة ، ولكنهم بدأوا يتكلموا مثلا أن السيسي يقتل الناس، هم من البداية كانوا نازلين مش عارفين ليه، والان تغيروا ليس بسبب الاقتناع بالثورة، ولكنهم يقولون أننا لم نشاهد يوم عدل من ساعة السيسي ما جاء للحكم، أو بعضهم ممن لهم أصدقاء كثيرون اعتقلوا أو ماتوا في الاحداث فهو قد رأي الظلم ليس بعينه ولكنه شعر به وصعب عليه الناس .

ماهي علاقتك الأن بهؤلاء الأشخاص، هل ما زلت تعرفهم أم قاطعتهم أم ماذا حدث؟
أنا لأ أتكلم مع أحد منهم مطلقا، فمع دخولي المعتقل تغيرت حياتي تغييرا جذريا. 

هل أنت الذي قطعت العلاقة معهم، أم هم اللذين قطعوا معك، وهل في ناس منهم تتواصل معاك حتى الان؟
بعضهم يتواصل معي لمجرد الاطمئنان .

ما أقصده أن هؤلاء كانوا أصدقاؤك المقربين في وقت ما، والأن انقطعت علاقتك بهم تماما
نعم بالفعل ، أنا الذي بعدت عنهم، لأنك عارف لما تبقي قاعد مع واحد صاحبك، وأنت طالع عينك في السجن ومتبهدل وصاحبك لسه ميت قدامك وكل يوم تنزل تتبهدل وجسمك ملئ بالخراطيش، وفي الأخر يأتي شخص  منهم ويقول لك أيه اللي وداكم هناك !!

نرجع لاعتصام رابعة، هل تعرفت على أشخاص أخرين غير الاثنين اللذان كنت تعرفهما، وماهي المدة التي قضيتها في اعتصام رابعة ؟
نعم تعرفت على عدة أشخاص بالاعتصام بالإضافة الي أنني قابلت بعض الأصدقاء الأخرين هناك، كان اعتصامي على فترات متقطعة، فكنت أنزل الاسكندرية أكثر من مرة بسبب أن والدتي كانت تقلق جدا علي. وتسبب  نزولي المتكرر في عدم حضوري معظم الأحداث الكبيرة بالاعتصام .

ماهي شهادتك على اعتصام رابعة بشكل اجمالي ؟
انا فعلا عندما كنت أدخل اعتصام رابعة، كنت أحس بشعور لم أحسه قبل ذلك، لا أدري لماذا، لن أكذب عليك فحتي وقت الاعتصام كنت مقصر في موضوع الصلاة، ولكن داخل رابعة لم أكن أترك فرض الحمد لله، فبدأت أتغير وأتحسن بشكل غير مباشر بداية من اعتصام رابعة، أما من ناحية المعتصمين فأتمني من الله أن يجمعني بهم ثانية، صحيح أني لا أعرفهم شخصيا ولكني أتمنى فقط أن أراهم وأتعامل معهم .

هل نستطيع القول أن اعتصام رابعة كان بداية عودتك للطريق الصحيح ؟
نعم وبقوة أيضا، وذلك رغم أن الاعتصام كان متعب جدا جسديا، فكان هناك الصيام والشمس والمسيرات ولكن رغم ذلك كنت سعيد لدرجة أني في أحد الأيام ذهبت مع أصدقائي الي مارينا فشعرت وقتها أني غير مرتاح نهائيا، وأني أريد أن أرجع الي رابعة سريعا، وأني أريد أن ينتهي هذا اليوم سريعا، رغم التعب الموجود في الاعتصام إلا أنه كان جميلا، فكنت تعبان ولكن سعيد.
 

تجربة مجزرة سيدي جابر 5-7

بخلاف رابعة ماهي الأحداث الأخرى التي حضرتها ؟ وماذا حدث لك فيها ؟
يوم 4-7 نزلت إسكندرية من رابعة، ورأيت أهلي وكنت عائد في اليوم التالي إلي رابعة وهو يوم 5-7، وعندما كنت في محطة قطار سيدي جابر لم أكن أعام أن هناك مظاهرات في منطقة سيدي جابر، وأنا داخل الي المحطة شممت رائحة غاز كثيرة خارج المحطة، وكان مازال هناك وقت على موعد القطار، وكان من المفترض أني مسافر مع صديقي الاثنين اللذان أعرفهما من الاعتصام، فذهبت واشتريت التذاكر وخرجت لكي أجلس على قهوة خارج المحطة وأفطر وأشرب أي مشروب وأنتظر قدوم أصدقائي .

عندما خرجت من المحطة وجدت اطلاق للغاز المسيل للدموع، وشرطة بأعداد كبيرة لم أكن متخيلها، ووجدت البلطجية والشبيحة وهم يعتدون علي أحد الأشخاص الذين أمسكوه بعنف وهم يهتفون أمسك ده اخواني، وتسألت وفتها وكيف عرفتم أن هذا من الإخوان، وإذا كان هذا من الإخوان ما الذي جاء به الي هنا، فأخذت شنطة ملابسي الثقيلة التي كنت قد قررت أن أذهب الي اعتصام رابعة بها لأول مرة بالإضافة الي الكاميرا البروفيشنال التي كانت معي وقتها، وعندما نظرت بعيدا وجدت أن هناك تجمع كبير من المتظاهرين وقوات الجيش والداخلية تقوم بضربهم، كنت أريد الذهاب اليهم ولكني لا أدري كيف، بالإضافة الي هذا الشعور الداخلي أن كل من حولي من البلطجية والداخلية يعرفون أني من الطرف المقابل لهم .

قمت باللجوء الي الشوارع الجانبية البعيدة ومشيت حتي محطة كليوباترا حتي استطيع فقط العبور إلي ناحية المتظاهرين، كانت هناك قهوة عند محطة الترام فذهبت اليهم وتركت عندهم الشنطة بحجة أنها ثقيلة وأني سأذهب الي مشوار وسأعود لأخذها منهم، وأخذت الكاميرا علي كتفي وذهبت الي الاشتباكات، كان الوقت قبل صلاة العصر تقريبا وعندما بدأت الشمس تغرب أصيبت بخرطوش في رقبتي، ومازال هذا الخرطوش موجود في رقبتي حتي الان، حتي أنه كان من المفترض أن أقوم بعمل أشعة رنين مغناطيسي أول أمس ولكني لم أستطع بسبب هذا الخرطوش، عندما أخذت هذه الخرطوشة وجدت أحد يقوم بحملي ونقلي الي عربية الإسعاف ، كان الموضوع سهل وقتها .

ثم قاموا بنقلي الي المستشفى الأميري، وهناك في المستشفى وانا نازل من الإسعاف قام بعض الأشخاص بأخذ الكاميرا مني وهددوني أنهم سيسلمونني للأمن، ولم يقم أي شخص بعمل أي علاج طبي لي، حتي أن هناك طبيبة جاءت وسألتني أنت من أي ناحية، فأخبرتها أني كنت من الناحية التي يتواجد فيها الأخوان فقالت ماشي وتركتني وظللت حوالي ربع ساعة في الغرفة بمفردي حتي قررت الانصراف بدون أي يستخرج أحد الخرطوش، وذلك عندما سمعت صوت دوشة بالمستشفى، وعرفت أن هناك أشخاص مؤدين السيسي عرفوا أن بالمستشفى ناس من ناحية الأخوان يتم علاجهم، فجاؤوا بالسيوف للتعدي عليهم فقمت بالمغادرة فورا بدون تفكير

رجعت الي الميدان بعدها لكي أخذ حقيبتي فوجدت أن المدرعات بدأت في الدخول للميدان وبدأوا في اعتقال من تبقي، كان يبدوا علي أثار الدماء فدخلت أحدي الصيدليات، وضمدت الجرح، ثم جلست على القهوة قليلا ثم عدت الي البيت .
 

تجربة مجزرة سموحة والاعتقال الأول

هل هاك أي أحداث أخري حضرتها ؟
حضرت يوم مجزرة سموحة واعتقلت يومها .

كيف حدث ذلك وهل كان هذا أول اعتقال لك ؟ كم مرة تم اعتقالك ؟
كانت أول مرة اعتقل فيها، أنا دخلت مديرية الامن معتقلا 3 مرات، ومكثت لفترات طويلة مرتين فقط لأن خرجت بعد اعتقالي يوم مجزرة سموحة بيوم واحد .

احكي لنا عن اعتقالك يوم مجزرة سموحة 
كان يوم تشييع جنازة الشهيد أحمد مدني، خرجنا من القائد إبراهيم ومشينا حتى ميدان علي بن أبي طالب بسموحة، بدأ الهجوم من البلطجية في البداية عند نفق الابراهيمية على ما أتذكر، ثم بدأ الهجوم من الجيش والشرطة، وفجأة وجدنا المدرعات تتجه الينا بسرعة ولم أكن أعلم إلى أين أذهب، كنت قريبا جدا من المدرعات، ولم أستطع الحاق بالمظاهرة، فدخلت الي أحد البنوك أنا وحوالي 25 متظاهر، واختبأنا بالبنك حتى جاء البلطجية وقوات الشرطة والجيش وكانت هناك حفلة علينا .

هل البنك كان فاتح أبوابه وكان يعمل وقتها ؟
كان موارب الباب قليلا، ولم يكن يعمل أعتقد أن الموظفين كانوا في الطابق العلوي لأن الطابق السفلي كان خاليا تماما، بعد ربع ساعة سمعنا صوت الدوشة بالخارج، نحن كنا في الأصل في حدود الثلاثين ولكن هناك خمسة اشخاص ماتوا ونحن في البنك بسبب النار التي اطلقتها قوات الجيش والشرطة علينا، كنا موجودين بالبنك ومعنا خمسة قتلي بالإضافة الي المصابين، وكانت أرضية البنك مليئة بالدم، فكان من الواضح أن هناك متظاهرين مختبئون بالبنك . 

تجمعت القوات خارج البنك وكان بهم قوات خاصة وشرطة والعديد من التشكيلات، وأخبرونا أنهم سيقتحمون البنك وأنه اذا كان هناك بيننا أشخاص مسلحون فليستسلموا، ولم يكن بيننا أي شخص مسلح، وعندما دخلوا ربطوا أيدينا وارجلنا بالأسلاك بقوة، وقام أحد المخبرين أو أمناء الشرطة بقطع سلك أحد ماكينات البنك وقام بضربنا به، ثم أخرجونا من البنك باتجاه المدرعات وفي هذا الوقت لم يسلم أحد من اعتداء البلطجية بالمطاوي والأسلحة البيضاء علينا، فقد اعتدي أحد البلطجية عليا بمطواة في رقبتي، وهناك أحد الأشخاص اعتدوا عليه بمطواة في بطنه وبعضهم في الدماغ وبعضهم بالشوم وذلك حتي وصلنا الي المدرعة وركبنا بها .

هل تم تخييط الجرح الذي في رقبتك ؟
نعم خيطته وكان حوالي 10 غرز .

ماذا حدث بعد ذلك ؟
ذهبنا الي مديرية الأمن وجلسنا معصوبي الاعين ومقيدين لساعات طويلة، وتم اعتقال أشخاص أخرون حتى بلغ عددنا 176 او 175 شخص وهو اسم القضية ” قضية الـ 175″ حسب ما أتذكر، ومازالوا موجودين بالسجن حتى الان، ولكني لأني كنت قاصر وقتها فتم اخلاء سبيلي أنا وأربعة اخرون تقريبا، ولم يكن هناك مكان في المديرية لاحتجاز كل هذا العدد لأن معتقلي مظاهرة فض رابعة بالإسكندرية كانوا لايزالون موجودين فقاموا بترحيلهم من اجل افراغ مساحة لنا.

أخبرنا عن هذا اليوم الذي قضيته بالمديرية ؟ 
اليوم كان كله ضرب الصراحة، ولم يكن هناك مكان يكفي لاحتجازنا بالمديرية فغرف الاحتجاز مليئة، فقاموا بوضعنا في الممر ونحن مقيدين طوال الوقت حتى اليوم الثاني الساعة التاسعة صباحا عندما بدأوا في تدوين اسمائنا .

هل تم عرضك على النيابة ؟
لا لم يتم عرضي على النيابة أنا ولا الأربعة القصر الذين تم اخلاء سبيلهم معي، ولكن باقي المحتجزين تم عرضهم .

هل أحضروا أحدا ليعالجكم من الإصابات التي تعرضتم لها ؟
كلا لم يحضروا لنا أي شخص يعالجنا مطلقا .

بالنسبة للمظاهرات التي شاركت فيها لاحقا ، هل كنت مجرد مشارك عادي أم أنه كان لك دور أكبر كالتصوير مثلا أو أي شيء أخر ؟
لا كنت مجرد مشارك عادي .

هل حضرت فض اعتصام رابعة ؟ وهل هناك أي أصابات اخري تعرضت لها ؟
وقت فض اعتصام رابعة كنت بالإسكندرية، وشاركت في المظاهرات والاشتباكات في منطقة الشاطبي وكان يوم صعبا، بالنسبة للإصابات فأن ما تبقي منهم هو أصابة يوم سيدي جابر ويوم مجزرة سموحة، أصبت عدة مرات لاحقا بالخرطوش في ظهري ومرة في وجهي، ولكن لأنهم كانوا من مسافة بعيدة فكانوا يسقطوا بعد يوم او يومين .

بالنسبة لأصدقائك الجدد هل استشهد أو أصيب أو اعتقل أحدهم ؟
كل أصدقائي حاليا تقريبا إما معتقلين أو مطاردين، أستاذي حسن همام استشهد يوم فض اعتصام رابعة، وصديقي عبد الرحمن مصدق استشهد عندما كنت في المعتقل، باقي أصدقائي كلهم تقريبا معتقلين، فأنا عندما دخلت المعتقل قمت بتغيير كل أصدقائي القدامى، وقمت بالتعرف على أصدقائي الجدد داخل المعتقل، وخرجوا معي فكنا 45 شخص تم الافراج عنهم مرة واحدة، ثم عرفوني على أصدقائهم، ثم اعتقلوا مرة ثانية ،والان كل أصدقائي إما معتقلين، أو مغتربين بسبب السياسة أو مطاردين داخل مصر .
 

تجربة الاعتقال الثانية

بالنسبة لتجربتي الاعتقال الطويلتين احكي لنا عنهم ؟
أول مرة كانت يوم الجمعة 27-12-2013 كنت أمشي في مظاهرة بسيدي بشر بعد صلاة الجمعة، وبعد انتهاء المظاهرة جاءت الشرطة وقاموا بعمل كمين، وكنت أمشي أنا وصديقي فادي ومتجهين ناحية مبني حي سيدي بشر، ولم نكن نعلم ان تشكيل القوات يقف هناك، استوقفنا الكمين ولم يكن معنا سوي شنطة بها شاحن الموبايل وآيس كاب، وبعد أن انتهوا من تفشينا قال لنا الضابط شكلكم مش عاجبني، وشكلكم كنتم في المظاهرة، وقاموا بوضعنا داخل عربية ميكروباص تابعة لهم، واعتدوا علينا بالضرب، ثم أنزلونا ونقلونا الي عربية الترحيلات، وقاموا باللف بنا طوال اليوم بالعربية، وكنا حوالي 35 معتقل من المظاهرة ذهبوا بنا ناحية فندق المحروسة التابع للقوات المسلحة، وظللنا هناك واقفين داخل عربية الترحيلات، وفي نهاية اليوم حوالي الساعة الواحدة صباحا ذهبوا بنا الي مديرية الامن، ثم بدأت معنا تحقيقات الامن الوطني وتم تعذيبي اثناء التحقيق باستخدام الكهرباء تحت ابطي، وبعد انتهاء التحقيقات أنزلونا جميعا وأدخلونا في زنزانة حبس انفرادي واحدة .

كيف أدخلوكم كلكم في زنزانة حبس انفرادي واحدة ؟
لم يكن بالزنزانة مكان واحد لكي يقف الواحد فيه، وكان دخولنا وحشرنا  صعب جدا، بل حتى أن اغلاق الباب علينا كان صعب عليهم لكثرة العدد، ظللنا بهذه الزنزانة الضيقة لمدة يومين كاملين ثم نقلونا الي زنزانة الجنائيين بالمديرية وجلسنا هناك لمدة يومين او ثلاثة أيام.

انت كنت قاصر وقتها وهذا مخالف للقانون على حد علمي أن يتم احتجازك مع جنائيين، أو حتى مع أشخاص بالغين .
أعتقد أن هذا كان غير قانوني بالفعل .

ماذا حدث بعد ذلك وكيف كان الوضع في حجز الجنائيين ؟
حجز الجنائيين .. كانت غرفة في غاية القذارة، ولا يوجد بها أي نوع من أنواع النظافة، والرائحة كريهة جدا هذا أولا، ثانيا الجنائيين الموجودين تم القبض عليهم قريبا، والمديرية أول مكان يذهبون اليه فتخيل انك تجلس مع شخص لسه مرتكب جريمة سرقة أو قتل أو اغتصاب، أما ثالثا فهو الوضع بالليل عندما كانوا يبدؤون في شرب الحشيش والمخدرات داخل الزنزانة التي مفروض أنها بمديرية الامن، بالإضافة طبعا الي التكدس الكبير الذي لا تستحمله الزنزانة، ومشكلة أيجاد مكان للنوم، أنا قضيت بالسجن 11 شهر بشكل اجمالي لم يمضي علينا يوم واحد لم نواجه فيه مشكلة أيجاد مكان للنوم الا فقط عندما كان يتم أخذي الي الحبس الانفرادي عندما تكون هناك مشكلة بالسجن، غير ذلك فان كل يوم من الـ 11 شهر كان به مشكلة مكان النوم .

أين ذهبتم بعد زنزانة الجنائيين ؟
نقلونا الي زنزانة السياسيين، وكان نفس الوضع من ناحية التكدس الكبير لدرجة أنك مش عارف تدخل الزنزانة، وعندما دخلت وجدت أحد أصدقائي الاثنين الذين كنت أعرفهم في رابعة كان قد تم اعتقاله قبلي بسبعة أيام فقط .

هل هو من نفس سنك أم أكبر أو أصغر ؟
أكبر مني بحوالي 4 سنوات .

ماذا حدث بعد ذلك ؟
مكثنا بالمديرية حتى يوم 26 -1 – 2014 ثم تم ترحيلي الي مؤسسة الاحداث بكوم الدكة انا وكل القاصرين .

هل تم التحقيق معك من قبل النيابة ؟
نعم تم التحقيق معي بعد يوم من القاء القبض علينا بالمديرية، وقام وقتها وكيل النيابة بضربي .

ضربك !! ولماذا ضربك ؟ ألم يكن معك محامي وقتها ؟
قام بضربي لأني كنت أرد على اسئلته بإجابات مستفزة، وعندما سألت لاحقا عرفت أنه كان ضابط سابق بأمن الدولة، كان معي محامي تابع لأحد المراكز الحقوقية في البداية، ثم انسحب احتجاجا على توجيه وكيل النيابة شتائم نابية لي، وأصبحت بدون محامي، ولكنهم أحضروا محامي تابع لهم لاحقا، وكان هذا المحامي يتكلم ضدي دوما بالتحقيق، فمثلا عندما يسألني وكيل النيابة سؤال وأجاوب عليه كان هذا المحامي يتوجه بالسؤال الي ويقول طب ازاي أصلا .

ماهي التهم التي وجهت لك ؟
كانت أكثر من تهمة غريبة وغير معقولة مثل أن وكيل النيابة أخبرني أني متهم بقتل مجندين، وهذا ما جعلني أرد عليه بردود مستفزة، مثلا عندما كلمني عن قتل الجنود قلت له أيوه عندما كنت بلعب لعبة Cross Fire،وذلك استفزه جدا، وقام بمسكي وجذبي بشدة وضربني في كتفي عدة مرات، كنت أعتقد أن هذا أمر عادي وأن من حقه أن يفعل هذا مثل باقي الضباط، ولكن عندما نزلت الي الحجز بعد التحقيق وحكيت لباقي المعتقلين استغربوا جدا وسألوني ألم يكن معك محامي، وكيف قام وكيل النيابة بالاعتداء عليك، واكتشفت أن هذا ليس من حق وكيل النيابة ولا من حق الضابط أساسا .

ما هو مصير هذه القضية ؟
تم عمل قضيتين لي في هذا اليوم، الأولي وهي التظاهر وباقي التهم الجاهزة، والقضية الثانية هي حيازة فرد خرطوش وهي مازالت محفوظة بالمحكمة ومسجلة هناك .

هل كان معك بالفعل فرد خرطوش عندما قبضوا عليك ؟
لم يكن معي سوي شنطة بها شاحن الموبايل والايس كاب بالإضافة الي أن صورة كافر الموبايل كان عليها شعار رابعة .

كم قضيت بالمعتقل في هذه القضية ؟
أنا اعتقلت يوم 27 – 12 – 2013 وخرجت يوم 3 – 4 – 2014

ما الذي حدث في مؤسسة أحداث كوم الدكة ؟
كانت المعاملة هناك قذرة جدا، والضباط الذين كانوا هناك حديثي التخرج، وكانوا يرونا عيال صغيرة أمامهم، فكانت الاهانات سيئة جدا، كان هناك في إحدى الليالي لم أكن نائما وكان الضابط يريدني أن أنام فقام بتكديري بأن أحضر جردل مياه قذرة من الحمام، وسكبها على الأرض، وجعلني أزحف فيها، وضربني بخرطوم مثل خرطوم الجنينة الأبيض ووثقت هذا كله في الرسائل المنشورة التي كنت أرسلها من داخل المؤسسة

موضوع الشتيمة والزحف كان يوميا حتى يوم 16 – 3، تجمعنا يومها وقررنا أنه لن يذهب منا أي شخص الي مؤسسة العقابية بالقاهرة، وأننا لن نسمح لأي أحد أن يعتدي علينا بالضرب أو الإهانة، وسنغلق الباب علينا غدا، ولن نسمح لأحد أن يدخل علينا الزنزانة بسبب تكرار اهانتهم لنا ونحن مسجونين .

جاء الينا يومها ناصر العبد مدير مباحث إسكندرية ومعه قوات خاصة وهددونا بانهم سوف يضربونا بالنار وضربوا علينا غاز في الممرات، والدتي في هذا اليوم كانت آتية لزيارتي فاعتدي عليها رجال المطافئ بالضرب بخرطوم المطافئ مما أدي الي حدوث خلع بعظمة كتفها، كان هذا يوم 16- 3 في اليوم اللي بعده أدركوا أن هناك تمرد بدأ يحصل داخل المؤسسة، فاختاروا 40 شخص وأرسلوهم للمديرية بملابسهم فقط وبدون أي متعلقات شخصية كنوع من التكدير ولكي يستطيعوا السيطرة علينا أكثر وكنت أنا واحد منهم وأخبرونا انه سيتم عمل محضر لنا وقضية جديدة بسبب التمرد . 

ظللنا هناك بالمديرية نحن الأربعين في زنزانة واحدة ممنوعة عنا الزيارات، وممنوعين من الخروج، فقمنا بعمل اضراب كلي عن الطعام، وقاموا بعدها بإخلاء سبيل 40 شخص من المديرية، ومن أحداث كوم الدكة في إحدى جلسات المحاكمة يوم 3-4، وكنت واحد منهم، وكان القرارات مختلفة، وكان قراري اخلاء سبيل بكفالة 10 الاف جنيه على ذمة القضية، وبعد أن خرجت تم الحكم علي غيابيا بالسجن لمدة خمسة سنوات .

هل تود أن تخبرنا بشيء أضافي عن هذه الفترة من الاعتقال ؟
عندما قمنا بعمل الاضراب الكلي عن الطعام كان له تأثير كبير علي الداخلية، فكان يأتي الينا يوميا حكمدار المدينة، ويتكلم معنا، ويطلب منا فك الاضراب، ويهددنا أحيانا، وكانت الزيارات ممنوعة عنا، ولكن بعض الأهالي كانوا يستطيعون الدخول للزيارة، فكان الضباط يطلبون منهم أن يطلبوا من أبنائهم فك الاضراب، وفي إحدى المرات وكنت قد أبلغت أهلي ألا ترسلوا الي سوي الماء، وعندما استطاعوا ادخال الماء لي في أحد المرات قام الضابط بتعنيفهم، وقال لهم أنكم تساعدوهم ليحدثوا الضرر بأنفسهم، واطلبوا منهم أن يفكوا الاضراب بالإضافة الي تهديدات بعمل محاضر وقضايا جديدة لهم بسبب الاضراب .

لماذا كان لديهم كل هذا الخوف من اضرابكم عن الطعام؟ أقصد أن الصورة لدينا أن الداخلية لا تبالي بإضراب المعتقلين عن الطعام، وأن اشخاص مثل محمد سلطان وعبد الله الشامي ظلوا فترة طويلة مضربين عن الطعام بدون أي تحرك واضح من الداخلية ؟
لا أعلم لماذا الحقيقة، ربما لأننا كنا قصر، وربما لأن موضوع الإضرابات كان مازال في بدايته وكان الدعم الإعلامي الخارجي موجود، ولكني أعتقد أنهم أصبحوا لا يبالون بالإضراب حاليا، فالأن الناس تموت في السجون والمعتقلات ولا يتحركون .

هل كان الدعم الخارجي عاملا من عوامل نجاح اضرابكم ؟
أعتقد ذلك، وللعلم فان معظم حالات الاضراب التي اشتهرت في الاعلام اثناء اضرابها هي من تم الافراج عنها، ولكن هناك حالات اضراب اخري عديدة تجاوزت السنة ولكن لم يتكلم عنهم أحد لذلك فهم لايزالون رهن الاعتقال، عموما أعتقد أن النظام وصل لدرجة من القباحة أنه لم يعد يبالي بالأضراب، فالناس كما قلت لك تموت الان في السجون، عندما ذهبت الي برج العرب في الاعتقال الثالث رأيت ناس يموتون من الإهمال والتعذيب وتدخل القوات لتكدر باقي المعتقلين لكي لا يقومون بإزعاج الحراس والمطالبة بعلاج المصابين ووقف الانتهاكات .

كم استمر هذا الاضراب ؟ وكيف كانت حالتك الصحية وقتها ؟
استمر الاضراب من يوم 16 -3 حتى يوم الافراج 3-،4 وكانت حالتي الصحية جيدة إلى حد ما .
 

تجربة الاعتقال الثالثة

بالنسبة للاعتقال الثالث والأخير .. أخبرنا عن هذه التجربة ؟
يوم 21 -1 -2015 كنت قد انتهيت من أحد دروسي الخصوصية وكنت أمشي مع ثلاثة أصدقاء عند شارع الإذاعة بفلمنج، كنا نعلم أن هناك مظاهرة في هذا المكان، وكنا قد وصلنا قبل موعد المظاهرة، وفجأة وجدنا اثنين من أمناء الشرطة يجرون باتجاهنا وهم يصوبون المسدسات الي وجوهنا، ثم أوقفونا وبدأوا بتفشينا، كانت حقيبتي مليئة بالكتب الدراسية فقط، ولكنهم أخذونا الي التشكيل في الجانب المقابل وقام الضباط بتفيشنا هذه المرة ولم يجدوا شيئا سوي الكتب الدراسية، وفتشوا الموبايلات ولم يجدوا بها شيئا أيضا، سألنا أحدهم هل أنتم قادمون من أجل المظاهرة التي هنا، فرددنا عليه أي مظاهرة !!، فقال شكلكم قادمون فعلا للمظاهرة فأخذونا نحن الأربعة الي البوكس، وكان الثلاثة الذين معي قصر وانا الوحيد غير القاصر، أول ما وضعونا في البوكس قاموا بتقييدنا وتغطية أعيننا، لم يكن المكان بعيدا عن قسم شرطة حي الرمل أول ومكثنا حوالي ربع ساعة بالبوكس .

قام أحد زملائي بسؤال فرد الشرطة الذي كان معنا ماذا سيحدث لنا ؟ فقال سوف نأخذكم الي القسم، ونقوم بعمل تحريات عنكم، وإذا كان لا علاقة لكم بالمظاهرة سيتم إطلاق سراحكم، فسأله ولماذا تعاملونا بهذه الطريقة وتغطوا اعيننا وتقيدونا، فما كان من فرد الشرطة سوي أن ضرب صديقي بالقلم على وجهه. ثم أخذونا الي القسم وأول ما دخلنا سمعنا من في القسم من أمناء وضباط يقولون عنا هم دولا اللي عملوا وفجروا، وقاموا بمسك الكراسي الخشبية والخراطيم وضربونا بها علي أدمغتنا وعلي أجسامنا، ثم أدخلونا غرفة وجعلونا نقف ووجوهنا الي الحائط ونحن مقيدين الايادي والارجل ومعصوبي الأعين، وقاموا بالاعتداء علينا بالضرب بالكراسي الخشبية وبظهور المسدسات علي أظهرنا بالإضافة الي الضرب بالأقلام والقفيان والشلاليط والشتيمة بأقذع الشتائم، وقاموا بخلع التيشرتات التي نلبسها، وكنا في الشتاء وقتها واستمروا في ضربنا لمدة حوالي 3 ساعات وبدأنا نسمع أصوات لناس أخرين يتم ضربهم بالكراسي ويصرخون واكتشفنا لاحقا أنهم أشخاص أخرون تم اعتقالهم بعدنا، ثم بدأوا في أخذنا واحدا تلو الأخر للعرض علي الأمن الوطني .

كيف كانت حالتك وقتها يا مهند ؟ هل كنت خائف أو منهار أو صامد مثلا ؟
كنت قد اتسجنت قبلها لمدة أربعة شهور، فكان لدي معرفة قليلا بما سوف يجري وكنت قد تعرضت للتعذيب مسبقا فكنت مهيئ له، وكنت أنوي ألا استجدي ضابط الامن الوطني، أو اطلب منه الافراج عني، لأني كنت أعلم أنه سيقوم في النهاية بترحيلي الي السجن، وذلك خلافا لأصدقائي الثلاثة الذين كانوا معي فكانت أول مرة لهم، وكانوا يعتقدون أنهم سيفرجون عنا، ولكني قد أقول كيف يعتدون علينا كل هذا الاعتداء ثم يقومون بالإفراج عنا فكنت مقتنع اننا سنترحل للسجن .

ماذا حدث لك في عرض الأمن الوطني ؟
دخلت الي الضابط وقالي لي أن كل أصدقاؤك قد اعترفوا عليك، وكان مقتنع أني قد سافرت لسوريا وقاتلت هناك، وكان يريد مني الاعتراف علي بعض الأشخاص الذين قابلتهم لأول مرة في السجن، وقام بعرض بعض صورهم علي وسألني متي تعرفت عليهم وماهي العمليات التي قمت بها معهم، وأنكرت كل الاتهامات، فقام بخلع كل ملابسي وكان الموضوع مش ظريف ساعتها، وكان الاعتداء وقتها بشكل يؤثر علي نفسيتك أكثر مما يؤثر علي جسدك، كان اعتداء جنسي نوعا ما، وقال لي أنه صورني وهل أحب أن يقوم بنشرها علي النت، وكنت وقتها معصوب العينين ومربوط أثناء الاعتداء .

هل استطعت أن تعرف اسمه أو رتبته أو عدد من قاموا بالاعتداء عليك ؟
لم استطع معرفة شيء مطلقا فكنت معصوب العينين ومقيد اليدين والرجلين، كل ما استطيع تذكره هو رائحة العطر الذي كان في الغرفة فقط ، ولا أعرف كم كان العدد أعتقد أنهم كانوا أربعة أشخاص، ولكن لم استطع معرفة أي شيء اخر، حتي أني اكتشفت أنهم عندما قاموا بعد ذلك بتلبيسي الملابس قاموا بذلك بشكل مقلوب، أعتقد أن ذلك من أجل إخافة باقي المعتقلين، ولإعطائهم علامة هلي ماجري بي لكي يعترفوا سريعا .

ظللت معصوب العينين لمدة يومين كاملين، وقاموا باستدعائي للتحقيق وقتها حوالي 3 مرات، وكان البنطلون مقلوب، ورباط الحذاء غير مربوط، وكنت أتعثر في مشيتي وسقطت أكثر من مرة . أخذونا في اليوم الثالث للعرض علي النيابة الجزئية بمحكمة المنشية وصدر القرار بحبسي احتياطيا لا أتذكر 4 أم 15 يوم، وقاموا بترحيلي الي المديرية ثم الي سجن برج العرب أول ما دخلت السجن كانت المعاملة زي الزفت وأجبرونا علي عمل حمام مثل الناس الجنائيين، لأن بعض الجنائيين يقومون بإخفاء بعض الممنوعات في بطنهم أو فتحات اجسامهم فيجبرونهم علي عمل حمام بينما يقف أحد أفراد الشرطة خلفك ومعه مكنسة وخرطوم الماء ليكتشف أي شيء يخرج منك .

ثم نقلونا الي زنزانة الجنائيين أنا وأحد أصدقائي اسمه نور الدين كنا نحن الوحيدين السياسيين في وسط الجنائيين، وذلك لمدة أسبوع وكانت التهمة الموجهة لنا حيازة زجاجات حارقة بغرض قطع الطريق، والقيام بقطع الطريق أمام كنيسة جناكليس، بالإضافة الي الاعتداء علي ضابط الشرطة الذي قام باعتقالنا أثناء تظاهرنا وقطع الطريق، بالإضافة الي حيازة أسلحة بيضاء وشماريخ وألعاب نارية .

بعد أسبوع تم نقلنا الي زنزانة جديدة من ثلاثة زنازين تم تفريغهم من أجل المعتقلين السياسيين، وكانت زنزانة ضيقة وكان عددنا يتجاوز الثلاثين لدرجة أننا كنا نجد المشكلة المتكررة يوميا في مكان النوم، وحتى أيضا دخول الحمام كانت هناك مشكلة كبيرة وكانت المعاملة زبالة جدا داخل المعتقل .
 

تجربة الإصابة بالسرطان

أحكي لنا عن تجربة مرضك بالسرطان وأنت داخل المعتقل ؟
كنا في بداية شهر 5، وتناولت الغذاء كالعادة ثم قمت بترجيع الطعام أول ما خلصت الاكل، حتي أن الأكل لم يتم هضمه من الأساس، وحاولت أن أكل مجددا، ولكني رجعت الاكل مرة أخري، وعندما جاء الليل قمت بشرب بعض الماء ولكني رجعتهم أيضا، اعتقدت وقتها أن الموضوع عادي وبسيط، وفي اليوم الثاني وقت الإفطار وجدت نفسي غير راغب في الاكل نهائيا، وكذلك وقت الغداء أكلت أشياء بسيطة جدا وقمت بترجيعها، واليوم الثالث كان نفس النظام، وفي اليوم الرابع لم أكن أستحمل حتي الماء وكنت أقوم بترجيع الماء كلما شربت أي كمية صغيرة منه، من بداية اليوم الخامس ظهرت السخونية عليا التي لا تنخفض، قمت بتبليغ المسئولين أني أريد الذهاب الي مستشفى السجن للكشف وأخذ العلاج، مستشفى السجن هذه كانت تبعد عن زنزانتي حوالي عشرة أمتار ولم يسمحوا لي بالذهاب اليها إلا بعد حوالي ثلاثة أسابيع كاملة .

ألم تستطيع الذهاب اليها أثناء فترة التريض التي كانوا يقومون بفتح الزنازين فيها ؟
كانوا يفتحون علينا الزنازين لمدة ساعة في الصباح، وكنت أذهب وأطلب منهم أن يتم الكشف علي فكانوا يخبرونني أنهم سيقومون بالتبليغ أولا، وكانت السخونية ملازمة لي مهما أخذت من إبر أو أدوية، ولم أكن أستطيع الصلاة، أو دخول الحمام فجسمي لم يعد به ماء، كنت أبكي بالحمام وكان لابد أن يدخل معي شخص ليقوم بمساعدتي، عندما كنت أريد أن أتقلب وأنا نائم كنت أطلب ممن بجواري أن يقوم بتقليبي، وكنت أخرج لأهلي في الزيارة عبارة عن هيكل عظمي ونزل وزني حوالي 25 كيلو خلال ثلاثة أسابيع .

قلت أنك كنت تأخذ إبر للسخونية، من أين كنت تحصل عليها ؟ هل كنت تحصل عليها من مستشفى السجن ؟
كلا كنت أحصل عليها من أهلي أثناء الزيارة، وكنت أقوم بتمريرها الي داخل المعتقل لأن إدارة السجن كانوا يرفضون ادخال الابر لي .

ذهبت أخيرا الي مستشفى السجن بعد ثلاثة أسابيع، وأخبروني أني مصاب بالتيفويد، ثم أخبروني أني مصاب بالأنيميا، ثم قالوا أني مصاب بفيروس A ، وكانوا كل يوم يقولوني لي شيء مختلف، وكانوا لا يقومون بالكشف عليا ، فقط ينظر طبيب السجن الي نظرة ثاقبة ثم يخبرني باسم المرض الذي يتوقع أنه أصابني، حاول أهلي أكثر من مرة أن يطلبوا عمل تحاليل دم لي ولكن إدارة السجن كانت ترفض دوما وكانوا يقولون أن ممنوع عينة الدم تطلع بره المعتقل .

مع الالحاح المتواصل وافقوا أخيرا علي سحب عينة من دمي وارسالها للتحليل خارج المعتقل وأخبرونا أنهم سمحوا لنا بمرة واحدة فقط، أخذ أهلي العينة وذهبوا بها الي أحد معامل التحليل، قالوا لهم في المعمل أن هذا الدم به شيء خاطئ، وأن تحليل الدم غير كافي لتشخيص الحالة، كنت وقتها لا أستطيع الحركة وكانت نسبة السرطان قد وصلت في دمي الي 93% وكنت مدمر تماما حتي انني كنت لا أستطيع أن انظر الي جانبي، ولم اكن أستطيع التحكم في أي شيء بجسمي .

أخبروني في السجن أنهم سيرسلونني الي المستشفى الأميري للكشف، وكان ذلك يوم 28 -6 أي بعد أن مر شهرين كاملين بدون أي علاج، أخذوني بعدها الي المستشفى الأميري، وبعد اجراء التحاليل أخبروني أنه يجب نقلي الي عنبر أمراض الدم، ولكن لم يكن هناك أماكن في عنبر أمراض الدم، فوضعوني في عنبر أمراض الشيخوخة، ولم يكن هناك أي أحد من أهلي يعرف مكاني، وهل أنا ما زلت في السجن أم المستشفى، وقاموا بتقييدي بالكلابشات في السرير، وكنت لا أستطيع الحركة مطلقا، وبعد فترة عرف أهلي مكاني، وقضيت حوالي أربعة أو خمسة أيام في قسم أمراض الشيخوخة ثم نقلوني إلي قسم أمراض الدم .

عرف الأطباء وقتها أني مريض بسرطان الدم اللوكيميا، ولكني لم أكن أعرف ما هو المرض الذي لدي، فلم يخبرني أحد ولكنهم أخبروا أهلي بمرضي بعد عمل تحليل النخاع العظمي، كنت قد تأخرت جدا في بداية العلاج فكان قد مر أكثر من شهرين بدون علاج منذ بداية ظهور الاعراض، بدأت في تلقي جرعات العلاج الكيماوي وكنت لا أعرف أني أتلقي علاج كيماوي للسرطان، كنت وقتها في فترة تأجيل حبس الاحتياطي لمدة 45 يوم وأخذوني للعرض علي النيابة التي أمرت بتجديد حبسي 45 يوم أخر، وبعد أن انتهت الفترة نزلت جلسة عرض نيابة أخري، وكان شعري قد بدأ في السقوط بسبب العلاج الكيماوي، وكنت لا أستطيع الحركة، وكانوا ينقلوني علي كرسي متحرك ويضعوني أمام القاضي وأنا شعري واقع، وحتي وقتها لم أكن أعرف ما الذي عندي، ولكني عرفت يومها وأنا في المحكمة عندما وجدت المحامي يخبر القاضي باني مريض بسرطان الدم .

قام القاضي يومها بالحكم بإخلاء سبيلي علي ذمة القضية أنا وثلاثة اشخاص أخرين، وقامت النيابة بالليل بالطعن علي حكم اخلاء السبيل، فأخذوني لإعادة العرض في اليوم الثاني، وتم تأكيد اخلاء سبيلي، ولكن لم يتم تنفيذ الحكم الا بعد 18 يوم قضيتهم بالمستشفى وانا مقيد بالكلابشات ويتم معاملتي معاملة ميري، حاول بعض الضباط المرافقين لي إعادتي الي السجن أكثر من مرة بحجة أني مسجون ولا يجب أن أتواجد بالمستشفى، وكان يدخل أحدهم ويقوم بإجباري علي الوقوف ثم يفتشني في الوقت الذي كنت لا استطيع فيه التحرك علي السرير، كانت جميع الزيارات ممنوعة عني في المستشفى، كنت وقتها لا أستطيع دخول الحمام بمفردي ولا أن أتناول الطعام أو أقوم بتنظيف نفسي او الاستحمام بنفسي وكنت أحتاج الي رعاية من شخص أخر. 

كان أهلي يقومون بإعطاء أمين الشرطة 100 جنيه يوميا بالإضافة الي وجبة الغذاء الخاصة بالمستشفى مقابل أن تدخل أمي الي لمدة 5 دقائق لتقوم بإدخالي الحمام وتغيير ملابسي وإعطائي الطعام الذي قامت بطبخه في البيت، وكان الضابط يثور جدا اذا وجد والدتي معي خلال الخمسة دقائق، أحيانا كنت أطلب من أمين الشرطة أن يفك الكلابشات لكي أستطيع ان أكل وأنا علي السرير والمحاليل موصلة بذراعي ويدي، وكان يقوم أحيانا بفك الكلابشات ولكن الضابط كان يثور بشدة ويقوم بإعادة تقييدي بالكلابشات ويقول أن الاكل ليس مشكلته وانه لا علاقة له بهذا.

ماذا كانت رتبة هذا الضابط ؟ هل تذكر أسماء أحد منهم ؟
الضابط كان برتبة كبيرة كان يعلق علي كتفيه نسر ونجمة، كانت هناك دوريات ، أحدهم يدعي محمد عز وكان مستقصدني جدا، وكان هناك ضابط ملازم أول يدعي خالد كان نفس النظام، كان هناك ضابط لا أتذكر اسمه يقوم بتفتيش الغرفة ولا أعرف ما الذي كان يتوقع أن يجده، في أحد الأيام كانت والدتي مريضة فقام أحد أصدقائي بالذهاب اليها في المنزل واحضار الطعام الخاص بي وطلب من الضابط أن يقوم أحد أمناء الشرطة بأخذ الطعام وإدخاله لي، فقام الضابط باحتجاز زميلي وأخذ بطاقته الشخصية .

كنت مرة أقوم بعمل تحليل للدم وأمين الشرطة واقف بجانبي فقام بفك الكلابشات لتستطيع الممرضة سحب عينة الدم، فدخل الضابط وقتها وقام بالصراخ وقاله إن  أمثالي يجب أن يظلوا مقيدين بالكلابشات طوال الوقت حتى وهم نائمون، ظل الوضع هكذا حتى بعد قرار اخلاء السبيل لمدة 18 يوم الي أن جاءت أشاره الي الضباط على اللاسلكي، فقام الضابط بدخول الغرفة فجأة وقام بفك الكلابشات وغادروا وتركوني مرة واحدة. وهكذا انتهت مرحلة السجن .

هل قام أحد بإخبارك بسبب أصابتك بالسرطان، ولماذا أصبت به ؟
في البداية كنت أعتقد أن السبب هو السجن، وأخبروني الأطباء في مصر أنهم لا يعلمون سبب المرض، ولكن عندما وصلت الي أمريكا أخبرت طبيبي بكل ما حدث معي من البداية، وللأمانة قال لي أن الخلايا كانت ستصاب بالسرطان في هذا الوقت سواء كنت في السجن أو خارج السجن، وأنه لا علاقة للسجن بالتسبب في الإصابة بالسرطان، ولكن الذي حصل معك أنك خرجت متأخرا جدا للغاية، فكان من المفروض أن تذهب للمستشفى في الأيام الأولي من ظهور أعراض للتحليل وتلقي العلاج، ولكن تأخرك في ذلك لمدة شهرين أدي الي وصول نسبة السرطان في دمك الي 93%، حتي أن السبب الذي جعلني أتي الي أمريكا هو أنه لا يوجد علاج لي بمصر وأن جسمي لم يستجب للعلاج مطلقا، حتي عندما قدمت الي أمريكا لم يستجب جسمي للعلاج أيضا .

ما هو وضعك الان ؟ والي أي مرحلة وصل العلاج معك ؟
عندما كنت في مصر أخذت جرعة علاج كيماوي، وكانت النتيجة جيدة، ثم أخذت جرعة ثانية ولم يستجب جسمي للعلاج ولم تثبت نسبة السرطان حتي ولكنها زادت، كان من المفروض أن أقوم بعملية زرع نخاع، ولكن لا يمكن عمل العملية في مصر إلا إذا كان لدي أخوات، ولأنني وحيد أهلي فأخبروني أن أسافر الي الخارج لعمل العملية، وعندما جئت الي أمريكا أخبروني أني نسبة السرطان في دمي مرتفعة وأنه لا يمكنني عمل العملية وأنا في هذه الحالة فلابد من تخفيض نسبة السرطان وإلا ستصبح العملية بلا فائدة، فبدأت في تلقي العلاج الكيماوي من بدايته، ولكن جسمي لم يستجيب، وقام اللوكيميا بالهجوم أقوي، وما فهمته من الأطباء أن العلاج الكيماوي إذا لم يستجيب الجسم له فإنه يعتبر كغذاء للسرطان يجعله يهجم علي الجسم بشكل أقوي ويعتبر العلاج الكيماوي مضر وقتها، وبالتالي فليس هناك أي حل لي .

حتى أن طبيبة من قسم النفسية جاءت الي في أحد المرات وسألتني هل أريد أن أعيش وسط أهلي الفترة المتبقية لي في الحياة، أم أني أرغب في الانتحار أم ماذا أريد أن أفعل، فكان كل الكلام أنه ليس لي أي علاج، في اليوم الذي فشل فيه العلاج الكيماوي زاد المرض أكثر حتى وصل السرطان الي السائل الذي حول المخ والحبل الشوكي وتم فصل المحاليل التي بها الدواء وظللت لمدة 8 أيام لا أتناول سوي الحبوب المسكنة .

بعد ذلك من فضل الله علي أن هناك شركة أدوية اكتشفت دواء جديد، ولكنه ليس لحالتي، ولكنهم يعتبرون حالتي حالة بحثية لأنها حالة مستعصية فيقومون بتجربة الأدوية الجديدة علي بعد سؤالي وأخذ موافقتي علي ذلك، وكلموا الشركة بالفعل وطلبوا منهم أن يقوموا بتجربة الدواء علي، وعرفت بعدها أن هذا الدواء الجديد لا يأخذه سوي ثلاثة أشخاص فقط في مدينة نيويورك، أخبروني أن هناك نسبة أمل في العلاج 20%

أنا لا أعلق أمال كبيرة علي هذا الدواء، ولكني أترك الموضوع علي الله، بدأت في تلقي هذا العلاج مؤخرا وتم حجزي في العناية المركزة لأن الاثار الجانية للعلاج كثيرة جدا، فانا في العناية المركزة استعدادا لأي شيء قد يحدث لي ففي بعض الأوقات أكون جالسا وأصيب بالإغماء فجأة، ومن الاعراض الجانبية للعلاج الإصابة بالصرع، بالإضافة الي بعض المشاكل الأخرى المتعلقة بالمناعة فلا استطيع مثلا الذهاب الي الحمام بسبب المناعة وممنوع أيضا من التحرك من السرير وطوال الوقت أكون دائخ ومشتت، ولكن حظي حلو اليوم اني مركز واستطيع الكلام .

ماهي توقعاتك بالنسبة للشفاء من المرض ؟ 
أنا شيلت موضوع أني سأشفي أم لا من دماغي، وتركتها هكذا، ولكن أحاول انه حتى ولو كان هذا أخر وقت في حياتي فلن أعيشه مستسلما، وسأحاول بقدر استطاعتي أعمل الذي أقدر عليه، ليس الموضوع محاربة المرض لأني اريد أن أعيش، ولكن لأني أتكسف من نفسي أن تنتهي بهذه الطريقة .

أخبرنا عن حملات التضامن معك وكيف كان أثرها عليك ؟
بالفعل هناك ناس كثيرون من كل مكان تواصلوا وتضامنوا معي، يكلمني أشخاص من استراليا ومن الجزائر ومن المغرب، أشخاص عمري ما عرفتهم نهائيا، ولا يعرفوني، ولا يعرفوا أصدقاء مشتركين بيننا، وهنا في أمريكا أشخاص كثيرون يأتون لزيارتي وأنا لا أعرفهم ولا هم يعرفوني، أنا ممنوع عني الزيارة حاليا، ولكن كان ذلك عندما كانت الزيارة متاحة، أشخاص كثيرون يكلمونني لأنهم يرغبون في أن يأتوا الي لمساعدتي، وأيضا الناس في مصر كذلك فأكثر من صديق كلمني أو بعث لي بصورة ويقول كنت أمشي في الشارع اليوم ووجدت بعض الأشخاص يوزعون بونبوني وعندما فتحته وجدت بداخله ورقة مكتوب عليها ادعوا لمهند، وهناك أشخاص قاموا بحملة تبرعات من باب داووا مرضاكم بالصدقة وقاموا بحفر بئر باسمي في كينيا أو غانا لا أتذكر وكان شيء رائع وأشخاص رائعون .

كيف كان أثر هذه الحملات عليك ؟ .
موضوع أن الناس يقومون بعمل مثل هذه الحملات تشعر الواحد أن هؤلاء الناس رائعون ويحبون المساعدة، فشخص مثلي لن يفيدهم أو يضرهم، من هو مهند مثلا .

هل تتابع الأخبار والأحداث العامة أم أنك لا تستطيع ذلك ؟
حاليا لا أستطيع أن أمسك الموبايل لفترات طويلة لأن هذا خطأ على حالتي، ولا أستطيع فتح اللاب، فأنا غير متابع بدقة ولكني موجود في الصورة .

في نهاية الحوار ماهي الرسالة التي تود أن توجهها ولمن ؟
أحب أن أتكلم عن الناس اللي في السجن، الناس دولا تعبوا معي فعلا في فترة تعبي بالسجن، كانوا يعاملوني كمعاملة الأم لطفلها، وكنت محتاج عناية خاصة بالفعل في فترة تعبي الأخيرة، حتي أني مرة كنت موجود بالزنزانة فوجدت الزنزانة التي بجانبي عاملين قيام ليل باسمي، ومن أسبوع بالضبط أحد المعتقلين أرسل لي رسالة أنهم سيقومون بعمل يوم صيام وقيام ليل لي أنا فقط في السجن كله وليس مجرد الزنزانة، هؤلاء الناس جزمتهم فوق دماغي فعلا، وأيضا من حوالي أسبوع جميع أصدقائي المعتقلين الذين كانوا معي قاموا بحلق شعرهم بالكامل، لأنهم عرفوا أن شعري وقع، وكانت لديهم جلسة محاكمة وظلوا يهتفوا في المحكمة باسمي، بصراحة هذه حاجات مبهجة جدا، هؤلاء الناس أنا عاجز عن شكرهم .

ماهي رسالتك لوالديك الاب والام ؟ 
كانت هناك مشاكل كبيرة بيني وبين أهلي طول حياتي، ولكنهم بالفعل تعبوا معي جدا في هذه الفترة، وأعتقد أنهم مازالوا سيتعبون أكثر، فمهما قلت فلن أوفي حقهم والتعب الذي تعبوه معي طوال فترة مرضي من شهر 6، وحتى تعبهم من بداية ما دخلت السجن حتى اليوم فوالدي لم يستريحوا يوما واحدا وخاصة والدتي .

تحب تقولهم أيه ؟
مش عارف الصراحة أقولهم أيه .

بالنسبة لأصدقائك سواء الذين مع الانقلاب أو المناهضين له ماهي رسالتك لهم ؟
عذرا يا دكتور أنا دخت شوية حاليا – بعد فترة توقف لدقائق – أنا لن أستطيع توجيه رسالة لحد، أنا لا أعرف توجيه الرسائل .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023