شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“أبو هشيمة” يتلون لبناء إمبراطورية السيسي الإعلامية

“أبو هشيمة” يتلون لبناء إمبراطورية السيسي الإعلامية
يعد أحمد أبو هشيمة أحد أقرب رجال الأعمال المصريين إلى النظام الحالي، وعرف بأنه دائم التلون والإسراف في موالاة السلطات الحاكمة والارتماء فى أحضانها، من أجل تحقيق مكاسب كثيرة، مستخدما الإعلام واحدًا من أسلحته.

يعد أحمد أبو هشيمة أحد أقرب رجال الأعمال المصريين إلى النظام الحالي، وعرف بأنه دائم التلون والإسراف في موالاة السلطات الحاكمة والارتماء فى أحضانها، من أجل تحقيق مكاسب كثيرة، مستخدما الإعلام واحدًا من أسلحته.

ويعد المموّل الرئيسي لحزب “مستقبل وطن”، الذي يحظى بدعم النظام المصري، كما يعتبر أبو هشيمة أحد المساهمين في صندوق “تحيا مصر”، الذي يراهن السيسي عليه كصندوق تنموي.

يمتلك أبو هشيمة، موقع “اليوم السابع”، وهو أحد أهم المواقع الصحافية المصريّة، كما أنه شريك هام في شبكة قنوات “النهار”، وبات البعض يعتبره “إمبراطور الإعلام المصري الجديد”، لكن الجديد في صفقات هشيمة، أنه استحوذ في صفقة أخيرة على قناة فضائية تملك بعضًا من مساحات الحرية، ويفاوض الآن لشراء صحيفة “صوت الأمة” التي تملك أيضًا هامشًا مشابهًا.

وكانت الأنظار اتجهت إلى أحمد أبو هشيمة، خلال الفترة الماضية، ووصفه البعض بأنه يسعى لإنشاء إمبراطورية إعلامية، خاصة بعد شرائه مؤخرًا كامل أسهم شركة قناة “أون تي في” من رجل الأعمال نجيب ساويرس.

ورغم تكتّم ساويرس وأبو هشيمة عن القيمة المادية الحقيقية للصفقة، إلا أن القيمة المعنوية واضحة جدًا وهي أن خريطة الإعلام في مصر ستتغيّرت للأبد في الأشهر المقبلة، ومن المتوقع أن تصعد قنوات وتهبط أخرى، غير أن الثابت في تلك التغيرات أن الجميع سيعمل تحت شعار تحيا مصر”.

بدايات غامضة

كانت بدايات رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة غامضة، فقد كان يعمل لدى رجل الأعمال البورسعيدي عبد الوهاب قوطة، أحد ملاك كبار مصنعي الحديد في مصر، وكانت تربطه علاقة صداقة قوية بنجليه، حتى توترت علاقة “أبو هشيمة”، وآل “قوطة”، ووصلت إلى المحاكم، وتبادلا رفع القضايا والاتهامات بالتدليس.

التقرب لنظام مبارك

وعلى الرغم من أن الخلاف الذى كان ظاهرا على الساحة فى عهد الرئيس المخلوع مبارك حول التضييق على أبو هشيمة من قبل أحمد عز، إلا أنه ثارت شبهات عديدة حول تدعيمه بأموال لبعض مقرات الحزب الوطني ورجاله، من أجل التقرب إلى السلطة  لتحقيق مصالحه الشخصية، كما أنه كانت تربطه بهم صله قوية.

وذاع صيت”أبو هشيمة”، في تجارة الحديد المصري، بعد الشراكة التي عقدها مع الشيخ محمد ابن سحيم آل ثان ابن الأسرة الحاكمة القطرية، وأصبح يمتلك 7% من سوق الحديد المصري، قبل ثورة 25 يناير، في حين بدأت البنوك تطارد آل قوطة، للبحث عن قروضها، وأصبح ضمن أبرز 8 شخصيات مصرية، و كذلك من الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم من العرب وفقا  لتقرير نشرته مؤسسة “Arabian Business“.

خلال فترة حكم المجلس العسكري

وأعطت ثورة 25 يناير المجيدة الفرصة وفتحت الباب على مصراعيه  أمام أبو هشيمة، من  أجل التقرب بمن يمسك مقاليد حكم البلاد فى هذه الفترة، وهو “المجلس العسكري”، من أجل أن يحصد مكاسب، فسعى إلى تقديم المساعدات من أجل دعم مصر، وبدأ سيطة يسطع بسرعة الصاروخ ، حتى أصبح يتردد اسمه بأنه من ضمن رجال الأعمال الكبار الذين وقفوا إلى جانب مصر والشباب فى فترة الثورة ومع بعدها.

دَعم الاخوان بقوة

وخلال حكم جماعة الإخوان المسلمين، برزت وجوه من رجال الأعمال الذين صاروا مرافقين للدكتور محمد مرسي في جولاته الخارجية، وكان أبو هشيمة أبرز هذه الوجوه، إذ صار ملازمًا لمرسي في جولاته الخارجية، لاسيما زيارته إلى الصين، و وصف  قرارات الرئيس مرسى بأنها قرارات ممتازة جداً، وعقلانية تدل على أن الرئيس رجل حكيم ليس على المستوى السياسى فقط، بل والاقتصادي أيضاً.

وحينها قال أبو هشيمه :”أحمد الله أن هذا الرجل أصبح رئيسًا لمصر، ولم أعتبره رئيسًا للإخوان، ولكن لكل المصريين”، بل أنه امتدح أكثر من مرة رجل الأعمال حسن مالك، ورحب بعمل أي شراكة معه فى مجال الاستثمار وخاصة صناعة الحديد.

هذا إلى جانب عضويته في جمعية رجال الأعمال المُسماه “ابدأ”، التي أسسها رجل الأعمال المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حسن مالك.

كما أنه طان ضمن لجنة تقصى الحقائق التي شكلتها وزارة المالية بتاريخ السادس من فبراير 2013م،  لفحص الملف الضريبي لآل ساويرس،  والتي ضمت كلًا من، خيرت الشاطر و حسن عز الدين مالك رئيس مجلس إدارة جمعية ابدأ لرجال الأعمال، وممدوح سيد عمر رئيس مصلحة الضرائب، ومحمد عبد الرحمن رئيس قطاع مكافحة التهرب الضريبي.

وخلال تلك المرحلة انتشرت شائعات عديدة، حول طلب الإخوان من أبو هشيمة في إحدى الوثائق المسربة التخلي عن هيفاء وهبي الزوجة التي لا تتلاءم مع المرحلة الجديدة لعلاقته مع “الإخوان”، فكان الطلاق الذي نفى أبو هشيمة أن يكون للإخوان وعلاقته بهم أي علاقة به، تماماً كما هي حال النفي للتبرعات المؤكدة للإخوان.

وذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، أن طموح أبو هشيمة السياسي خلال عهد الإخوان، وشراكته مع أحد قيادات الجماعة، بجانب دعمها الواضح له، حيث حصل على توكيل الحديد والصلب؛ تلك كانت الأسباب الرئيسية وراء انفصاله عن الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، لتجنب الجدل الذي يُحيط بها.

تأييده لـ “السيسي”

وكعادته سرعان ما تبرأ من الإخوان المسلمين فور ظهور عبدالفتاح السيسي، وتبرع بأموال طائلة للنظام والتي شملت حملات ترويجية للسيسي، عبر استئجار صفحات خاصة بالصحف الأميركية، بجانب شراءه لصفحتين بجريدة التايمز البريطانية، ونشر إعلانات ترويجية للسيسي، بجانب المساهمة في مشروعات القرى الفقيرة بجنوب الصعيد.

ولم يكتفي “أبو هشيمة” بذلك، بل اشترى “بنر” في أحد أشهر الميادين الأمريكية للتقرب إلى النظام، حيث تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الصورة التي وضعها في ميدان التايم بأميركا للسيسي، وكتب “أبو هشيمة” على الصورة عبارة “الرخاء في مصر الجديدة”.

وفي محاولة جديدة للتقرب من السيسي ودعمه، اشترى مؤخرًا عدة “بنرات” أثناء حضور السيسي مؤتمر “دافوس الاقتصادي” بسويسرا وكتب عليها: “استثمر في مصر المستقبل”.

ونظرًا لتواجده المستمر في الإعلام الغربي، داعمًا للجيش والسيسي، أصبح يوصف في الإعلام الغربي بأنه من أكبر مؤيدي السيسي.

وبحسب مجلة التايم الأميركية التي كانت قد اختارت عبدالفتاح السيسي، كأحد المنافسين على شخصية العام، قال أبو هشيمة مستبقا نتيجة المنافسة إن فوز “السيسي” بلقب شخصية العام الأولى تتويج لدوره الوطني وحب المصريين له.. مبروك لكل المصريين.

كومبارس لجهات أمنية

ويشتهر  أبو هشيمة في الأوساط الإعلامية بأنه مجرد “كومبارس” لجهات أمنية”، تستخدمه كواجهة لاستثماراتها الإعلامية، التي توسعت مؤخرًا لتشمل أكثر من وسيلة تليفزيونية، وراديو، وشركة إنتاج درامية.

وقال مؤخرًا مصدر مُقرب من غرفة صناعة الإعلام بأن “من المتوقع أن يشهد العام الحالي تغييرًا شاملًا في الخريطة الإعلامية”، وذلك في تصريحاته الصحفية، مؤكدًا أن “طريقة تفكير النظام الحالي للإعلام، قائمة بشكل أساسي على إدارة المنظومة الإعلامية بنفس طريقة إيران وكوريا الشمالية”.

وتفصيلا لهذا التغيير، أوضح المصدر أن “النظام نجح في تأسيس غرفة لصناعة الإعلام من وجوه تابعة له، وأسس شركة إنتاج تليفزيوني، وساوم نجيب ساويرس بإتمام صفقة “سي أي كابيتال”، مقابل بيع “ON TV “من خلال أحد الكومبارس الذي يستخدمها كواجهة لاستثماراته”.

وأضاف “النظام نجح في صناعة نخبة إعلامية جديدة، من مجموعات معروفة بشباب الإعلاميين، استطاع تسويقها خلال الفترة الأخيرة، بجعلهم مقدمي برامج التوك شو الرئيسية، وتعيين أعضاء منهم داخل المكتب الإعلامي للرئيس، بجانب مرافقتهم للسيسي في جولاته الداخلية والخارجية”، لافتا إلى أن النظام نجح بنسبة 80% في هدفه المتمثل في تأميم الإعلام لصالحه.

تفاني وولاء للنظام

وظهرت علاقته الوطيدة بمحمد فودة، المتهم في أكثر من قضية فساد، أشهرها قضية فساد وزارة الزراعة، عندما فتح أبواب جريدته أبوابها له كي يكتب فيها بشكل منتظم، ويجري حوارات ترويجية لعدد من الوزراء، قبل أن يتبرأ أبو هشيمة من علاقته به، قائلًا في إحدى مقالاته عن كتابة فودة في اليوم السابع: يُسأل عن ذلك خالد صلاح لأنه رئيس التحرير، القائم على كافة الأمور التحريرية، وأنا بعيد تمامًا عن هذا الأمر.

شراكة  “اليوم السابع”

بداية أحمد أبو هشيمة في مجال الاستثمار الإعلامي، أتت عندما أشترى نصف أسهم جريدة اليوم السابع، التي كانت مملوكة لمالك عبارة “السلام 98″، ممدوح إسماعيل الهارب خارج مصر، والذي صدرت بحقه عقوبة الحبس، كونه مُتهمًا رئيسيًا في قضية غرق العبارة، بينما كان الشريك الثاني، رجل الأعمال أشرف صفوت الشريف، نجل صفوت الشريف أحد أزرع نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

بعد سنوات من ثورة 25 يناير، تحول أبو هشيمة من مُساهم بحصة صغيرة في الجريدة اليومية، إلى مالك أغلبية الحصص داخل الجريدة، التي تستكتب مجموعة من كُتاب الرأي، المعروف عنهم صلاتهم بالأجهزة الأمنية، بجانب عددٍ من القيادات الأمنية الفاعلة في النظام الحالي، كالرائد أحمد شعبان، ضابط المخابرات الحربية، الذي يكتب مقالًا يوميًا تحت اسم مُستعار “ابن الدولة”.

وكان شعبان، قد لعب دورًا بارزًا في تشكيل قوائم المرشحين بالبرلمان، الموالين للنظام، سواء على مقاعد القائمة أو المقاعد الفردية، وحاليًا يعمل معاونًا للواء عباس كامل مدير مكتب السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي.

امتلاكه قناة المحور 

وخلال حكم الدكتور مرسي، دخل شريكًا وعضوًا منتدبًا في قناة المحور، وضخ مليار وثلاثمائة ألف جنيه مصري في قناة المحور وذلك لتحويلها إلى قناة إخوانية برداء مدني.

ورغم نفي “أبو هشيمة” كونه قد اشترى أسهمًا في القناة الفضائية، أو يشارك في تمويلها عبر شريكه رجل الأعمال القطري محمد بن سحيم، إلا أنه قبل أسابيع من الاطاحة بالدكتور محمد مرسي، ثبت  أنّه المالك الجديد لـ “المحور” مع شريكه القطري، وأصبح يمتلك نحو 70% من أسهم القناة، بينما يملك مؤسّسها حسن راتب 25% من الأسهم، ليتبقّى للشريك الثالث وهو التلفزيون المصري 5% فقط، ولم يترك “أبو هشيمة” وسيلة إعلامية إلا وأشاد من خلالها بجماعة الإخوان وبالرئيس مرسي.

 وعقب 30 يونيو 2013م، ترك أبو هشيمة القناة وأعيد إليه 160 مليون جنيه، كان قد دفعها ليكون العضو المنتدب في شركة قنوات المحور.

شراء أسهم قناة  “ON TV”

ويبدو أن إمبراطورية أبو هشيمة الإعلامية في طريقها للتربع، خاصة ما شراءه، كافة أسهم قناة “أون تي في” التي كانت مملوكة لرجل الأعمال ساويرس، وأصدرت شركة إعلام المصريين بيانًا بعد التوقيع، أكدت فيه أن خطوة الاستحواذ على القناة.

وأعلنت الشركة، أن هذه الخطوة تأتي في إطار ضخ استثمارات كبيرة فى قطاع الإعلام المصري، لاستعادة الريادة المصرية فى القطاع الإعلامى، واستعادة قوة مصر الإعلامية في مجال صناعة التلفزيون والدراما.

وأكد “أبو هشيمة” استمرار القناة وفق رؤية مؤسسها المهندس نجيب ساويرس في دعم استقرار الدولة المصرية، والعمل على المساهمة في تحريك الاقتصاد المصري، ومساندة القيادة الوطنية المصرية في تحقيق تطلعات شعبنا إلى مستقبل أفضل، وفق سياسة إعلامية رشيدة ومؤثرة ودافعة للأمل نحو المستقبل.

وعن الأسباب وراء بيع “ساويرس” القناة لـ”أبو هشيمة”، ذكرت مصادر أن الأول تعرض لضغوط عديدة من قبل الدولة بسبب المحتوى البرامجي الذى يقدمه بعض الاعلاميين خلال الآونة الأخيرة، ما تسبب فى حدوث حالة من التضييق الكبير عليه.

إلا أن ساويرس لم يجد ما يبرر بيع القناة غير أنها سببت له صداعًا سياسيًا، وأغضبت منه الحكومة والقوى السياسية، فكان الحل هو البيع.

صفقة لشراء قناة”الحياة

يعتبر شراء فضائية الحياة صيد ثمين لا تعوض بالنسبة لأبو هشيمة، فقد كشف الإعلامي محمد مصطفى شردي عن صفقة لبيع فضائية الحياة التي يتم الحديث عنها حاليا، وأوضح عن وجود نقاش أثير مؤخرا حول هذه الصفقة التي يمكن القول بأنها تمت بشكل فعلي، متسائلا: ما سبب بيع الفضائيات خلال الفترة الحالية؟.

وبعد شرائه أسهم فضائية “أون تي في” تداولت أنباء أن أبو هشيمة يسعى الى اتمام صفقة بيع “الحياة” خلال فترة وجيزة، حيث أنها في مراحلها النهائية، مما يثبت أن “أبو هشيمة” يحاول استغلال الأزمات المالية التى تعاني منها الفضائيات للسيطرة عليها.

ومن المتوقع أن يبلغ سعر بيع مجموعة الحياة والبالغة خمس قنوات755 مليون دولار،

التوسع بقناة “النهار “

 لم يعد بمقدور أبو هشيمة أن يبقى شريكا في شبكة قنوات النهار فحسب، بل قرر أحمد أبو هشيمة زيادة حصته فيها، – بحسب موقع باباراتزي- ، حيث من المقرر الإعلان خلال أيام عن إتمام صفقة جديدة بين أحمد أبو هشيمة وعلاء الكحكي المالك الرئيسي لقنوات النهار ورئيسها، وهي زيادة نسبة أسهم أو هشيمة في القناة وليس الاستحواذ عليها بالكامل،

امتلاكه جريدة صوت الأمة

أكدت تقارير إعلامية مصرية أن شركة أبوهشيمة استحوذت أيضًا على الشركة المالكة لصحيفة “صوت الأمة” الأسبوعية، إلا أن كلا من محمود الضبع المستشار الاعلامي لرجل الأعمال أبو هشيمة، ورئيس تحرير صوت الأمة عبد الحليم قنديل، بالإضافة إلى أحمد عصام فهمي، رئيس مجلس إدارتها نفوا ذلك.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023