شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عزيزي عضو التحالف .. السيسي ينام جيدًا – عبادة البغدادي

عزيزي عضو التحالف .. السيسي ينام جيدًا – عبادة البغدادي
متقلبًا في فراشة تطارده الأشباح ، متصبب العرق فزعًا يستيقظ ينظر لنفسه في المرآة ليجد خطين أسودين قد ارتسما تحت...

متقلبًا في فراشة تطارده الأشباح ، متصبب العرق فزعًا يستيقظ ينظر لنفسه في المرآة ليجد خطين أسودين قد ارتسما تحت عينيه ، يشك في كل من حوله ، تم اغتياله منذ فترة ومات، وظهر شبيهه لفترة ، ثم عاد الى الحياة مرة أخرى !!
السيسي في عيوننا خائن قاتل ملطخة يداه بالدماء .. لا جدال في هذا ، لكن هل يرى هو نفسه كذلك ؟

حينما تواجه عدوًا فعليك أن تراه بشكل صحيح كي تستطيع مواجهته بالاساليب الصحيحة ، وطالما واجهت السيسي ومؤيديه بأنهم مجموعة من الخونة ومصاصي الدماء – وهم كذلك بلا شك – فلن تصل إلى جديد ولن تكسب أرضًا جديدة في معركتك ولن تزيد الكتلة العددية المؤيدة لمعتقدك .. لماذا ؟ لأنهم ينظرون إليك نفس النظرة في المقابل ، أنت بالنسبة لهم لست سوى مخرب إرهابي خائن وعميل .

السيسي يستيقظ من نومه على رنة هاتفه “ مصر التي في خاطري “ لام كلثوم ليقوم بتمارين الصباح ويفطر بيضه وقطعة من الجبن والخبز ، يشرب الشاي بالنعناع ويغمض عينيه ليتنسم عبق الماضي حيث حارة اليهود وعم حسين يحتضن عم جرجس ويتناولان إفطارهما على عربية الفول ..

يتذكر كم هو وطني وضحى بروحه من أجل الوطن من أجل هؤلاء البسطاء الذين لا يريدون إلا لقمة عيش ليس من المهم أن تكون كريمة ، وفاؤه لمعلمه ووالده الروحي “ طنطاوي “ وكم هو رجل وفي يحفظ الجميل ..

يعكر مزاجه قليلًا تلك الذكريات لتلك الشرذمة التي أفسدت روح مصر الجميلة بمجموعة من الشعارات والأجندات الخارجية وهؤلاء الشباب الذين ظنوا أنهم من الممكن أن يبدلوا هوية البلد ويذهبون “ بريحها “ الجميلة !

هذا هو السيسي في الحقيقة .. هو لا يرى نفسه خائنا لقسمه .. فقد أنقذ البلاد وضحى بروحه .
هو لا يرى نفسه قاتلا .. بل هو يحفظ الأمن لهؤلاء البسطاء ويصون حياتهم .
السيسي يعزي والد جندي قتيل .. فهو القائد الذي يحفظ الواجب لأصغر جنوده .
السيسي يجلس طنطاوي بجواره في الاحتفالات الرسمية والمناسبات .. فهو التلميذ الذي يحفظ حق استاذه .
يقرأ بعض الآيات ليشبع ما يعتقده أنه القائد المؤمن .. هكذا يرى نفسه وهو يؤمن بنفسه ، وهكذا يراه اتباعه ويؤمنون به .

إذا ما أردت أن تواجه هذا النوع من العدو الواثق من نفسه شديد الايمان بها ليس عليك أن تتبع وسائل الهجوم المباشر والاتهام ، في الحقيقة لقد نجح الاعلام في بناء حاجز حديدي من خلال ما يسمى في الاعلام ب “ نظرية تحصين المتلقي “

تطورت نظرية التحصين على يد اختصاصي علم النفس الاجتماعي ويليام ج. ماجواير عام 1961 لتقديم مزيد من
التفسير لكيفية تغييرالاتجاهات والاعتقادات والأهم من ذلك كيفية الحفاظ على ثباتها في مواجهة محاولات الإقناع
تقوم هذه النظرية على ضرورة تقوية الاتجاهات أو الاعتقادات أو الآراء القائمة أصلاً لمنع حدوث الإقناع، ويجب تحذير المتلقي من تعرضه لهجوم وشيك، فيشعره هذا بالتهديد ( أو إدراك تعرضه للهجوم) مما يعطي بداية للدفاع ضد الهجمات المقبلة.

هناك عنصران أساسيان؛ أولهما الشعور بالتهديد حيث يوفر دافعًا لحماية الاتجاهات أو الاعتقادات التي يعتنقها الشخص .

وثانيهما استباق التفنيد، فهو عبارة عن القدرة على تنشيط إقامة الحجج لدى المرء للدفاع في المستقبل وتقوية الاتجاهات القائمة وذلك من خلال إقامة الحجج المضادة .

كل هذا يفسر تلك الحالة الغير مفهومة من الطرف المقابل عندما تدخل معه في جدال بحجج واضحة ودلائل يقينيه يقرها هو ذاته لكن مع عدم وصول النقاش الى نتيجة ، هو يعلم مسبقا ما ستخبره به من دلائل ، وبعلمه لها فهو يعتبر نفسه متفوقا عليك ويدرك هدفك من “ الايقاع به “ لذا فهو يقوم بتحفيز دفاعاته ويغلق جميع منافذ العقل للنقاش ، وطالما استمرت طريقة الحوار على هذا المنوال فالدائره الصفرية هي النتيجة الدائمة.

كيف يمكن أن تصل إلى الطرف المقابل ؟!!

هناك مجموعة من الاساليب من الممكن أن تساعد في اختراق تلك الغشاوة التي يضعها كل منهم على عقله باعتبارنا ندرك جيدا ان الطرف المقابل مؤمن ومقتنع بما يقوم به وأننا نحتاج النفوذ إلى عقله من أجل تصحيح الافكار وتغيير الاعتقادات ومن ثم السلوك ..

إن أفضل حالات النفوذ للعقل هي حالة الاستمتاع والترفيه فيها يكون العقل بجميع الحواجز في حالة ارتخاء تام دون أي حواجز دفاعيه ومن ثم يمكننا إيصال الرسالة الى اللاوعي والذي سيحدث عنده لاحقا اضطرابا في المعتقدات من الممكن حينها قبول نقاش عاقل للوصول الى الحقيقة .. يمكننا القيام بذلك من خلال فيلم ، اعلان ،أو أغنية لكن يجب الا تكون الرسالة مباشرة ، يجب أن تلمس العواطف والقيم المشتركة.

لن يؤثر فيه الف كليب به مشاهد للقتل والدم ، هو لا يصدقها اصلا ويوقن انها مفبركة فكيف سيقتنع !!

نحتاج إلى البحث الجاد للعثور على أساليب حقيقية تنفذ عبر الحواجز التي يبنيها الإعلام المضاد بدلًا من إضاعة الجهود في الحديث إلى أنفسنا .. سيسي خائن .. سيسي قاتل ، دعك من السيسي وأصلح عقول من يستند السيسي على إيمانهم به .. واجه من يصنع السيسي إلهًا .. واجه الإعلام .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023