تشهد الأسواق التجارية بمحافظة "الأقصر" هذه الأيام, إقبالًا كبيرًا من قبل المواطنين بالتزامن مع اقتراب عيد الفطر المبارك، وذلك لاقتناء الحاجات الضرورية من ملابس ومستلزمات أخرى حيث تنتعش تجارة الملابس بصورة كبيرة في مثل هذا الوقت من كل عام .
فشراء ملابس العيد تقليد متعارف عليه عند الأسر الأقصرية، فضلًا عن كل المصريين، إلا أن هذا التقليد بدأ يتلاشى نظرًا لارتفاع أسعار الملابس بنسبة لا تقل عن 50 %، بحسب تقديرات عدد من التجار، وزيادة المصاريف التي تنتظر المواطنين مع اقتراب دخول المدارس وعيد الأضحى عقب عيد الفطر .
فيما امتلأت شوارع الأقصر الحيوية بالمواطنين خاصة عقب الإفطار في وسط المدينه بشارعي "التليفزيون" و"الطيب" والتي تعد من أكثر الأماكن ازدحامًا، التي يتوافد عليها مئات المواطنين من مراكز وقرى الأقصر لشراء ملابس العيد .
وقد شهدت أسعار الملابس ارتفاعًا ملحوظًا، ما أثر بشكل مباشر على ميزانية العديد من العائلات في تلبية الحاجيات المتعددة لهذه المناسبة.
وقام مراسل "شبكة رصد" باستطلاع أراء المواطنين، ليقول "أيمن مراد"، وهو صاحب محل ملابس: "الإقبال على شراء الملابس من قبل المواطنين ضعيف بسبب الظروف الاقتصادية", مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار البنزين أثر بشكل كبير على عملية الشحن وبالتالي أدى إلى رفع الأسعار.
وأضاف قائلاً: "ده اللي أثر في البيع لأن الناس مابقتش تشتري زي الأول، ولكن هناك تسهيلات في بعض المحال التي تقوم بعمل تخفيضات ولكن ذلك لا يكون في موسم العيد غالبًا".
من جانبه أفاد "عماد ضاحي"، صاحب محل ملابس: "إن نسبة الإقبال من المواطنيين على الشراء ضعيفة للغاية مقارنةً بالأعوام الماضية", موضحًا أن "المحل من الممكن أن يقوم بشراء أكثر من 30 موديلًا في الموسم الخاص بعيد الفطر، ومع غلاء إيجارات المحال والبنزين، يؤدي ذلك لإرتفاع الأسعار".
وشدد على أنّ الموسم الحالي سيكون من أصعب المواسم التي مرت عليه نتيجة ارتفاع الأسعار، حيث أوضح أن أسعار الملابس لديه تبدأ من 240 جنيه فأكثر.
أما المواطنون فقد أعربوا عن استيائهم الشديد من ارتفاع أسعار الملابس والأحذية في جميع المحلات والأسواق، لافتين إلى أن الأسعار فوق قدراتهم المادية. "مفيش هدوم جديدة العيد ده"، هكذا قالت إحدى المواطنات لمراسل "رصد".
وقالت "مرام محمد"، وتعمل صيدلانية: "إن الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ مع ارتفاع الوقود وعدد من السلع الأخرى"، مضيفةً: "الفرحة بقدوم العيد باتت منقوصة بالنسبة لكثير من الناس لارتفاع أسعار تلك المستلزمات، مع تزامن حلول العيد وقدوم العام الدراسي الجديد، ما يثقل كاهل المواطنين ويشكل عبئًا جديدًا عليهم".
وعلقت "رحاب الخياط"، ربة منزل، على الموضوع بقولها: "الأسعار غالية نار"، لافتةً إلى أنها تقصد الأسواق الشعبية لأن الأسعار بها "معقولة إلى حد ما".
هذا فيما لم تقرر "آية ممدوح"، وتعمل معلمة، إن كانت ستشتري ملابس للعيد أم لا، "لو هشتري يبقى غالبًا بعد العيد. الأسعار غالية جدًا"، هكذا تقول "آية"، وتضيف أيضًا أن الملابس -رغم غلائها- ليست بالجودة المطلوبة، لذلك فهي تفضل شراءها بعد انتهاء موسم العيد، على اعتبار أن الأسعار ستنخفض ولو قليلًا.
وعلى صعيد الإحضائيات، فقد شهدت أسعار الملابس ارتفاعًا كبيرًا عن السنوات الماضية، رغم وجود بعض المحلات التي تقوم بخصومات، حيث يتراوح سعر البنطال "الجينز" من 80 إلى 150 جنيها، نفس الأمر بالنسبة للقمصان التي تراوحت أسعارها من 70 إلى 130 جنيها، فيما تراوح أسعار "التيشيرت" ما بين 60 إلى 100 جنيها فأكثر، وهي الزيادة التي يقول تجار أنّها تزيد عن الطبيعي في السنين الماضية لأكثر من 30%.
أما أسعار ملابس الأطفال، فتشهد ارتفاعاً ملحوظاً هذا العام، حيث تراوحت أسعار الفساتين ما بين270 إلى 350 جنيه، وكذلك البدل الجينز والأطقم الكاملة.