شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

صناعة الخوف في نفوس الصهاينة – أحمد منصور

صناعة الخوف في نفوس الصهاينة – أحمد منصور
شاهدت وقرأت شهادات بعض الجنود الصهاينة الذين جرحوا ونجوا من الموت خلال الحرب الدامية التي تقوم بها سلطات الاحتلال...

شاهدت وقرأت شهادات بعض الجنود الصهاينة الذين جرحوا ونجوا من الموت خلال الحرب الدامية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة المحاصر منذ ثماني سنوات، وقد فوجئت بحالة الذهول والخوف التي سيطرت على الجنود خلال وبعد المعركة، فقد أشادوا بطريقة مباشرة او غير مباشرة ببسالة وقوة رجال المقاومة الذين اشتبكوا معهم في نقاط تماس مباشرة بل إن كثيرا من العمليات تمت من نقطة الصفر أي وجها لوجه.

 

فقد فوجئوا بأن رجال المقاومة من الشجاعة والبسالة والتدريب والكفاءة التي ألقت الرعب في قلوبهم، حتى أن موقع واللا العبري نقل عن احد الجنود قوله «أن مقاتلي حماس أطوالهم تزيد على ثلاثة أمتار وحينما نطلق عليهم النار لا يموتون» ولا ادري هل هذا الوصف من حجم الرعب الذي سيطر على الجندي الذي كان جريحا في احد المستشفيات أم من خياله أم حقيقة؟.

 

وجندي آخر في إحدى المقابلات التي بثتها قناة الجزيرة عن الإعلام الإسرائيلي أشاد بالتدريب العالي لقوات حماس وقال انه لم يكن يتخيل أن تدريبهم على مستوى تدريب الجيوش وأنهم مقاتلون أشداء.

 

ومع الحظر المفروض على وسائل الإعلام الإسرائيلية في التغطية لاسيما ما يتعلق بالخسائر البشرية والمادية في صفوف الجيش فإن التسريبات تشير إلى أن عدد الجنود والضباط الذين قتلوا حتى الآن يفوق المائة أما حركة حماس وحركات المقاومة فلها تقديرات أخرى من خلال الاشتباكات المباشرة تقدر فيها عدد القتلى بضعف هذا العدد.

 

وحتى لو اعتمدنا الأعداد وفق التقديرات الصهيونية فإن النسبة تعتبر كبيرة للغاية في خسائر الجيش الإسرائيلي وهي خسائر لم يتعرض لها في مواجهات كبرى مع جيوش عربية، بل ان هذه الحرب ستدون في التاريخ العسكري الصهيوني على انها واحدة من اقسي المعارك وأكثرها إيلاما ليس للجيش الصهيوني وحده وإنما للمجتمع الصهيوني بشكل عام ، فقوات النخبة لم تعد نخبة بعدما أثخنتها المقاومة بالجراح والقتل ، ولواء جولاني سقطت هيبته بعد الخسائر الهائلة في صفوفه وإصابة قائده في أيام المواجهة الأولى حتى الفيلم الاستعراضي الذي قام به الإعلام الصهيوني له وهو عائد لأرض المعركة لم يغير شيئا من المعادلة.

 

ومن الواضح أن التوابيت التي تعود من الجبهة كل يوم إلى تل أبيب تملأ المجتمع الصهيوني بالرعب، ومع تقارير كثيرة تقول إن إغلاق مطار بن جوريون لم يكن بسبب صواريخ المقاومة فحسب وإنما كان بسبب موجة الهجرة المعاكسة الهائلة من الصهاينة الذين يملكون جنسيات مزدوجة عائدين الى بلادهم الأصلية طلبا للأمان الذي افتقدوه في ارض الميعاد فإن حالة الرعب وزراعة الخوف التي نجحت المقاومة في صناعتها في أركان وأرجاء المجتمع الصهيوني هي اكبر نجاحات هذه المعركة.

 

المصدر:الوطن القطرية



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023