انتشرت تجارة المخدرات في مصر وزا عدد المتعاطين بشكل كبير وسط غياب تام لأجهزة الأمن المنتشره في الشوارع لقمع المظاهرات .
أطباء علماء النفس حذروا من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في الشوارع ، وإدمان الشباب بصورة لم يسبق لها مثيل- على حد وصفهم، معتبرين أن الأمر أصبح منسيا في عهد الإنقلابي رئيسا للجمهورية عبدالفتاح السيسي.
الدراما والمخدرات
أكد العميد نبيل محمود حسن بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أن "الدراما المصرية لعبت دورًا سلبيًا في انتشار المخدرات"، مشيرًا إلى أن الإدمان يعد أخطر الظواهر الإجرامية التي تهدد المجتمع.
وأضاف أن الإدمان أخطر الظواهر الإجرامية التي تهدد المجتمع المصري"، موضحًا أن "الدور السلبي الذي لعبته الدراما المصرية ومختلف الوزارات أدى لانتشار المخدرات بين الناس"، مؤكدًا أن الحد من انتشار المخدرات، أو القضاء عليها صعب مع تصنيعها حاليًا داخل البيوت.
انفلات أمني
وفي السياق نفسه أكدت دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الجنائية، أن تجار المخدرات استغلوا حالة الانفلات الأمنى المتعمدة وقاموا برفع معدلات تجارتهم حتى أصبحت مصر تحتل المرتبة الثانية في أفريقيا من حيث انتشار تعاطي وتجارة المخدرات .
وأكدت الدراسة أن التراخي الأمني رفع عدد متعاطي المخدرات في مصر ليصبح 8 ملايين مواطن بما يعادل 10 % من الشعب المصري ، وامتد الأمر لتصبح هناك أحياء ومناطق سكنية كاملة عبارة عن أوكار مفتوحة لتجارة وترويج المخدرات تحت سمع وبصر رجال الشرطة.
وفي السياق نفسه أكد شهود عيان من سكان حيّ "المناعية" -بجوار مكتب الشهر العقاري بمدينة أسوان في تصريحات لبوابة الوفد – استمرار ظاهرة بيع المخدرات بالمنطقة حتى الآن، وسط غياب تام للأمن المنوط به القيام بمهامه في مواجهة الانفلات الأمني، وظاهرة انتشار السرقات وترويج المخدرات علنا في الشوارع.
لم يسبق لها مثيل
الدكتور حسن عبد الرحمن -دكتوراه في "علم النفس" قال إن هذه الآفة تنتشر بسرعة مذهلة بين الشباب من مختلف الأعمار والمستويات، محذرا من كارثة انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات، وإدمانها بين شباب هذه المنطقة، بصورة لم يسبق لها مثيل.
وأشار إلى أن عدم الاستقرار الذي تشهده مصر، في ظل حكومة فاشلة وغير شرعية، أسهم في انتشار تجارة وتعاطي المخدرات وإدمانها، بعدما فقد المواطن الثقة في العدالة والشعور بالانتماء للوطن.
وشدد على ضرورة إلقاء الضوء على هذه المشكلة، لإيجاد حلول غير تقليدية على المدى القريب والبعيد، واستعراض الاحتياجات المستقبلية لمشاكل الشباب، في ظل المنعطف الصعب الذي تمر به مصر حاليا، الذي سبببه الانقلاب العسكري.
حرب
من جانبها، قالت السفيرة ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة أن "الإدمان يضيع الفكر والنفس، ويهدر المستقبل، وأن الإدمان يؤثر على سرعة تحصيل المعلومات، فالمخدرات تؤثر على القوة الذهنية للإنسان، وللأسف تأتي تجارة المخدرات في الوقت الحالي بالمرتبة الثانية بعد تجارة السلاح وهذا أمر كارثي".
وأكدت التلاوي أن الحروب لم تعد فقط بالأسلحة والدبابات والطائرات، بل أصبح الإدمان هو أحد أساليب محاربة الدول، لأنه يقضي على الثروة البشرية، وهذه تجارة عالمية الهدف منها هو تفريغ الدول النامية والقضاء علي عقول أبنائها .
انتشرت بشكل رهيب
بينما حذرت النائبة مارجريت عازر عضو برلماني سابق، من أنتشار ظاهرة تجارة المخدرات والحبوب المخدرة بشكل رهيب فى الشارع المصرى والتى وصلت تجارتها غير المشروعة إلى 23 مليار جنيه.
وطالبت بمواجهة هذه الكارثة المجتمعية التى تؤثر على مستقبل شباب مصر بشكل خطير الأمر الذى يؤدى إلى انحراف الكثير من الشباب وعدم السيطرة عليهم فى الوقت الحالى لسرعة الربح المادى من هذه التجارة نظراً لكثرة البطالة فى مصر فى الوقت الحالى وفى ظل أنتشار أعمال البلطجة وخصوصاً فى المناطق العشوائية ووصول هذه الكارثة إلى الجامعات والمدارس.
إغراق البلاد
اللواء محمد إبراهيم، وزير داخلية الانقلاب، يعترف بأن هناك مخطط دولى لإغراق البلاد بالمخدرات عبر المنافد البرية والبحرية ، تبعها بأيام معدودة تحذير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات من أستغلال تجار « الكيف » لحالة الضعف التى تعانى منها الأجهزة الأمنية بعد الثورة لزيادة نشاطهم، مؤكدة رواج أعمال مافيا المخدرات بشكل ملحوظ ، فى الآونة الأخيرة.
