في تطور جديد لوضعية حقوق الإنسان بمصر، احتجزت سلطات الانقلاب لبعض الوقت المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش وموظفا رفيع المستوى في المنظمة في مطار القاهرة ومنعتهما من دخول الأراضي المصرية "لأسباب أمنية".
وقد وصل كينيث روث وساره لي وينستون إلى القاهرة للمشاركة في إعلان تقرير المنظمة حول ما قالت عنه "عمليات قتل جماعي ارتكبتها قوات الأمن المصرية العام الماضي، بعد إطاحة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالرئيس محمد مرسي".
يذكر أن المنظمة المذكورة تنتقد، إلى جانب منظمات حقوقية مصرية ودولية، قمع الحريات في مصر منذ الإطاحة بمرسي في شهر يوليو عام 2013.
وذكرت وينستون في تغريدة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنها احتجزت في مطار القاهرة لمدة 12 ساعة قبل ترحيلها.
وأكد عمر شاكر ، مؤلف تقرير المنظمة حول عمليات القتل، لوكالة أنباء رويترز، ان المسؤولين منعا من دخول القاهرة واحتجزا في المطار منذ مساء الأحد، وأن وينستون غادرت المطار، ويتبعها روث في وقت لاحق.
وقال شاكر: إنه كان يتطلع مع زملائه لمناقشه نتائج التقرير مع المجتمع المدني المصري.
وأضاف لرويترز بعد صعوده على متن طائرة للسفر خارج البلاد صباح الإثنين "يبدو أن السلطات قررت رغم ذلك أنه لن تسمع في مصر إلا رواية واحدة. إغلاق الابواب أمامنا لن يمحو ما حدث قبل عام.. سنواصل المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات جسيمة."
وأضاف إن المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها عرضت النتائج الأساسية للتقرير الذي يقع في 188 صفحة على الحكومة المصرية لكنها لم تتلق ردا رسميا بعد.
واستنكر جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، منع وفد “هيومان رايتس ووتش” من دخول مصر، مؤكدا أنه لم يحدث أن منعت المنظمة من الدخول لمصر منذ نشأتها في 1978.
ووصف عيد واقعة منع ممثلي "رايتس ووتش" من دخول مصر بأنها "فضيحة الدولية"، مشيرًا إلى عراقة المنظمة ومصداقيتها التي "لا يمكن أن تقابل بهذا التصرف".
وأضاف "عيد"، خلال تدوينة على صفحته الرسمية "تويتر"، “اللهم اجعل مصيرنا أي شيء عدا أن نصبح مثل إعلاميين وحقوقيين باعوا ضمائرهم وسكتوا عن الحق وتلونوا كالحرباء”.
وأشار إلى أن منظمة العفو أقدم وأكبر منظمة حقوقية مقرها لندن، وأنها الثانية بالعالم والأكبر في أمريكا، لافتا إلى أنهم محترفين وذوي مصداقية –على حد قوله-.
وقال إن قرار المنع "لا يمكن استغرابه" في ظل حكومات ما بعد ثورة يناير 2011، رافضا التعليق على تقرير المنظمة قبل صدوره بصيغته الكاملة.
وأدانت الإعلامية نادية أبو المجد منع كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش من دخول مصر لعقد مؤتمراً صحفياً حول تقرير المنظمة عن أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
حيث علقت عبر حسابها الشخصي على موقع "تويتر"، قائلة: "السلطات تمنع دخول المدير التنفيذي لهيومان رايتس ووتش للمشاركة في إعلان تقرير من ١٨٨ صفحة لخلاصة التحقيقات بشأن أحداث رابعة خايفين من الفضيحة".
وتابعت: "حد يقول للأغبياء اللي منعوا دخول ممثلي هيومان رايتس واتش لعرض تقريرهم عن مجازر غض رابعة والنهضة انهم حينشروه من الخارج الفضيحة حتكون اتنين".
وقال دكتور "أحمد غانم"، أستاذ العلوم السياسية، إن "عبدالفتاح السيسي"، قائد الانقلاب العسكري، وأعوانه "أغبياء" على حد وصفه، مشيرًا إلى أن منعهم لرئيس منظمة "هيومان رايتس واتش" من دخول مصر هو بمثابة اعتماد رسمي من الحكومة المصرية لصحة ما جاء في التقرير، وإثبات عملي لما وصل إليه مستوى القهر السياسي والأمني في مصر لمن كان لديه ذرة شك في التقرير.
وأضاف "غانم" في تدوينةٍ له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك": "عقلية الستينيات العسكرية لا تعرف أن منع أكبر منظمة لحقوق الإنسان في العالم من دخول دولة، هو حدث جلل سيتصدر مانشيتات الجرائد العالمية، وأن التقرير الذي يريد السيسي أن لا يذاع سيكون الأكثر قراءة عالميًا نتيجة هذا المنع".
واختتم تدوينته قائلاً: "فاللهم زدهم غباءً إلى غباءهم، وبلاهةً إلى بلاهتهم التى تفضحهم أمام العالم كله!".
قال الناشط الحقوقي "هيثم أبو خليل"، مدير مركز "ضحايا" لحقوق الانسان، إن منظمة "هيومان رايتس واتش" ستقدم تقريرًا غدًا حول مجزرة "فض رابعة العدوية" يكشف أبعاد المجزرة.
وأضاف خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "هيومان رايتس حتعمل الواجب مع السيسي وعصابته نتيجة منع كبار المسؤلين بها من دخول مصر .. وحتعرض غدًا تقريرها المرتقب حول مذبحة رابعة .. أتوقع تقريرًا للتاريخ ".
وتابع قائلاً: "أهمية تقرير هيومان رايتس وواتش أنه من جهة متخصصة عالمية .. ويمكن البناء عليه في ملاحقات لمرتكبي هذه المجزرة التي لن يفلت مرتكبيها أبدًا".
وأرسلت خارجية الانقلاب المصرية بيان وزارة داخلية الانقلاب ردا على تساؤلات المحررين الدبلوماسيين عن رفض مصر دخول وفد منظمة هيومن رايتس.
ونفت وزارة الداخلية ما تناقلته وكالات الأنباء الدولية أمس الإثنين، عن رفض سلطات مطار القاهرة السماح لوفد منظمة هيومان رايتس واتش الدخول إلى مصر.
وأوضحت الوزارة أن المنظمة تقدمت بطلب للسلطات المصرية لعقد لقاء مع المسئولين المصريين خلال زيارتهم إلى مصر في شهر أغسطس لإطلاق تقريرها حول فض اعتصامى رابعة والنهضة.
وأشارت في بيان لها أنه وحرصًا على التعاون مع المنظمة واحتفاظًا للحق السيادى لكل دولة في استقبال الأجانب على أراضيها فقد تم إبلاغها بتأجيل الزيارة إلى شهر سبتمبر القادم لعدم ملائمة إتمامها في التوقيت المقترح مع التأكيد على ضرورة الحصول على تأشيرة مسبقة من بعثات مصر بالخارج قبل الدخول إلى البلاد وعدم جواز دخولهم بتأشيرة سياحية من مطار القاهرة الدولى لعدم تماشى ذلك مع غرض الزيارة المعلن من قبل المنظمة.
